يتعذّرُ عَلَيَّ قَبولُ مُجافاتِكَ، و عَدمُ تَفَهُّمِكَ لِما يُخالِجُ نَفسي و يَتَفَاع
يتعذّرُ عَلَيَّ قَبولُ مُجافاتِكَ، و عَدمُ تَفَهُّمِكَ لِما يُخالِجُ نَفسي و يَتَفَاعَلُ مع أَحاسِيسي و أَفْكارِي، إنَّهُ بالنِّتيجةِ ظُلمٌ واضِحٌ يَتَجَاهَلُ و بِشَكلٍ مَقصُودٍ حَقيقةَ وُجودِي و واقِعَ اهتِمامِي بِكَ كَشخصٍ مُقرَّبٍ مِنَ القَلبِ و إِليهِ.
إِنِّي أَجِدُ في هذا التَّجاهُلِ انكِسارًا لأَواصِرَ الثِّقَةِ، التي سَعيتُ دَوْمًا إِلى بِنائِها بَينَنا، و كَأَنَّ كُلَّ مُحاوَلاتِي لِلتَّعبيرِ تُصادِفُ جِدارًا مِنَ البُرودِ و الصَّمتِ القاسي. أَلَيسَ مِنَ العَدلِ أَن تُصغِيَ إِلى كَلِماتِي لِتُدرِكَ حَجمَ المَشاعِرِ التي أَحمِلُها لَكَ؟ أَم أَنَّ مَشاعِرِي باتَت في نَظرِكَ شَيئًا هامِشِيًّا لا يَستَحِقُّ العَناءَ؟
لَقَد باتَ هذا المَوقِفُ يُثقِلُ رُوحِي، و يَزيدُ مِن إِحساسي بِالعُزلَةِ و كَأَنَّنِي أُنادي في فَراغٍ لا يَسمَعُنِي فيهِ أَحَدٌ. أَلَيسَتِ العَلاقَةُ بَينَ البَشَرِ تَتَطَلَّبُ تَفاهُمًا و احترامًا لِما يَختَلِجُ داخِلَ النُّفوسِ؟ أَم أَنَّها مُجَرَّدُ كَلِماتٍ عابِرَةٍ لا مَكانَ لَها في قاموسِكَ؟
أُحاوِلُ أَن أَجِدَ عُذرًا لِهذا الجَفاءِ، لَكِنَّنِي أَجِدُ نَفسي أَمامَ صَمتٍ أَكبَرَ مِن قُدرَتي عَلَى الفَهمِ، و كَأَنَّ كُلَّ المَشاعِرِ التي جَمَعَتنا سابِقًا قَد تَلاشَت تَحتَ وَطأَةِ الإِهمالِ. أَلَا يُؤلِمُكَ أَن تَرى شَخصًا يُحِبُّكَ و يَهتَمُّ بِكَ يَتَألَّمُ بِصَمتٍ بِسَبَبِكَ؟
إِنَّ قَلبِي الذي اتَّسَعَ لِكُلِّ شَيءٍ جَميلٍ بَينَنا، باتَ اليومَ مُثقَلًا بِالحَيرَةِ و الأَلَمِ. و مَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّنِي أُحاوِلُ جاهِدًا أَن أُبقِي عَلَى خَيطِ الأَمَلِ مُتَّصِلًا، عَلَّكَ تُدرِكُ في يَومٍ ما أَنَّ الاهتِمامَ، الذي نُقَدِّمُهُ لِمَن نُحِبُّ هو أَثمَنُ ما قَد نَمنَحُهُ لَهُم في الحَياةِ.
فؤاد زاديكى
المانيا في ١٦ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de
|