عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-09-2021, 11:42 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي المربّي الفاضل الملفونو شمعون شمعون بقلم/ فؤاد زاديكى

المربّي الفاضل الملفونو شمعون شمعون


بقلم/ فؤاد زاديكى



إذا كانت العِصاميّة في معاجم الّلغة هي: اعتمادُ الشّخص على نفسه حتى ينالّ الشَّرفَ والمجدَ, فإنّ شخصَ المربّي الفاضل الملفونو شمعون اسحق شمعون هو أهْلٌ لهذه التّسمية و جديرٌ بها, فهي تنطبقُ عليه قولًا و فعلًا, لقد عاشَ ظروفًا قاسيةً للغاية, استطاع تطويعها بروحٍ وثّابة و تطلّعٍ واثق, كي تخدمه في مسيرة حياتِه, التي عانى فيها الشّقاء و المرارة و حياة الغربة في بعده عن الوالدين و هو صغيرٌ لم يكنْ بَعْدُ قادرًا على اتّخاذ أيّ قرارٍ مصيريّ في حياتِه.
وإذا كانت البطولة فروسيّةً ومبارزةً ومُعارَكة, فإنّ المربّي شمعون اسحق, يحقّ له أن ينالَ شرفَ الحصول على هذه التّسمية, فهو فارسٌ في مجالِ محبّته للغته السّريانيّة و في الذّود و الدّفاع عنها في كلّ مجتمع ومكان, بل هو من الدّعاة إلى وجوب تعلّم اللغة الأمّ, لأنّها الصّلة بين الشّخص و انتمائه, وهي كما يقول هو: "تلعبُ دورًا هامًّا في التّكوين الفكري للشّخص" وهو مبارز في مجال الأدب والثقافة, حيث له مقالاتٌ كثيرةٌ و متنوّعة في عدّة مجلات سوف نأتي على ذكرها في موضعها المناسب.
أردتُ مِن هذه المقدّمة الولوجَ إلى رحابِ حياة شخصٍ عرفتُه, منذ صغري و رأيتُ فيهِ قدوةً حسنةً و مثالًا للرّجل المكافح بعنادٍ و إصرارٍ دونَ تردّد, فَبَقِيَتْ تلك الصّورة عالقةً في ذهني لغاية اليوم دون أن تمحوها صعابٌ و مشاكل و هموم و متاعبُ الحياة, لكونها ثابتة ثبوت الحقّ و راسخة رسوخ الأمل الذي لا يجب أن يضمحلّ ضوؤه أو يخفت مهما كانت عاتياتُ الزّمن, ورياحُ الدّهر بمشقّاتِه و أعبائه.
أبصرت عينا المربّي شمعون اسحق النّور سنة 1939 في بلدة آزخ من أبوين أزخينيّين صالحين, هما اسحق المعروف بلقب (مِشْطِهْ) وصارة قسطو[1] أخت كلٍّ من بهنان قسطو و اسحق. نزح أجدادهُ من أبيه وعمّه حنّا والد شكري صهر المرحوم القسّ جبرائيل جمعة. قبل مئات السّنين من بلدة (قلّث)[2] إلى بلدة آزخ الواقعة في شمال شرقي تركيا, و هي بلدتنا التي ضربتْ أمثلةً رائعة في البسالة و الصمود و البطولة ضدّ غُزاة طامعين أرادوا لها الشّرّ, فجاؤوا من كلّ حدبٍ وصَوب تدفعهم أحقادٌ مريضة على اختلاف أنواعها من قوميّة شوفينيّة إلى دينيّة مَقيتة إلى ذاتيّة لغاية الانتقام, تحطّمتْ جميعُها على صخرةِ صلابة إيمان رجالها و نسائها وتشبّثهم بالأرض وحمايتهم للعرض ولثقتهم الأكيدة بأمّنا العذراء, أمّ الفادي والمخلّص له كلّ المجد, و حيث لها منزلةٌ خاصّة لدى كلّ أزخيني أينما وُجِد حتّى أنّه يُقال بالاسم (عذرِت آزخ) و كم قال أبناؤها عبارة (هاواري لَيكي) أي كُوني في عوننا و فعلًا لبّت النّداء و قامت بمساعدتهم بأبهى الصّور و أجلّها شهد عليها الأعداء قبل الأصدقاء.
غادر والداه بلدة آزخ في العام 1940 وهو يبلغ من العمر سنةً واحدة, و لظروف قاهرة لم يتمكّن الوالدان من أخذ ابنهما معهما لدى فرارهما من آزخ و لجوئهما إلى ديريك في سورية حيث هربت معهما أسرٌ أخرى كان رجالها مُلاحقين من قبل السلطات التّركيّة و مطلوبين وهم أبرياء إذ أن التّهم الباطلة كانت تُساق من قبل السلطات كي تُعطى مُبَرِّرات لتصفية هؤلاء و التّخلّص منهم., فبقي الطفل ذو العام الواحد بمعيّة شخصٍ يُدعى (جِجّي خربانو)[3]. شعر ملفونو اسحق باليُتْمِ فهو ظلّ وحيدًا لعامٍ كامل يجوب شوارع آزخ نهارًا دون هدفٍ, من الصّعوبة بمكان أن نتصوّر مثل هذا المشهد الباعث على الألم و الشّفقة, لقد تركت تلك الفترة أثرًا عليه, فكم هو محزن أن يعيش طفلٌ ابن العام الواحد و لعام كامل بعيدًا عن والديه. يقول ملفونو شمعون عن تلك الفترة: "تركني أبي في آزخ وحيدًا, لأنّه كان مُلاحقًا من قبل الأتراك هو و بعض الأشخاص الأبرياء, عانيتُ ولأكثر من سنة مرارة الجوع و الفقر و الحرمان أمشي في أزقّة آزخ و عيناي تذرفان الدموع الغزيرة".
يقول صاحب النّبذة عندما سألته كيف غادرت آزخ إلى ديريك؟: "حضرتُ إلى ديريك مغادرًا آزخ مع خالي (ملكي) الذي كان جارنا في السّكن. كنت أتوقّع أنّني سأكون في وضعٍ أفضل عندما أصل إلى ديريك إلّا أنّ أحلامي تبخّرت فقد كانت الحياة أشدّ وأقسى, دخلت مدرسة السّريان سنة 1944 تعلّمتُ فيها لمدة 4 سنوات, كان يقوم بالتعليم معلّمون أكفّاء و مهرة يحبّون اللغة العربيّة و كان من بينهم المرحوم (مراد صوهرو) الذي أنشأ المدرسة و أسّسها و كان مصلحًا اجتماعيًّا و محدّثًا مقتدرًا عُرِف بأنّه المسؤول في المجتمع و هو يمثّل الوجه الحضاري و الفكري للسريان و للمدرسة وهو المشرف على المدرسة كان له دكان لبيع الأقمشة مات مبكّرًا, و معلّم آخر كان غاية في الكفاءة و القدرة على الإدارة هو الأستاذ حنا عبد الأحد (التنكجي) والمعلّم القدير. وكان معلّم آخر اسمه مراد حضر من العراق ليعلّم في مدرسة السّريان كان يسكن في دار (أجدان عبدو) ومعلّم آخر هو أخو المعلّم منصور خاتكو. كان دوامي على المدرسة متقطّعًا, فتركتُ المدرسة مبكّرًا لظروف مادّيّة لكنْ كان لديّ منذ صغري ولعٌ شديد بالمطالعة و حبّ القراءة, إذ كنت أقرأ كلّ كتاب يقع تحت يدي ". حصلتُ على الكفاءة ثم على الشّهادة الثانوية في ثانوية العروبة بالقامشلي ثم على إجازة في الأدب العربي ممّا خوّلني صلاحية التدّريس في ثانويّات الحسكة و غيرها وكانت كلّ دراستي خاصّة, و في هذه الأثناء التي كنتُ أدرسُ فيها, كنتُ بالمقابل أعمل كمدرّس بنفس الوقت.
ثمّ يتابع حديثه فيقول:" في عام 1955 ذهبتُ إلى الإكليريكيّة في الموصل[4] وهناك بقيت لمدة عام و نصف العام عدتُ بعدها (أنا) و(دنحا توما) أخو بطرس الشقّاع, قمت برعي الأغنام لأكثر من سنتين[5]وما اعترافه هذا سوى دليل ثقته الكبيرة بنفسه و صدقه مع ذاته واحترامه لمعنى العمل و ضرورته في الحياة و هي صفة نادرة قلّما تجدها في كثيرين, فهو يرى في هذا العمل شرفًا و إنّي أوافقه الرأي و هكذا كانت بداية مشواره إلى العصاميّة, التي سبق و أن ذكرناها فيه. أخواته هنّ شموني والمرحومة سعاد وبهيّة وسلطانة ومجيدة و أخ هو إبراهيم.
لقد مرّت سنوات طويلة على عدم رؤيتي للمربّي و الملفونو شمعون, حيث كان علّمني لسنة واحدة مادة اللغة السريانيّة في مدرسة السريان بديريك في أواسط خمسينيّات القرن الماضي, لكنّي مازلت أذكر البعض من مشاهداتي كشاهد عيان على جوانب من حياته كما كان صديقه المرحوم (حنّا شيعا) يتحدّث لي عنه و عن المحامي (الياس عبدال گُلِهْ) و غيرهم من الأصدقاء في تلك المرحلة من العمر و حيث كانت تجمع البعض منهم رؤى سياسيّة مشتركة أو متقاربة.
يتابع ملفونو شمعون الحديث عن بعض جوانب الحياة التي عاشها بمراحلها المختلفة والمتنوّعة والمتضاربة فيقول: " في عام 1959 تمّ سوقي لخدمة العلم منخرطًا في سلك الجيش وأنا لا أحمل شهادةً. خدمتُ في مركز التّدريب الثّاني في حلب ولمدّة ثلاثة أشهر كنتُ أمشي في شوارع السّليمانيّة ثمّ المنشيّة لتمضية الوقت, لكن و في لحظةٍ من اللحظات أدركتُ بأنّ ما أقوم به ليس غير عبثٍ لا جدوى منه و لا فائدة, و هو مَضيعةٌ للوقت دون طائل, وفي ذات يومٍ وفيما كنتُ أسيرُ في شارع في باب الفرج شاهدتُ مكتبةً ورأيتُ على الواجهة كتابًا بعنوان (الصّراع في الوجود)[6] لمؤلفه (بولس سلامة)[7] وكان الكتاب يشتمل على 459 صفحةً من الورق الكبير الحجم وهو يحتوي على مقدّمة لتسعة وعشرين موضوعًا و هي محتويات الكتاب عن هيرقليط ثمّ الفيلسوفين نيتشه و شلنغ وأيضًا الفيلسوف الاجتماعي دركهايم ثمّ هيغل و كارل ماركس و فورباخ تناول الفلسفة الوجوديّة ثمّ المؤمنة بردايف و كيركغارد, لزمتُ بعدها السُّكْنَى أي البقاء في البيت لمزيد من المطالعة و القراءة وقرأت الكتاب أربع عشرةَ مرّة كان الكتاب يربط بين الفلسفة و الأدب. كنتُ متأثّرًا جدًّا بالكتاب وكلماته الأدبيّة فحفظتُ أكثر الكتاب غيبًا عن ظهر قلب دون أن أفهم معانيه ويُعتبر الكتاب بحقّ تحفةً فريدة فهو يتحدّث عن أعظم الرجال و المفكرين الذين عاشوا في القرن العشرين لقد أدمنتُ على قراءة الكتاب (هذا ما يقوله و يؤكده ملفونو شمعون)" و يتابع قوله:" رأيت ذات مرّة الأب الخوري برصوم أمام باب كنيسة مار أفرام السليمانيّة[8] بحلب قلت له إنّي قرأتُ كتاب (الصّراع على الوجود) كذا مرّة ولم أستطعْ فهمَ معانيهِ, فأجابني الخوري بالقول: كان عليك أن تصعد السلّم درجةً, درجة لكنْ مع ذلك أقول لك: استمرّْ في قراءة الكتاب, وبعد ذلك مرّْ إلى طرفي وسوف نقوم معًا بمناقشة و تحليل ما تريد فهمه من معاني الكتاب, وبعدما أنهيتُ الخدمة العسكريّة قمت بزيارة إلى الخوري برصوم وبعد نقاش و حوار و سؤال و جواب قال لي: الآن تمام. كلّ شيء على ما يرام فقد وضعت رجلك على الطّريق الصحيح, لقد كان الخوري برصوم عالمًا صاحب معرفة وعلم وثقافة".
ثمّ يروي ملفونو شمعون تتمّة سيرة حياته فيقول:" ذهبتُ - بعد الانتهاء من خدمتي الإلزاميّة وعودتي إلى الحسكة – مباشرةً إلى مدير التّربية في الحسكة بقصد التّدريس فقال لي المدير: لدينا اثنتان وعشرون ساعة لتدريس حصّة الدّيانة في مدرسة دار المعلّمين بالحسكة وفي ثانوية الشّهيد نور الدّين[9] دامت فترة تدريسي في هاتين المدرستين مدة تسع سنوات.
في سنة 1963 تمّ تعييني موظفًا في رأس العين مباشرةً وفي عام 1980 انتقلتُ إلى الحسكة. درّستُ لأكثر من ثلاثة عشر عامًا في معهد المعلّمين حتّى تمّت إحالتي على التقاعد (المعاش). سكنتُ مدينة الحسكة لمدّة 23 سنة ثمّ غادرت إلى أمريكا (لوس أنجلوس) حيث لي فيها حوالي 15 عامًا.
أنعم الربّ عليه بإنسانة خلوقة, مؤمنة و صالحة صارت زوجته هي مقبولة بنت حنّا حنتوش الأزخيني المعروف, يقول عنها ملفونو شمعون:" زوجتي امرأة مؤمنة و صالحة تقوم بخدمتي و تشارك في نَفْعي و ضرّي و تقاسمني فرحي و حزني ومهما فعلتُ فإنّي لا أستطيعُ أن أفيها حقّها, لقد أنجبت لي ست بنات و شابًّا أكرم بهم الربّ علينا نعمةً من عنده" أطال الربّ في عمرها و عمرك ملفونو شمعون و أسعد أبناءكم و بناتكم بكلّ التّوفيق فهم امتدادٌ لكما في هذه الحياة.
أمّا عن هواياته عدى المطالعة فهو يقول إنّه مارس لعبة كرة القدم مع أبناء جيله أمثال حنّا شيعا وآخرون كما استمرّ باللعب في فترة خدمة العلم. أمّا بخصوص أنشطته الفكريّة و الثّقافيّة و الأدبيّة فهو كان ينشر في المجلّة البطريركيّة للسّريان الأرثوذكس[10] و في (مجلة الحكمة)[11] التي تصدر في القدس مقالاتٍ عديدةً منها تاريخيّة بما له علاقة بالتّراث السّرياني, خاصّة اللغة السّريانيّة و دورها عبر التاريخ, و مقالات أدبية و ثقافية و اجتماعيّة في مختلف المجالات.
وفي فترة الشّباب كان يقوم مع أبناء جيله من شباب السّريان في ديريك أمثال حنا شيعا. ببّو الخيّاط. الياس عبدال وملكي عيسى وردِه وآخرون بالقيام بأدوار مسرحيّة على خشبة مسرح كان أُعِدّ في باحة كنيسة السّريان[12]كما تمّ عرضها في مدينة القامشلي حيث حضرها المئات في ذلك الوقت.
أمّا في معرض الحديث عن نفسه يقول: "أنا بطبعي أحبّ الحركة و النّشاط, وأقوم بتوفير حاجيّات ولوازم البيت بنفسي, كما أنّي أعتبر الكتاب الصّديق الوفيّ و الملازم و الأمين, لقد تابعني في كلّ مشوار حياتي و محطّات عمري, لديّ قلّة من الأصدقاء نتقابل و نتبادل الزّيارات بين الحين و الآخر لتبادل الأفكار و الآراء و استعراض ما يجري في عالمنا الذي أصبح صغيرًا كالقريّة بفعل الفضائيات و مواقع التّواصل الاجتماعي و غيرها من وسائل التّواصل الأخرى. لي بعض الآراء الخاصّة في مجال الفلسفة والأدب"
لكون المربي ملفونو شمعون مارس مهنة التّعليم و التّدريس في حياته, فهو من أشدّ المتحمّسين لأنْ يُقبل الشّباب على معاهد التربية و إعداد المعلّمين لممارسة مهنة التّعليم, هذه المهنة المقدّسة و الخطيرة, إذ عليها يقوم بناء المجتمعات علمًا أنّها مهنة صعبة و شاقّة و متعبة للغاية, فالتّربية و التّعليم تعلّم القيم الأخلاقيّة المُثلى, التي تنهض بالأمم لتقوم بدورها الإنسانيّ كما يجب.
و بنهاية القول فإنّ ما أحزنني الخبر الذي قاله لي ملفونو شمعون من أنّه يُعاني منذ ما يزيد عن الثلاثة أعوام من مرضٍ عُضال, أتعبه و هو ما يزال يتلقّى العلاج لهذا المرض, إنّي أرفع صلواتي و دعائي إلى الرّبّ و أرجو منكم جميعًا أن ترفعوا صلواتكم كي يمدّ الربّ له يد الشّفاء فلا يحرمنا من وجوده, الذي نرى فيه أهمّيّة إنسانيّة لأبٍ مكافح و مربٍ مناضل عصامي أنشأ نفسَه بنفسه, فكان قادرًا على تحويل الألم إلى أمل و الحزن إلى باب فرج كبير, أرجو من الرّب العليّ القدير أن يمنحك الصّحة ملفونو شمعون لكي تظلّ بعطائك الإنسانيّ الجميل و المبارك.
في النّهاية أرجو أنْ أكون عند حُسن ثقة مربّينا الكبير ملفونو شمعون, وعسى أنّني استطعتُ ولو بالقليل الممكن من رفع اللثام و كشف الغطاء عن جانب إنساني في شخصه الفاضل, فهناك كثيرون من أبناء شعبنا السّرياني عمومًا و الأزخيني خصوصًا لا يعرفون الكثير عن حياة هذا المربّي الفاضل المكافح و المناضل بشجاعة فائقة, أجل هناك أبطال غائبون عن مسرح معرفتنا بهم و كم هو جميل أن نكرّمهم ولو بقليل من الاهتمام لأنّهم يستحقّون ذلك و أكثر. كما أتمنى أن أكون وُفِقتُ في تناول جوانب من هذه الشّخصيّة المنسيّة و هي عاشت بيننا, وقد رأيناه شمّاسًا في كنيسة السّريان الأرثوذكس في ديريك أيام كنّا تلامذةً في مدرستها. في أواسط الخمسينيّات من القرن الماضي.

[1] - عائلة قسطو واحدة من الأسر البرصومكيّة المعروفة وهي على صلة قرابة مع بيت جدي قرياقس يونو جمعة المعروف بقريو لَچِّهْ وحيث لكلّ عائلة أزخينيّة لقبٌ تُعرَفُ به ويدلّ عليها.

[2] - مدينة سريانيّة واقعة في منطقة المحلّميّة تابعة لماردين وهي البلدة الوحيدة في منطقة المحلمّية التي لم تدخل في الإسلام إذ بقيت محافظةً على دين آبائها وأجدادها هاجرت منها عدّة أسر إلى آزخ وغيرها من البلدات والدول بسبب أعمال العنف والتعدّي التي طالت سكّان البلدة ومن أهم الأسر التي هاجرت من قلثّ إلى آزخ: بيت كبرو الحكيم و قريو الحكيم. بيت حنّا گَبْرِهْ و إيشوع گَبْرِهْ. بيت القس جبرائيل جمعة (قس كبرو). بيت مِشْطِهْ. بيت سَيدِكِهْ. خلف نيسو مع إخوته الثّلاثة عبدِه و كبرو و نيسان و غيرهم و كانت الهجرة في أعوام مختلفة منها قبل سنة 1790 و منها قبل ذلك الوقت. لنا مشروع كتاب عن بلدة قلّث أتمنى أن يُبصر النّور في القريب العاجل.

[3] - لم يكن ججّي خربانُو على صلة قرابة بالعائلة و إنّما صديقًا للوالد وعلى معرفةٍ به, كان هذا الرّجل معتادًا على زيارة المقهى (القحْوِهْ) كلّ يوم و كانت عائلته تضمّ بناتٍ كبارًا في السنّ.

[4] - المدرسة الإكليريكية الأفرامية (1939-1946) زحلة
وهي فترة التأسيس والتنظيم، وكانت تضمّ في أول أمرها خمسة عشر طالباً فيهم من يَدرُس ويدرِّس في آن واحد. وكانت تخضع لإشراف رئيسها الأعلى قداسة البطريرك أفرام الأول برصوم.
المرحلة الثانية: المدرسة الاكليريكية الأفرامية (1946-1962) الموصل
لأسباب موجبة نُقلت المدرسة من زحلة إلى مدينة الموصل – العراق عام 1946 واتُّخذ المبنى الملاصق لكنيسة الطاهرة الخارجية مقرّاً لها. وقد خطت خطوات سريعة في طريق النجاح، وقد زوَّدت الكنيسة بنخبة صالحة من الخرّيجين.

[5] - لقد شاهدته بأمّ عينيّ مرّات كثيرةً لدى مشاوير المطالعة التي كنت أقوم بها في تلك الأيام حيث كنت آخذ معي كتابًا للقراءة وأنا أمشي من قرية إلى أخرى.

[6] - لقد جاء هذا الكتاب تحت عنوان (الصراع في الوجود) وهو من تأليف “بولس سلامة”، ومعظم هذا الكتاب يدور على الفلسفة الوجودية، وكل ما سبقتها من فصول فتمهيد لها، إذ كانت الوجودية وسابقتها الماركسية بمثابة رد فعل للتصوريّة الألمانيّة. من أجل ذلك تبسّط المؤلف في عرض المثالثة الألمانية والماركسية، فالأخوات الثلاث – على ما بينهنّ من تنافر – متصلات يتعذر عليك معرفة إحداهن معرفة صحيحة إذا صرفت النظر عن أختها، كما تستحيل معرفة الليل إذا انقطع عن النهار. ولكلّ من الأخوات أهميتها، ويخصّ بالذّكر الماركسية والوجودية لتأثيرها في توجيه السياسة والأخلاق. لقد جاء الكتاب في مجلد واحد ويتضمن هذه العناوين بالنحو التالي: هرقليط الحكيم. الميتافيزيقيا والصّراع. منشأ التصوريّة الألمانيّة. في البدء كان الكلمة. التناقض في الطبيعة. هيجل، الفكرة الديالكتيكيّة الهيجلية. أركان المثالية الديالكتيكية. كارل ماركس. النظرية والواقع في الماركسيّة. التناقض والتحوّل الكيفي. الوجوديّة. الاشتراكيّة. الإنسان في نظر فريريك نيتشه. التأريخيّة والأبديّة. الثّقة والصّلة بالآخرين. الثّقة والإتحاد بالله. مرتبة الإنسان. حول الإيمان والإلحاد العصري. الموت والرجاء. الشخصانيّة الوجوديّة. الإنسان والوحدة. معنى الألم والموت. الروحانيّة. وفي الوجودية. وهناك عناوين أخرى لكن لا يمكن ذكرُها لضيق المقام. صدر الكتاب عن دار المعارف في مصر سنة 1952.

[7] - بولس سلامة هو شاعر وأديب لبناني ولد سنة 1902 م في بتدين اللقش قضاء جزين ـ لبنان، ودرس في عدة مدارس، وبعد ذلك درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ثم عمل قاضياً فترة من حياته. أُصيب بمرض أقعده الفراش قرابة أربعين عاماً أُجريت له خلالها أكثر من عشرين عملية جراحية، وتوفي عام 1979. ترك الشاعر بالإضافة إلى "عيد الغدير" عدة كتب (في النثر): "مذكرات جريح" و"حكاية عمْر" و"الصراع في الوجود" ، في ذلك الزمان، حديث العشيّة، خبز وملح، تحت السنديانة، من شرفتي، مع المسيح، ليالي الفندق. (في الشعر): علي والحسين،فلسطين وأخواتها، الأمير بشير، عيد الستين، ملحمة عيد الرياض، وملحمة عيد الغدير وهي أول ملحمة عربية وفق ما أجمع عليه معظم نقاد الأدب العربي، وهي تتناول أهم نواحي التاريخ الإسلامي من الجاهلية إلى آخر دولة بني أمية

[8] - أنشئت كنيسة مار أفرام للسريان في حي السليمانية بحلببعد هجرة الرها بقليل. شيّدها من ماله الخاصّ الوجيه السّرياني سليم عازار (1924-1925) في عهد البطريرك مار أغناطيوس الياس الثالث شاكر ومطرنة مار سويريوس أفرام برصوم ، مطران سورية ولبنان يومذاك وحتى هذا التاريخ كان السريان المقيمون في حلب يصلّون في كنيسة لهم في محلة (قسطل الحرامي) القريبة من سوق النحّاسين بحلب.

[9] - ثانوية نور الدين الشهيد المعروفة اليوم باسم ثانوية الفارعة الشيبانية للمتفوقين

[10] - مجلة دينيّة تاريخيّة أدبيّة، رأت النور لعشرة مرّات في السنة، وضعت المجلّة نصب عينها كما جاء في عددها الأول الصادر في الأوّل من نيسان 1933 أن تنشر أخبار الأمّة السريانيّة التي لم تنشر منذ وفاة البطريرك الياس وبالتالي فهي جاءت لتكمل الفجوة التي جاءت بعد توقف مجلّة الحكمة عن الصدور والتي يبدو أنها توقفت بسبب وفاة البطريرك الياس الثالث عام 1932. نشرت المجلة في البداية أخبار الكنيسة ومقالات دينيّة، إضافة لمقالات أدبيّة وقضايا تخصّ عامّة الناس، كما نشر محرّر المجلة من خلالها انتاجه الأدبي. ماتزال تصدر لغاية اليوم.

[11] - مجله دينية فصلية تعني بإحياء التراث السّرياني تصدر عن دير مار مرقس للسريان في القدس كان مديرها المسؤول و رئيس التّحرير نيافة المطران مار سويريوس ملكي مراد, صدرت لأوّل مرّة سنة 1986 المحرّر المسؤول جاك خزمو.

[12] - أذكره جيّدًا فقد كنتُ واعيًا ومن تلك المسرحيات الملك لير ومسرحية في سبيل التّاج و صلاح الدّين (الذي قام بتمثيل دوره ملفونو اسحق) وغيرها لكتّاب مسرحيين أجانب و لعب المرحوم حنّا شيعا دور امرأة في إحدى تلك المسرحيّات حيث كان من المعيب في ذلك الوقت ان تقوم المرأة بأي دور تمثيلي في مسرحية أو غيرها.

__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 01-10-2021 الساعة 10:11 AM
رد مع اقتباس