تناهيد الجواب
تناهيدٌ تُتَرجمُ بالجوابِ
و تصدحُ فوقَ بارقةِ السّحابِ
فهذي الشامُ إن نفحتْ عبيرًا
تحدّى الموتَ يهزأُ بالمُصابِ
لها كلُّ العوالمِ شاهداتٌ
على ألقِ الفضائلِ و الثوابِ
و كلُّ فضيلةٍ تختالُ فخراً
لتفعلَ بالكتابةِ و الحسابِ
شآمُ المجدِ و التاريخِ كانتْ
و ظلّتْ ثمّ تبقى في شبابِ
ملأنا الكأسَ أهوالاً, شَرِبْنا
مَرارَ الظلمِ مِنْ لَدُنِ الكلابِ
فأبطالٌ لنا دخلوا الخلودَ
و ما رحلوا إلى طرفِ الغيابِ
فلهم حضورُهمُ المجيدُ
و بهمْ سنفخرُ بانتسابِ
ترابُ العشقِ في وطنٍ سليبٍ
نعيشُ لذكرِهِ و بلا عتابِ
نُفَدّي الأرضَ ما انتعشتْ قلوبٌ
و نجهدُ في البلوغِ إلى الصوابِ
سنكتبُ كلَّ قافيةٍ بحبٍّ
لأنّ الحبَّ مُخُتَصَرُ الكتابِ
إذا هَرِمَتْ عروبتُنا لخزيٍ
و أُقْفِلَ في وجوهِنا كُلُّ بابِ
فإنّ مصيرَ سَبْقِنا بانفتاحٍ
و بابَ صمودِنا مَلِكُ الجوابِ
دمشقُ إلى لقائكِ مُستعدٌّ
أذلُّ الروحَ, أسْعَدُ بالعذابِ
فأنتِ حياتُنا و بِنا الشعورُ
و أنتِ رجاءُ شوقِنا للإيابِ
سنقطعُ دابرَ الشيطانِ هذا
و نبني ما أصابَنا مِنْ خرابِ.