عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-08-2007, 11:52 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,930
افتراضي حلمتُ بكِ زهرةً. شعر: فؤاد زاديكه

حلمتُ بكِ زهرةً
ناديتُكِ يا زهرةً
تحومُ في فضاءِ القلق
تلدُ أوجاعَها
في سماء الأفق.
حلمتُ بكِ زهرةً
لا تذبل..
لا تملّ..
لا تيأس..
لا تتكسّرُ لها أجنحةٌ
لا يخفتُ لها صوتٌ.
منذُ زمنٍ
اختبأتِ الملائكةُ
في زوايا رجائكِ
منذ عهدٍ بعيدٍ
غرسَ اليُتمُ
مخالبَه
في فقراتِ ظهركِ
اختفى وهجُكِ
خلفَ امتدادِ الجراحِ
هَزُلتْ عذوبةُ موسيقاكِ
فارتجّ الفضاءُ
يبكي وحشتَهُ.
ضاعتْ تلك النقطُ
المضيئةُ
و الممتلئةُ بأهازيجِ الفرحِ
فسادتْ ملامحُ الغربة
و عظُمتْ انعكاساتُ القهرِ
و ترامتْ مساحاتُ الحنينِ
يظلّلها قمرٌ خافتٌ
يواكبه جموحُ حزنِ
في مساقي العيون!
لم يعدْ لكِ أصدقاءٌ
هربوا.. تبخّروا..
ماتوا.. ماذا حلّ بهم؟؟!!
الوحشةُ.. الغربةُ..
الحيرةُ.. الوجعُ..
الدّموعُ كلّها حروفٌ
رسمتها مجسّماتُ المعاني
في قواميس الشّوقِ.
زهرةٌ حائرةٌ
انتحرتْ على قارعة الوهمِ
تعلنُ بدءَ خريف الموت!
يصبغُ أوجهَ الجدرانِ
يكلّلُ قممَ الغيومِ
يعانقُ أبخرةَ النّدمِ.
غربةٌ موصّدةُ الأبوابِ
مخنوقةُ الأنفاسِ
موجعةُ الإحساسِ!
ما أجملكَ يا وطني!
ما أحلاكِ يا عودتي!
لكنْ عندما تلدُ الغربةُ
وطناً جديداً!
و عندما يسوقُ الفرحُ
قطيعَ نشوتهِ
في مراعي قلبي
و في مروجِ نفسي!
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس