استاذي الكريم أبو نبيل
في الحقيقة أمام الكنيسة السريانية ممثلة بمجمعها المقدس تحديات جسام وهذه التحديات ليست وليدة اليوم بل هي تراكم مشاكل عديدة اعترت مصداقيتها وطرحت علامات استفهام كبيرة منذ سنين ولم يكن تعامل الكنيسة معها في كل مرة ولا الاجابات والحلول أو التدابير التي اتخذتها بمستوى الاحداث أو بالشكل الذي يحفظ هيبتها ويصون تماسكها وقبل كل شيء يعزز الثقة بين الشعب ورعاته.
سيدنا البطريرك المعظم أمد الله في عمره قاد سفينة الكنيسة باقتدار منذ اعتلاءه السدة البطريركية وكانت الأمانة التي استلمها من أسلافه الصالحين بمثابة اللؤلؤة التي وبحق ازدادت بريقا ً وتوهجا ً خلال عهده الميمون وكل من يبخس قدر العمل والانجازات التي تحققت على يد قداسته طوال عهده المبارك إنما يطعن قلب الكنيسة ويجافي حقيقة ساطعة كنور الشمس.
لقد تمددت الكنيسة خلال العقدين الماضيين وانتقلت لتصبح كنيسة عالمية مع كل مامثله ذلك من تحديات واجهتها الكنيسة بإرادة طيبة وإيمان فعّال بأن وفرت كل معطيات المرحلة ولم تألو جهدا ً في سبيل الحفاظ على ابنائها وضمهم الى اكنافها في كل اصقاع الأرض .
إن مهمة جليلة وجسيمة هذا حجمها ومرحلة حساسة تلك تحدياتها تعاملت الكنيسة معها بكل إرادة وتصميم ولم تهن او تتخلى عن دورها الكبير أو تتراخى بل كانت حقيقة على مستوى ماهو مطلوب منها وأكثر كمرجعية روحية واجتماعية.
وإن كان التصدي لعمل جبار كهذا وتأدية رسالة بهذه القدسية لابد أن يحمل في مفرداته وتفاصيله بعض المعوقات وبروز مشاكل هنا وهناك فهذا هو ما ينبغي أن يتعامل معه رجالات الكنيسة اليوم وغدا ً بروح الجماعة والشفافية والانفتاح.
إن من أعلى بنيان الكنيسة وأرسى لها صروحا ً شامخة لن يعجز أو يتراخى عن ترميم تصدعات ظهرت أو قد تظهر في مكان ما ولن يعدم الوسيلة أو يفتقد الإرادة والعزيمة طالما توفرت النوايا الطيبة واعتمر الإيمان في القلوب وعلا صوت الضمير الحي فوق كل صوت آخر.
__________________
المهندس فادي حنا توما
|