لا تَسَلْ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
لا تَسَلْ عَنّي مُقِيمٌ طالَمَا ... كانَ مِنْ عَينَيْكَ نَجْمٌ ظَاهِرُ
في سَمَاءِ العُمْرِ يَحْنُو سَاهِرًا ... كلّما حُزْنٌ بَدَا أو قَاهِرُ
أنتَ لي بِالعُمْرِ نَجْوَى فَرْحَةٍ ... وانْتِعاشٌ أنتَ, أنتَ الآمِرُ
أنتشي بالحَرْفِ يَجْرِي سَارِحًا ... في خَيَالِي مِنْكَ ذاكَ الخَاطِرُ
لا تَسَلْ إنّي على وَعدِي فَلَمْ ... يَنْحَرِفْ مَيْلًا بِرُوحٍ شَاعِرُ
أنتَ عُنوَانُ انْتِمائِي والهَوَى ... في رُؤَى عَيْنَيْكَ دَومًا سَاحِرُ
خُذْ مِنَ الأعْمَاقِ إحْسَاسِي أنَا ... واقِعٌ بالعِشْقِ فِكرِي حَائِرُ
عُدْ إلى ما كانَ مِنْ عَهْدٍ لَنَا ... في أمَانِي رَوضِنَا ذَا العَاطِرُ
كيفَ لِي و الحُسْنُ فَتَّاكٌ إذا ... نَظْرْةٌ كانَتْ وليلِي سَاهِرُ
أسْتَطِيْعُ العَيْشَ في بُعْدٍ؟ فَذَا ... مُسْتَحِيِلٌ إنّ صَبِري عَاثِرُ
يَا إلَهَ الحُبِّ جِئْنِي رَأفَةً ... إنّ سَيفَ البُعْدِ قَهْرٌ غَادِرُ.