اِنتهاكُ الرُّوحِ
الشّاعر السّوري فؤاد زاديكى
أنتَ لم تَرْحَمْ مُعانَاتِي و قَهْرِي ... عندما استَلقَيْتَ في حِضْنٍ مُضِرِّ
كيفَ أمسى الحُبُّ في وجدانِ روحٍ؟ ... لم يَعُدْ في ما أتانِي بعضُ سِرِّ
إنّني أفْنَيْتُ عُمرِي في سبيلٍ ... دامَ للإخلاصِ مَكتُوبًا بِسِفْرِي
أنتَ قد عامَلْتَ رُوحِي بِانتِهاكٍ ... صارِخٍ قاسٍ وفي سِرٍّ و جَهْرِ
ذلكَ الهَجرُ الذي أشْتَى فِراقًا ... مِنْكَ في إصرارِهِ أودَى بِصَبْرِي
إنَّهُ أعطى شُعُورًا بِانْكِمَاشٍ ... في مآسي وَقْعِهِ إذْ ضاقَ صَدْرِي
أنتَ مَنْ أهمَلْتَنِي, أغْفَلْتَ كَونِي ... في وُجُودِي كُلِّهِ أدْمَنْتَ هَجْرِي
خِنجرُ الآلامِ لم يَسْلَمْ فُؤادِي ... مِنْ أذاهُ هلْ بِهذا الأمرِ تَدْرِي؟
يا حبيبًا خانَ عَهْدًا والتِزَامًا ... هلْ سَيُشْفَى القلبُ مِنْ آثارِ غَدْرِ؟
إنَّه القلبُ الجريحُ اعتادَ هذا ... لا لِوَقتٍ, بلْ إلى دَهْرٍ و دَهْرِ
مَوعِدٌ لِلوصلِ لم يبلغْ وُصُولًا ... أيُّها الحُزنُ الذي يَحظَى بِأجْرِ
لستُ أدري هل لهُ يومًا رَحيلٌ ... أم هُوَ الباقِي على إحْكامِ أمْرِ؟
هكذا تَبقى مُعاناتِي و قَهرِي ... والمآسي رحلةً في طُولِ عُمْرِ.