كنتُ أشارك في أحد المنتديات الأدبية والتي أملتُ في أنها بعيدة عن تأثير بعض الأفكار العفنة والمسمومة من أصحاب الفكر الأصولي الحاقد وقد تبيّن من خلال الهجوم العنيف على أكثر مشاركاتي هناك أن فكر الأخوان المسلمين كان السمة البارزة والمسيطرة في هذه المنتديات علما أنها لشخص وليست لحزب أو تنظيم أو مؤسسة. لهذا قررت الانسحاب من هذه المنتديات وكنت نظمت قصيدة في تلك الأيام أحب أن أنشرها لأحذر من مخاطر الرضوخ لمؤثرات هذا الفكر الإرهابي العفن والذي لا يبدو أن المجتمعات العربية ستتعافى من تأثير سمومه.
زمرةُ الأخوانِ
ليسَ لي في داركمْ مِنْ مَسْكنِ
أو لمثلي يا لهُ مِنْ مُحْزِنِ
جمعُكمْ يا سيّدي مستهلكٌ
سيءُ الصّنفِ رديءُ المعدنِ
جهلُكمْ يطغى على أفكارِكمْ
وهو منْ فكرٍ عتيقِ الأزمنِ
لا يرى نوراً و ليس يهتدي
بل يعاني غارقاً في آسِنِ!
قد زعمتُمْ أنّكمْ في موقعٍ
ليس فيهِ من جمودٍ يعْفنِ
زمرةُ الإخوانِ يطغى فكرُها
قادحاً بالكفرِ مَنْ لا ينثني
يعلنُ منهُ قبولاً راضخاً
للسلوكِ المستبدِّ الأرعنِ
يطعنُ في كلِّ فكرٍ نيّرٍ
مستعيناً باحتقانٍ ألْعَنِ
إنّه الفكرُ البليدُ المنتقى
من ظلامِ الجهلِ خسئاً ينحني
لا يعي أنّ انفتاحَاً واجباً
يمنحُ الدنيا سلامَ المؤمِنِ
يوجبُ منّا, علينا أن نرى
ما يجوبُ الكونَ عذباً يقتني!
إنّه خيرٌ, صلاحٌ قلْ هدىً
إنّه رفقٌ شهيُّ الأعينِ
إنّما الإخوانُ من أجنادكمْ
يا عزيزي في ضلالٍ ممعِنِ
لم نقلْ شيئاً كريهاً مبهَماً
لم نُقمْ صرحاً لِغِيٍّ مُلْسِنِ
بل أقمنا من هوانا نفحةً
من سلامِ الحبِّ, روحِ المؤمِنِ
قد رأيتَ الحربَ قامتْ قَوْمَةً
جاءها بعضٌ بحقدٍ مدمِنِ
حرّفوا منّا كلاماً بيّناً
هلْ غموضٌ في الكلامِ البيّنِ؟
جاهدوا والدينُ كان علّةً
للمنادي في نداءٍ مُعْلَنِ
يعلنُ حرباً ضروساً شاءها
باسم دينٍ أو شعورٍ ديّنِ
وهو منْ هذا وذاك إنّما
قلْ براءٌ فيه روحُ المُلْعَنِ.
لا أُحسُّ أنّ سكنايَ هنا
بينكم تُجدي فدعني أركنِ
في هدوء الفكرِ مرتاحاً هنا
هذه الأجواءُ ليستْ موطني!
إنّني حرٌّ وفكري نابذٌ
كلّ ما فيه جمادُ المَدْفَنِ
محزنٌ ما صار سوءٌ سيّدي
منتداكم لم يعدْ في مأمَنِ.