بلادُ "الكُفْرِ"
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
(في ثلاثينيات القرن الماضي اكتشف الأمريكان النفط و مشتقاته في السعودية فتمّ استخراجه و استثماره و تصديره و كذلك في البحرين و غيرها من دول الخليج العربي بخبرات أمريكية و بريطانية)
بِلادَ الكُفْرِ أنْعَمْتُمْ عَلَيْنَا ... بِنَفْطٍ, لم يَكُنْ في حَدِّ عِلْمِ
بَحَثْتُمْ, و اكْتَفْتُمْ ثمَّ قُمْتُمْ ... بِإنتاجٍ لهُ, كَمًّا بِزَخْمِ
وَ مَا كُنَّا على شَيءٍ قَلِيلٍ ... بِمَا مِنْ أمرِهِ, نَحْيَا بِحُلْمِ
تَكَرَّمْتُمْ عَلَيْنَا, فَاسْتَفَدْنَا ... و صِرْنَا مِنْهُ في وَضْعٍ مُهِمِّ
نَكَرْنَا ما أتَيْتُمْ مِنْ صَنِيعٍ ... و أنْكَرْنَاهُ, جِئْنَاكُمْ بِشَتْمِ
بِحَقٍّ إنَّنَا قَومٌ لِئَامٌ ... عَلَى أوهَامِنَا في كُلِّ سُقْمِ
فَلَولَاكُمْ لَمَا عِشْنَا رَخَاءً ... علَى جَهْلٍ بَقِيْنَا عِنْدَ وَهْمِ
و ها نُجْزِيْكُمُ خَيْرًا بِشَتْمٍ ... فلا تَسْتَغْرِبُوا حُكْمًا بِظُلْمِ
بِلادَ "الكُفْرِ" أسْمَيْنَا بِلادًا ... و قُلْنَا شَعْبُهَا يُقْضَى بِحُكْمِ
هُوَ الإعدامُ في مَهْوَى جِهَادٍ ... أبِيدُوهُمْ بِهَذَا الدِّينَ نَحْمِي.