دَوَاعي الخوفِ
الشّاعر السّوري فؤاد زاديكى
خائِفٌ مِمَّا وحالُ الخَوفِ واقِعْ ... أيُّهَا الإنسانُ في كُلِّ المَواضِعْ؟
خائِفٌ مِنْ حاجةٍ تَسْعَى إلَيْهَا ... دُونَ جَدوَى ليس للإحسانِ طَالِعْ؟
خائِفٌ مِنْ وَعكَةٍ تزدادُ سُوءًا ... مِنْها؟ أو مِنْ أنْ تَظَلَّ اليومَ جائِعْ؟
خائِفٌ مِنْ غَدرِ إنسانٍ وَضِيْعٍ ... صارَ للشّيطانِ والأهواءِ تابِعْ؟
خائِفٌ مِنْ أنْ يَجِيءَ المَوتُ شَخصًا ... كانَ في يومٍ لِكُلِّ الطِّيبِ جَامِعْ؟
خائِفٌ مِنْ أنْ يَخُونَ الزَّوجُ زَوجًا؟ ... إنَّهُ عُرْفٌ قَديمٌ لو تُرَاجِعْ
خائِفٌ مِنْ أنْ ينالَ الكِذْبُ مَجْدًا؟ ... إنّ هذا شامِلٌ كُلَّ المَواقِعْ
خائِفٌ مِنْ أنْ يَمُوتَ العدلُ يومًا؟ ... منطِقٌ قد سادَ في كلِّ المَجامِعْ
خائِفٌ مِنْ طَعْنَةٍ لِلغَدرِ تُودِي ... بالذي فينَا؟ فهذا صارَ شائِعْ
لا تَخَفْ أقدارُنا تَسْعَى إلَيْنَا ... سُطِّرَتْ مِنْ قَبْلُ في عُرْفِ الشَّرائِعْ
عِشْ معَ الأحداثِ في مَجْرَى هَواهَا ... رُبَّما تَغْيِيْرُهَا كالحَدِّ قاطِعْ
في مَسارِ العُمْرِ وَقْفَاتٌ, مُضِرٌّ ... بَعْضُهَا والبَعْضُ بِالتَّحصيلِ نافِعْ
إنّ خَوفَ المَرءِ مَشروعٌ ولكنْ ... لا تُبالِغْ عندما تَطْغَى دَوَافِعْ.