اِرجعْ إليها
اِرجعْ إليها. أعِدْ أفراحَ ماضيها
قَبِّلْ يديها و مِمّا في مغانيها
اِرجعْ إليها فسحرُ اللفظِ من فمها
عذباً تقطّرَ يستحلي أمانيها
لا يبدو أنّ احتدامَ الشّوقِ أتعبها
فاضتْ بعشقِ الندى يرويكَ أحييها.
إنْ تجعلِ الغيمَ قرطاساً لأحرفها
أو وجنةَ الشّمسِ محراباً لتأتيها
لا تحرمِ الوردَ مِنْ عشقٍ يُعَطِّرُهُ
في روعةِ البَوحِ, إنْ جادت مآقيها
فالفجرُ ينشرُ أضواءً له و هوىً
من مَشرقِ الحسنِ فيما جاء يحويها.
ارجعْ إليها فما مِنْ راحةٍ تجدُ
أو بعضَ روحكَ, إنْ غابتْ بعينيها.
اختَرْ جميلَكَ في إسعادِها فلقد
صاغتْ حنينكَ آمالاً لتهديها
داعبْ بشِعرِكَ ما تهوى ضفائرُها
ظلّتْ لعشقِكَ مُذ هامت تربّيها.
يا صانعَ العشقِ مخلوقاً قدِ ارتسمتْ
في وجنةِ الكونِ أنثى الرّوحِ ناجيها
و احلمْ بقربِها, إنْ هاجتْ بك الفِكَرُ
و اشربْ رحيقَها تقبيلا و مِنْ فيها
قد أينعَ العشقُ عنقوداً على شفةٍ
لا تحرمِ الروضَ مِنْ عنقودِ صافيها.
اِرجعْ إليها (فؤاداً)1 صاغها نغماً
أحيا (نزارُ)2 الهوى أحلى أغانيها.
1_ ناظم القصيدة فؤاد زاديكه
2_ الشاعر الكبير نزار قباني.