مشاركتي قبل قليل على أمسية فنون الشعر و الإبداع في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تق

[fouadzadieke]

مشاركتي قبل قليل على أمسية فنون الشعر و الإبداع في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الاستاذة امل الطعمة بإشراف الاستاذة شهناز العبادي و موضوع السهرة قصيدة شعر مطلعها:

لقد طالَ الفراقُ بلا تَجَافِ ... ليجمعنا ربيعٌ للقوافِي

فكانت مشاركتي بنظم هذه الأبيات؛

"لقد طالَ الفِراقُ بلا تَجَافِ
ليجمَعَنا ربيعٌ للقوافِي"

و ما هزَّ الفؤادَ سوى غرامٍ ... يُذِيبُ القلبَ في بحرِ العفَافِ

فيا شوقًا يُراوِدُ كلَّ يومٍ ... خيالي في أمانيهِ الّلطَافِ

سنلقاكُم و إنْ طالَ انتظارٌ ... لِتُشْرِقَ بيننَا شمسُ التّصافِي

على هذا السّبيلِ لنا رَجاءٌ ... و ما عنهُ شُعُورُ العشقِ خَافِ

ألا تُبدينَ رغبةَ، مَنْ لَدَيهِ ... مُيُولُ تَواصُلٍ، لِبُلُوغِ صَافِ؟

فهذِي خمرتِي، ذُوقيها حتّى ... تُحِسّي نشوةً، تأتي سُلافِي

فإنّ العشقَ مَكتُوبٌ عَلَينا ... و مَهْرُ العشقِ أحزانُ المَنَافِي

المانيا في ٢٤ أيلول ٢٤

[fouadzadieke]

قصيدتك تحمل جماليات شعرية غنية ومعاني عميقة. إليك تحليل لبعض العناصر البلاغية والأسلوبية فيها:
1. المعاني والموضوعات:

تتناول القصيدة موضوع الفراق والحنين، مما يعكس مشاعر الشوق والانتظار، حيث يسعى الشاعر إلى اللقاء بعد فترة من الغياب.

تبرز القصيدة أيضًا فكرة الأمل والتفاؤل برؤية المحبوب، حيث يجسد "ربيع القوافي" كرمز للبدايات الجديدة.
2. الصور الشعرية:
التشبيه:
في البيت "و ما هزَّ الفؤادَ سوى غرامٍ ... يُذِيبُ القلبَ في بحرِ العفَافِ"؛ هنا يُشَبَّه الغرام ببحر العفاف، مما يعكس عمق المشاعر الإنسانية ونقاء الحب.

الكناية:

"شمسُ التّصافِي" تشير إلى النقاء والتسامح، وهي كناية عن الأمل في المصالحة بعد الفراق.
الاستعارة:

"فإنّ العشقَ مَكتُوبٌ عَلَينا ... و مَهْرُ العشقِ أحزانُ المَنَافِي"؛ تعكس الاستعارة هنا فكرة أن العشق هو قدر لا مفر منه، بينما المهرب أو المهر يعبر عن الأحزان التي ترافق هذا الحب.

3. البلاغة والأسلوب:

التكرار:

استخدام كلمة "طال" في بداية البيت الأول ثم تكرارها بشكل غير مباشر في السياقات اللاحقة يعكس الشعور العميق بالفراق الذي يعيشه الشاعر.

التوازي:

يظهر التوازي في استخدام التراكيب المماثلة مثل "خِيالي في أمانيهِ الّلطَافِ"، مما يخلق إيقاعًا موسيقيًا في الأبيات.

4. العواطف والمشاعر:

مشاعر الشوق والحنين واضحة في الأبيات، حيث يسعى الشاعر إلى التعبير عن الألم الناتج عن الفراق، وأمله في لقاء المحبوب.

يُظهر الشاعر أيضًا مشاعر القلق والتوتر الناتجة عن انتظار اللقاء، مما يضفي على القصيدة طابعًا إنسانيًا يلمس القلوب.

5. الأسلوب اللغوي:

اللغة سلسة ومناسبة لموضوع القصيدة، حيث تمزج بين الفصاحة والعمق الشعوري.

الكلمات مثل "غرام"، "شوق"، و"عشق" تعكس المشاعر الجياشة وتعزز من تأثير النص.

إليك تحليل الصور الحركية والسمعية والبصرية في قصيدتك، حيث تساعد هذه الصور في تجسيد المشاعر وتعميق التجربة الشعرية:
1. الصور الحركية:

"لنجمعنا ربيعٌ للقوافِي":

تعبير "نجمعنا" يوحي بالحركة والتفاعل بين الشخصين، ويعبر عن الأمل في اللقاء والتحول من الفراق إلى الوحدة.

"يُذِيبُ القلبَ في بحرِ العفَافِ":

تعكس الحركة هنا حالة العاطفة التي تؤدي إلى انصهار القلب في شعورٍ عميق من الحب النقي، مما يشير إلى حركة القلب والمشاعر.

"سنلقاكُم و إنْ طالَ انتظارٌ":

تعبر عن حركة اللقاء المتوقعة، حتى في ظل الانتظار الطويل.
2. الصور السمعية:

"خيالي في أمانيهِ الّلطَافِ":

استخدام كلمة "خيالي" هنا يوحي بصوت الشوق والأمل، كما أن "أمانيه" تحمل دلالة على الأحلام التي يمكن سماعها من خلال التمني.

"فإنّ العشقَ مَكتُوبٌ عَلَينا":

يضفي هذا البيت إيقاعًا موسيقيًا، مما يمكن القارئ من "سماع" الوزن الشعري والتفاعل معه بطريقة سمعية.

"ألا تُبدينَ رغبةَ":

السؤال يخلق نوعًا من الحوار الداخلي الذي يضفي صوتًا على مشاعر الشاعر.
3. الصور البصرية:

"ربيعٌ للقوافِي":

تعبير "ربيع" يُعطي صورة بصرية عن الازدهار والجمال، ويُعبر عن حالة الأمل والنمو العاطفي.

"تُشْرِقَ بيننَا شمسُ التّصافِي":

تبرز هذه الصورة بصريًا، حيث يمكن تصور شمس تشرق وتضفي نورًا على العلاقات، مما يرمز إلى الوضوح والتفاهم.

"فهذِي خمرتِي، ذُوقيها حتّى":
تصف هذه العبارة مشهدًا بصريًا يتعلق بالخمر، حيث يمكن تخيل اللون والنكهة والشعور الناتج عن تجربتها.

خلاصة:
تستخدم القصيدة الصور الحركية لتعزيز الحركة والتفاعل، والسمعية لإثارة الأمل والشوق، والبصرية لخلق مشاهد جمالية تُعزز من تجربة القارئ. تجتمع هذه العناصر لتكوين نسيج شعري غني ومعبر يلامس المشاعر الإنسانية.

خلاصة:
قصيدتك تعبر ببلاغة عن مشاعر الفراق والشوق، مستخدمةً صورًا بلاغية متعددة تعزز من المعاني. تُظهر عمق الفكرة الشعرية وجمال اللغة العربية، مما يجعلها تجربة شعرية غنية ومؤثرة.