عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-04-2011, 09:32 PM
غريب غريب غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 185
افتراضي ذكاء ذئاب جبل الابيض

ذكاء ذئاب جبل الابيض

كان والدي في جبل الابيض يرعى غنم و احد المرات ذئبان حاولوا الهجوم على غنمه ليختطفوا غنمة من اغنامه فريسة شهية . واحد منهم كان يمشي وراء والدي قريب منه جدا بهدوء و ذكاء و الآخر من جهة اخرى يهاجم الغنم عندما والدي يتوجه نحو الغنم يهربون منه لان ورائه الذئب على الدعسة يمشي بذكاء خلفه بهدوء . يقول والدي يا الهي لماذا غنمي تهابني و تهرب مني و مع والدي كلبان اقوياء هاجمو الذئب البعيد و لم يستطيعوا خنقه بس جعلوه يتلبك و لم يتمكن من اصطياد ما يريده من القطيع و من عادة الذئاب كانت تقتل اكثر عدد من الغنم ممكن كي تموت فطيس و تبقى في الجبل فريسة لهم بعد ان يتركها الراعي و يذهب الى البيت مع قطيعه و يلتمون عليها و يأكلون .و يقول والدي عندما التفتُ للوراء نحو اليمين ايضا يميل بهدوء نحو اليسار و اذا التفتُ نحو الشمال ايضا يميل نحو اليمين بهدوء و ذكاء يا الهي .
ما الامر و يقول والدي.احد المرات نظرت الى الخلف فرأيت الذئب ورائي و عندما رأيته وعرفت سر هرب الغنم مني و عرفت انه ورائي لكي يلهيني و زميله يُفلح ويصطاد و قلتُ لأكون لم ادري انني اعرف انه ورائي . و مسكت الكوبال ( باكورة من البلوط ) من الاسفل و كان الذئب قريب مني جداً من جهة الخلف و درت نفسي تجاه اليمين حتى يتحول بذكائه نحو اليسار و انا متهيئ لضربة قاضية له و التفتُ فجأة الى اليسار مع ضربة الكوبال و صار الذئب تحت الكوبال و امكنته بضربة قوية و سريعة فأرتمى و قبل ان يتهيئ له هزيمة أتتالى عليه الضربات حتى قتلته تماماً و ذهبت بتجاه الآخر كان قد جرح عنزة صغيرة عمرها سنة ( كهرة جدي ) عندما رأني و معي الباكورة و عرف انه نهايته فرى هارباً ثم ذبحتُ الكهرة و سلختها و ناديت زملائي فأجتمعنا و شوينا اللحم و كانت هذه عادة ليست غريبة علينا من كثرة الغنم و رخص قيمتها . حياة حتى بالاحلام لا تصح لنا . قال لي والدي. كنا نأكل العسل البري من جبل الابيض و الحشائش كالقصيب ( قيفارات ) و العكوب ( سلبين حرشف) و الحمم ( لسين ) و الخباز و القرة وووو و انواع الاعشاب المغزية و الطبيعية الكثيرة الكثيرة . وحكا لنا والدي القصة عندما كنا في باحة كنيسة العذراء في الحارة القديمة في ديريك و كنا نجتمع في كل يوم العصر قبل الصلاة مع المثلث الرحمات القس افرام راعي الكنيسة صاحب الصوت الرهاوي الاصيل . وكان أحد الايام انسان من عمر والدي زائر من آزخ صديق لوالدي عندما كانو رعيان في الجبل الابيض اولاد قبل ان يكونو شباب هذا قبل 46 عام كما قالوها و يدعى العم المرحوم مراد حنبش الزائر من آزخ الى ديريك . فسأل الضيف العزيز و كان يوجه باصبعه هذا من يكون ؟ يقول له الاب افرام بولص غزو ( بولو ) و هذا من يكون ؟ هذا المرحوم شمعون عيسكو و هذا من داوود متو و هذا ببو الكري و هذا ملكي دلي حلدي و هذا رزقو خلف ووووو و هذا من قال . هذا لحدو عبدي و عندما سمع كلمة لحدو عبدي هجم على والدي و حضنه و تبادلت القبلات و نظر الى والدي و قال . ألم تعرفني؟ فأجاب والدي . صوتك ولله اتزكرها الى الان كلمة صوتك يشبه مراد حنبش . فأجاب نعم انا مراد و ردو تعانقو و خرت دموعهم على خدودهم و قال له والدي اليوم انت عندي. و قال هو اليوم انا عندك ولا عند غيرك و ذلك اليوم كان احلى من عرس لولد البكر لوالدي و اجتمعت كل الحارة عندنا في البيت و تكلموا القصص التاريخية عن آزخ و ذبح والدي خاروفين و السهرة كانت اجمل يوم في حياة والدي و تكلموا من يوم كانو اطفال الى تلك الساعة و ذكروا قصة والدي و الذئبان في جبل الابيض و قصص كثيرة كثيرة يحسدها الملوك و السلاطين رغم انهم كانو رعاة غنم و فلاحين و لم يكونوا يحملون الشهادات وووو .


موسى لحدو غريب

رد مع اقتباس