التّألُمُ الضِّمنِيُّ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
القلبُ يَسأَمُ مِنْ أخطَارِ واقِعِهِ ... يا واقعَ الحالِ ما المَرجُوُّ مِنْ عَمَلِ؟
ما مِنْ سَبيلٍ لِدَرْءِ الخوفِ يَجرَحُنَا ... في كُلِّ يومٍ فلا نَحْظَى بِمُنْدَمِلِ
عافَ الشّعُورُ هُطُولًا مِنْ مَوَاسِمِهِ ... والنّفسُ تَعْطِفُ مَجرَاها على عَجَلِ
لُغْزٌ يُحَيِّرُ لُبَّ العقلِ يُفْقِدُهُ ... بَعضَ الصَّوابِ فضاقَتْ فُسحَةُ الأمَلِ
مِنْ قَسوةِ الدّهرِ صارَ الهَمُّ مَجلِسَنَا ... والشّوقُ أغفلَ ما بِالرُّوحِ مِنْ مُثُلِ
في ناظِرِي قَدَرٌ أرسَى عَوَالِمَهُ ... هَزَّ المخاطِرَ في مَسْعًى إلى أجَلِي
عينُ العِنايَةِ بِالتّأكيدِ ساهِرةٌ ... لا نَفْعَ مُجدٍ بِدَربِ الغِشِّ و الحِيَلِ
أينَ الشّقاءُ يَرَى آثارَ وَقْعَتِهِ؟ ... كيفَ التَّخَلُّصُ مِنْ وَيلِي ومِنْ ثِقَلِي؟
ليسَ التّشاؤمُ نَهْجِي صادِقٌ قَلَمِي ... فيما يُعَبِّرُ عنهُ اليومَ في خَجَلِ
أعلنتُ أمرًا أُعانِي مِنْ رَوَاسِبِهِ ... قد صارَ غَمِّي ثَقيلًا مُحْبِطًا جُمَلِي
لَيسَتْ تُعَبِّرُ عَمّا فيها مِنْ ألَمٍ ... إنَّ التّألُّمَ ضِمْنِيٌّ فَلا تَسَلِ.