زفرةُ حزن
وَداعاً أيّها القلمُ
لتدري ما هوَ الألمُ
قضينا عمرَنا نلهو
معاً أوتارُنا نغمُ
فكانَ الكونُ مَرسانا
لهَمِّ الناسِ نقتحمُ
تنادي فكرةٌ عزماً,
سريعاً تُشحَذُ الهِمَمُ
لئلا نبضُها يخبو
فيطوي ذكرَها العدَمُ.
وَداعاً لم أعدْ أقوى
فجسمي خانَهَ الهرَمُ
تَعِبنا بعدَ مشوارٍ
طويلٍ نابنا السأَمُ
قَسمنا أنّ مشواراً
لنا أهدافُهُ الحلُمُ
و آمالٌ على مَدًّ
لها الأيامُ تبتسمُ
و لكنّ الذي صارَ
تراخى الحَلفُ و القسَمُ
همومٌ جَمّةٌ سادتْ
فضاعَ العقلُ و القيَمُ
مللنا ظلمةَ الأقدارِ
زادَ العنفُ و الورَمُ
أفَقنا فجأةً صارتْ
بقايانا بها نَدَمُ
و طَعمُ العيشِ مَغشوشٌ
فما في روحِهِ دَسَمُ
حزينٌ أيّها القلمُ
و خوفي باتَ يرتَسِمُ
على وجهي و في نفسي
لأنّ الجهلَ ينتقِمُ.