عالَمُ الكُتُبِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
إنَّ الكتابَ بِمَا يَحويهِ مِنْ فِكَرِ ... يُغنِي عُقُولًا لِمَا فيهِ مِنَ الأثَرِ
في كُلِّ سَطرٍ تَجَلَّتْ فِكرَةٌ, و بِهَا ... مَعْنَى عَمِيقٌ و مَغْزًى بانَ كالقَمَرِ
إقْرَأْ سُطُورَهُ, و اَفْهَمْ مَا بِدَاخِلِهَا ... أَنْطِقْ حُرُوفَهُ مَسْعَى الحَاذِقِ الحَذِرِ
لا بُدَّ مِمَّا سَيَأتِي مِنْ رَوَافِدِهِ ... فَيْضُ المَعَانِي, و أنْوَاعٌ مِنَ الثَّمَرِ
مِنْهُ التَّنَوُّعُ لا يَخْفَى على أحَدٍ ... بَدرٌ مُنِيرٌ, و أطْيَافٌ مِنَ السَّحَرِ
إنّ الكتَابَ صدِيقٌ, بل مُعَلِّمُنَا ... هذَا المُؤَكَّدُ مِمّا جَاءَ بِالخَبَرِ
يُغْنِي مَعَارِفَ أشخاصٍ, يُهَذِّبُهُمْ ... جَمْعٌ غَفِيرٌ تَمَنَّاهُ مِنَ البَشَرِ
فَالأُنْسُ فيهِ مَتى شَارَكْتَ مَجْلِسَهُ ... و الخَمْرُ فيهِ, و لَكِنْ دُونَمَا سَكَرِ
بَعْضٌ مُفِيدٌ, و بَعْضٌ دُونَ فائِدَةٍ ... فَاخْتَرْ مُفِيدَهُ بِالتَّرحَالِ و السَّفَرِ.