سبيلُ الظّفر
إذا الشّعبُ يوماً, أراد الظّفرْ
و عيشاً كريماً كعيش البشرْ
و بأساً حكيماً يعيدُ الأمانَ
و وزناً قديراً و ذكراً عَطِرْ
و شأناً كبيراً و شأواً رفيعاً
و حكماً نزيهاً به مُعتَبَرْ!
إذا الشّعبُ شاءَ سواءَ السّبيلِ
و عاف الخلافَ الكبيرَ الأثرْ
إذا الشّعبُ شاءَ بلوغَ المعالي
و دحرَ الغزاةِ و غزوَ القمرْ
و صفعَ الجمودِ و سحقَ البلاءِ
و غرسَ الخلالِ وظلَّ الشّجرْ!
إذا الشّعبُ يوماً أراد الثّباتَ
و شاءَ الحياةَ كنفحِ الزّهرْ.
عليهِ الوفاءُ لفكرِ الحياةِ
و حبِّ الحياةِ ليومٍ أغرْ!
إذا الشّعبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بدّ للعلمِ أنْ ينتصرْ
و لا بدَ للطّيشِ أن ينقضي
ولا بدّ للجهلِ أنْ ينكسرْ
ولا بدّ للوعي أنْ يرتقي
ولا بدّ للوهمِ أنْ ينحَسِرْ!
إذا الشّعبُ يوماً أصاخَ استماعاً
لقصفِ الخلافِ و رعدِ العِوَرْ
فعاشَ الغباءَ طوالَ الحياةِ
و مجّ الصّلاحَ و نهجَ العِبَرْ
و غطّى ذيولَ هوانٍ يكونُ
بعزفِ افتخارٍ و طمسِ الحُفَرْ
يعيشُ الحياةَ بذلٍّ مريرٍ
يقاسي الشّتاءَ بعمرٍ قَذِرْ
و يمسي هباءً يباباً فناءاً
تهاوى كغصنٍ خليعِ الوبَرْ!
و يضحى كماضٍ عتيقِ المعاني
بمسعىً لآتٍ سقيمِ الأثرْ.
يعاني البلاءَ و دفقَ العناءِ
ليلقى هروباً حزينَ الوترْ.
فجهلُ العقولِ و نهجُ الذُّبولِ
و رفضُ الحلولِ سبيلٌ وَعِرْ.
ودعمُ الإخاءِ بروحِ الصّفاءِ
و وعدِ السّماءِ هو المنْتَصِرْ!
و مَنْ لم يؤرقْهُ ظلمُ الزّمانِ
و سَطْوُ الغبيّ و فيضُ المطرْ
و مَنْ لم يمنّي مصيرَ الشّعوبِ
ببعضِ الأمانِ و عدلٍ خَسِرْ!
يموتُ رويداً, رويداً, رويداً
يعيدُ انكساراً ذليلَ الصّوَرْ!