هذي حياتي
لازالَ في العمرِ الجميلِ جميلُ
و القلبِ متّسعٌ له و دليلُ
ليس ليقوى مهما أجَّجَ نارَهُ
يوماً عليهِ في خطاهُ رحيلُ!
ودّعتُ أحزاني لأزرعَ مأملاً
ليحلّ مَوضِعَهُ هوىً إكليلُ
ممّا تناثرَ من زهورِ تأمّلي
فدموعُ غيمتي خانها التأويلُ.
هذا الرّبيعُ الفذُّ حلّتُهُ ازدهتْ
في روضةِ الأنفاسِ و هيَ تقولُ
فتّحْ زهورَكَ يا شبابَ نضارةٍ
و ارقصْ على الأنغامِ حيثُ تميلُ
لونُ اخضرارِ الغصنِ أينعَ عزفَهُ
هذا النّسيمُ على مداهُ نَزيلُ.
يا مولدي أوشكتَ تشرقُ رائعاً
بتجدّدٍ ما عن هواكَ بديلُ.
فالنّجمُ ممتلئٌ حياءً واعداً
و الوردُ مكتنزٌ فليسَ أُفولُ
لازالَ في عمري الكثيرُ أخطّه
حرفاً تألّق وقعُهُ التّنزيلُ
في آيةِ الآياتِ يرقبُ موكباً
متناغماً و أصالةٌ جبريلُ
هذي حياتي اليوم أكشفُ سرّها
عشقاً يواصلُ سيرَهُ و يصولُ
جدّدتُ أشرعتي على طولِ المدى
و تكسّرتْ فوق الشّفاهِ مُيولُ
لازالَ في عمرِ الشّبابِ أجندةٌ
تسمو على الآمالِ و هي تُطيلُ
عزفاً تناغمَ في تمايلِ روعةٍ
فاقتْ حدوداً جاءها المعقولُ
لازلتُ في شرْخِ الصبّا و شبابِهِ
يأبى الشّتاءَ فلا يكونُ وصولً!