عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-10-2021, 08:10 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,720
افتراضي موقف حقيقي بقلم/ فؤاد زاديكى

موقف حقيقي

بقلم/ فؤاد زاديكى

(إبراهيم مَرَوگِهْ)[1] كانْ تِعْبَانْ. فِيَومْ وِاحِدْ بَيَّظْ[2] سَسْ[3] غُرَفْ وأيوانْ[4]. كانْ بوشْ[5] مَبْصُوطْ[6] وفِرْحَانْ. قامْ عَزَمُو[7] إِبِنْ عَمِّتُو (حنَّا نِعْمَانْ)[8] عَلَى قَدَحْ رَيَّانْ[9]. شِرِبْ القَدَحْ إحْتَرَقِتْ مِعْدِتُو واِهْتَرَى المِرْصَانْ[10], قامْ ومِشِي فِالتَّريقْ[11] عَبَّى التِّبَّانْ. صارْ يِكْفَرْ ويِنْعَلْ[12] الشَّيطَانْ. قَامُوا لاولادْ مِ النّومْ قالوا اشْ صارْ؟ إمِّنْ قالِتْ: أبوكِنْ كُو سِكرَانْ. ما عِرْفُوا تِهْ[13] كُو[14] عَبّى التِّبَّانْ[15]. اِخِرْ شِيْ[16] وِقِعْ فِالحَوشْ طَمَّصْ[17] العَيْنَينْ ورَقَّقْ الأَزَانْ. وَصَّلُوا الهَاوَارْ[18] إلى (تِرِيزُو)[19] قامِتْ ومَعَا الجِيرانْ. قالِتْ سَوَولُو[20] قَدَحْ قَحْوِهْ[21] وعَطَتُو حَبِّكْتَينْ[22] (دَانژِيْنَانْ)[23] شِرِبِنْ اِرتَاحْ وخِلْصِتْ الحَكُّويِهْ واِنْطَفَا القَاوَانْ[24].

[1] - هو الإبن الأكبر لگورگيس مَرَوْكِهْ الذي كان له دكّان لبيع الخردوات والسّمانة في عَرَصَة ديريك التي تمّ بناؤها في العهد الفرنسي لكن تمّت إزالتها وأقيم مكانها تمثالٌ للرئيس السّوري السابق حافظ الأسد. وكان لگورگيس مَرَوْكِهْ ابنٌ ثانٍ هو عيسى عَرِفَ بِلَقَب (بِخْشو). أذكر أن إبراهيم هذا كانت له هواية صيد الأرانب (نيچيرڤانْ).

[2] - بَيَّظْ: جاءت إبدالًا من بَيَّضَ أي كساه باللون الأبيض. درجت العادة في تلك الأيّام أن يقوم أصحاب البيوت بعملية تَبْيِيض البيوت من الدّاخل أي دهنها باللون الأبيض لتبدو نظيفة, و الذي كان عبارة عن الكلس المذوّب في الماء مع بعض الملح, ومَنْ لم تكن له قدرة أو رغبة في فعل ذلك كان يُوكل العمل لشخص يقوم به لقاء مبلغ مادّي يتمّ الاتّفاق عليه., و لقلّة توافر فرص العمل و كذلك إمكانية الحصول على وظيفة كان أغلب الرّجال يعملون بهذه المهنة (تَبْيِيظْ البيوت) لقاء أجر مادّي.

[3] - سَسْ: ثلاث (تلات). ساسِهْ: ثلاثة (تلاتة). سيسيِنْ: ثلاثون (تليتين). ساسِهْ وسيسينْ: ثلاثة وثلاثون (تلاتة و تلاتين) سَسَهْ مِيِّهْ: ثلاث مِائة (تلات ميّة). سَسْ ساسات: ثلاث ثلاثات (تلات تلاتات).

[4] - أيْوان: صالون (بالإنجليزية: saloon)‏. كلمة أصلها فرنسي مأخوذة من كلمة (salle) وتعني الغرفة الكبيرة. غرفة المعيشة، غرفة في المنزل لإستقبال الزوار والضيوف.

[5] - بوش: كثير (كتير)

[6] - مَبْصُوط: بفعل الإبدال جاءت من مبسوط بمعنى مسرور ومرتاح النّفس.

[7] - عَزمُو: دعاه إلى وليمة أو إلى قعدة أكل ومشروب. استضافه لقضاء بعض الوقت في التسلية والدّردشة وتناول الطعام والمشروب

[8] - حنّا نعمان هو ابن المرحوم لحدو نعمان وقد كان لحدو عضوًا في مجلس الملّة للسريان الأرثوذكس لوقت طويل, مزارع له من الأبناء إضافة إلى حنا: يوسف و منير و نعيم و بهيج. كان بيتهم على طريق ديريك - القامشلي أكثر المشاوير التي كنا نقوم بها في ديريك على طريق الجسر كانت تمرّ من أمام دارهم. كان المرحوم نعيم ابن لحدو معي في المرحلة الابتدائية في مدرسة السريان الخاصّة.

[9] - الرّيّان: عرق الريان, مشروب كحولي. سائل كحولي شفّاف من منتجات الشركة العربية السورية لتصنيع العنب بالسويداء. يتمّ إعداد العرق من العنب المتخمّر مع إضافة اليانسونوكانت في ذلك الوقت أنواع أخرى من العرق في ديريك منها: البطة (بيضا وسودا) الملوكي. القرطاس وقبلها عرق (بَلبان) التّركي.

[10] - المِرْصان: هي المِصران. الأمعاء. نطلقها على الأمعاء الرفيعة والغليظة معًا. الجمع مَرِيصين.

[11] - فِالتّريق: في الطّريق

[12] - يِنْعَل: بفعل القلب في اللغة جاءت من يلعن. ومنها مَنعول بدل مَلعُون. والجمع: مَنِيعييلْ. وممّنْعَلْ: للشخص المُمَلْعَن.

[13] - تِهْ: بمعنى أنّه. أنْ هُوَ.

[14] - كَو: بمعنى قَد حرف تحقيق

[15] - التِّبَّان: الكلسون

[16] - اِخِرْ شِي: وفي النّهاية. في نهاية الأمر. بالنّتيجة.

[17] - طَمّص: بفعل الإبدال في اللغة جاءت بدل طمس. ونعني بها في لهجة آزخ أغلق عينيه.

[18] - الهاوار: طلب النّجدة والمساعدة. نقول: سَوَوا هَاوَارا: طلبوا النّجدة. استغاثوا لطلب العون والمساعدة.

[19] - ترِيزو: كانت ممرضة تعمل في ديريك أعتقد أنّ أصلها أرمني.

[20] - سوَولُو: اصنعوا له. وهنا غلي القهوة.

[21] - قَحْوِهْ: بفعل الإبدال جاءت من قهوة وتطلق أيضًا كاسم على المقهى فنقول: قَحْوِةْ أبو عيد أي مقهى أبو عيد وأبو عيد هو المرحوم اسحق عيدو صاحب المقهى المعروف باسمه في ديريك مقابل بيت عيسى شيرينِه أبو شمعون وجوزيف وسامي أبو صديقنا الحبيب عيد والمرحوم سمير وأختنا جورجيت عيدو أم جوني الرب يطوّل بعمرها و عمر صديقي المحب عيد.

[22] - حَبِكتين: حبّتان ومفردها حَبِّكِهْ والجمع: حَبِّكاتْ. وهي الحبوب التي يصفها الطبيب (المضغوطات أو الأقراص).

[23] - حبوب الدَانژِيْنَان: كانت من أكثر الحبوب الطبية المشهورة في وقتنا بديريك وكان هناك نوع ثانٍ من الحبوب اسمه (سِلْفِتْيَازون) إلى جانب حبوب (الأسپرو) لم تكنْ حبوب (الأسپرين) قد ظهرتْ بعد.

[24] - القاوان: هو الگرامافون (مُشَغّل الإسطوانات) أو فونوگراف عُرف بتاريخ 21 نوفمبر 1877 من قبل توماس أديسون وبعد 8 أيام تمّ الاعتراف به ودخوله إلى العمل وعشنا عصر الإسطوانات. كانت أغلب العوائل الغنيّة في ديريك تملك قاوانًا وأذكر أنّني عندما كنت أذهب إلى بيت المرحوم يعقوب صارة (أبو اسحق) مع صديقي جميل ابنه كنت أرى القاوان حيث كان جورج أخو جميل من محبيّ الموسيقار محمد عبد الوهاب كنت أسمعه عندهم كما رأيت ذلك في بيت المرحوم حنّا رشكو أبو نعيم صديقي الذي كنت دائم الزّيارة إلى بيتهم مع نعيم كانت أسطوانات المطرب الكردي محمد عارف جزراوي لديهم منها (غزال غزال) و (بلبلو) و (مطرانو) و (عيشانا علي) وغيرها ورأيته في بيت عمّتي ايلي زوجة موسى يعقوبِهْ غريب في قرية برهَ بيت. رحم الله أرواح من انتقلوا من الذين جئت على ذكر أسمائهم هنا وطول العمر بالصحة للذين ما يزالون على قيد الحياة.


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس