فقدَ البهاءُ جلاله
فقدَ الزّمانُ بياضَهُ
و نأى يعاني راحلا
أعياهُ موجُ حزونِه
فيما تلبّدَ حاملا
حزناً تأجّجَ وقدُهُ
فوقَ التضجّرِ قاتلا.
فقدَ البهاءُ جلالَهُ
و غدا عقيماً ماحلا
فقدَ الوفاءُ عهودَهُ
و سعى يعاتبُ قائلا
مَنْ ذا يمزّقُ عصرَنا
و يزيدُ قبحاً هائلا؟
فقدَ الجمالُ سناءهُ
و العمرُ هاجرَ ذابلا
إنّ الشّرورَ تعاظمتْ
متفاقمٌ فيها البلا
أوجاعُ دهرٍ حاولتْ
أنْ تستفزّ
العاقلَ
ماتَ القصيدُ مُعذّباً
و النّظمُ أفردَ باطلا
إنّ الوجودَ بوجهِهِ
أمسى الإهانةَ حاملا!
جحظتْ عيونُ المشتري
و الشّمسُ أرختْ مُخجلا
أولى الحضاراتِ انتهتْ
و البحرُ زمجرَ سافلا
عن رغبةٍ أخرى له
حتّى يحطّمَ مأملا!
هذي الحياةُ شهيّةٌ
و اللّونُ أفرزَ نازلا
كلّ الوقائعِ تحصلُ
فيها و تأتي حاصلا!
إنّ الجموحَ يهدّنا
و يقضُّ مضجعنا فلا
مِنْ نَورسٍ متثاقلٍ
يأتي السّعادةَ عاجلا
مِنْ وردة مقهورةٍ
تختالُ عشقاً فاشلا
ذاك الحنينُ المرتجى
فالدّهرُ أمسى الباطلَ!