[fouadzadieke]

أستاذنا الجليل و القدير كبريئيل شرو (أبو سومر) من أعماق قلبي أزفّ لك عميق فرحتي و شكري و امتناني على هذا الشرح الوافي المتضمن نبذة حية من ماضي و حاضر مدينة القحطانية موطن أشبال طور عبدين. إني و بسرور أكثر من بالغ دخلت حديقة زهورك لأستمتع بها فانتعشت روحي من عبق الماضي الجميل و ما تخلله من بخور الطيب المنبعث من الأمكنة و الأحداث و التواريخ و الأشخاص و هالة القداسة العامرة في جلال تلك الأديرة و الكنائس. كان نفحا من العبق الذي لم أود تركه فكنت آتي على جميع أنواع الورود و الزهور و الرياحين التي غرستها في هذه الحديقة أشتمّ من أريجها ما طاب و حيث سواقي الفكر الجميل و الخيال العذب المنطلق بأريحية عظيمة تركني كل هذا على غفلة من أمري فلم أدرك نفسي إلا و أنا أقف على أبواب آخر السفر. شئت مرة أخرى أن أكحّل ناظريّ بمرور لأقرأ الأسماء هذه الأسماء الجليلة التي أقف إجلالا لها و احتراما لما قدمته من تضحيات جسيمة و من خدمات جليلة و من إنجازات لا تزال آثارها الرائعة تحكي عن صمودها و تألقها و روعتها.
نعم يا أخي كبريئيل كان الموضوع أكثر من شيّق و هذه الأحداث التاريخية جذبتني و شدّت اهتمامي إليها لأني مولع بتاريخ آبائنا و أجدادنا أصحاب الفضل على الكثير من شعوب العالم. لقد زرت القحطانية في حياتي لمرة واحدة و كنت لا أزال شابا يافعا في حفلة عرس كنا مدعوين إليها. لكن وجود أصدقاء كثر من القحطانية معي في دار المعلمين بالحسكة و المثابرة الرائعة التي أجدها في أمثالك في هذه المنتديات كابن بار لمدينتنا الحبيبة القحطانية جعلني أتعرف إلى أصالة شعبنا السرياني فيها و إلى غيرته العظيمة على كنيسته و لغته و تاريخه و إني أثمّن كلّ هذه الفضائل في أبناء شعبنا السرياني عموما في كل مكان و خاصة في مدينة القحطانية لكونها موضوع بحثنا اليوم.
أقل ما يمكن من التقدير و العرفان لك بالشكر على هذا الجهد الكبير الذي جعلك تقدم إلينا هذه التحفة الرائعة من حياة شعبنا السرياني في بلدته القحطانية ابنة طور عبدين العظيم فإني أقوم هنا بتثبيت هذا الموضوع لكونه يستحق أكثر من مراجعة و من مطالعة فهو يستحق الثناء و الشكر الكبيرين عليه ليكون مرجعا يسهل الرجوع إليه لكثرة الفائدة و توفّر المعلومات و غنى الشخصيات الواردة فيه. بارك الرب في جهودك الرائعة فقد أضفت لبنة راسخة لبنيان كنيستنا السريانية المجيدة. دمت بكل خير يا عزيزي. هذه بعض الصور من احتفالات أبناء شعبنا في القحطانية بمناسبة راس السنة البابليّة.