عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-03-2023, 09:20 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,930
افتراضي بين البصر و البصيرة بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى مشاركتي على برنامج بوح الخواطر الذ

بين البصر و البصيرة
بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى
مشاركتي على برنامج بوح الخواطر الذي تقدمه الصديقة الاستاذة إنصاف ابو ترابي عن البصر و البصيرة في مجلة أسرة قلم
إنّ الخالق أنعم على الإنسان نعمًا كثيرة عندما خلقه و من أهمّ هذه النّعم الحواس التي يتمتّع بها و من خلالها و بواسطتها يستطيع التعامل مع الوسط الذي يعيش فيه. و من أهمّ هذه الحواس نعمة البصر و التي هي نور الحياة. كم البصر و رؤية العين للأشياء من حولنا هي من الأولويات الحياتية. لكن عندما يفقد الإنسان إحدى حواسه بفعل خارجي كحادث أو مرض إلخ... فإنّ الجسم يتأقلم مع الحالة و يحاول تقوية حاسّة أخرى أو جانب آخر من جوانب التفاعل الجسدي لذا قيل كلّ ذي عاهةٍ جبّار.
قد يتمتّع إنسانٌ ما بنعمة البصر لكنّه يفتقر إلى نعمة البصيرة و هناك فرق كبير بين الحالين فالبصر يكون من خلال العين بينما البصيرة تكون من خلال القلب و كم من أشخاص فقدوا بصرهم لكنّهم أبدعوا في مجالات كثيرة من الحياة فعلى سبيل المثال عميد الأدب العربي الكبير المعروف الدكتور طه حسين فقد كان لامعَ البصيرة و وقّاد الفكر ابدع في عطاء لم يقدّم مثله أصحاب العيون المفتوحة.
لقد ألّف العديد من الكتب و له رؤية مختلفة عن التراث مما أثار في وقته جدلًا كبيرًا في أوساط الأدب. والموسيقار سيد مكّاوي و غيرهما
كم هو جميل أن يتمتّع الإنسان إلى جانب نعمة البصر بنعمة البصيرة و التي هي أعمق و أشمل و أعظم من الرؤية البصريّة العينيّة.
لا يجب أن يشعر أيّ إنسان بإحباط أو يستسلم لليأس عندما يُصاب بعاهة جسدية مهما كان نوعها. عليه أن بتمتّع بقوة الصبر و التحمّل إلى جانب الإيمان الذي يعطيه قوّة إضافيّة فيتابع حياته بشكل طبيعيّ.
أعمى البصر لا يرى بعينيه أمّا أعمى البصيرة فهو لا يرى بقلبه و لهذا تراه يتعثّر بمطبّات كثيرة في حياته لعدم مقدرته على التمييز و حسن التصرّف.
المصاب بعمى البصيرة لا يستطيع إدراك حقائق الأمور و كأنّه جاهلٌ في مواجهة الحياة و ما يأتي به الدّهر من مصاعب و مشاكل و هموم.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس