Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الأول

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 09:05 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,004
افتراضي دَوَاخِلُ النَّفسِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى بِدَاخِلِي بَوَاعِثٌ هُبُوبُهَا كَعَاص

دَوَاخِلُ النَّفسِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

بِدَاخِلِي بَوَاعِثٌ هُبُوبُهَا كَعَاصِفَة

و قَدْ تَجِيءُ بِالأذَى و بِالرُّعُودِ قَاصِفَة

تَمَالَكَتْ هُدُوءَهَا بِمُعْطَيَاتِ نَاصِفَة

فَلَمْ تَشَأْ أذِيَّةً و شَارَكَتْ مُنَاصَفَة

حَمَلْتُهَا بِدَاخِلِي بِرُوحِهَا و بِالصِّفَة

مَشَاعِرِي تَعَاطَفَتْ مَعَ الهُدُوءِ وَاصِفَة

سَكِينَةً حَمَدْتُهَا شَعَرْتُهَا مُوَاصِفَة

وَ حِيْنَهَا سَعَتْ مَعِي شَرِيْكَةً مُوَاصِفَة

المانيا في ٦ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #2  
قديم يوم أمس, 09:08 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,004
Question

قصيدة دواخل النفس للشاعر السوري فؤاد زاديكى تنقل لنا تأملاتٍ في مشاعر تتداخل بين الهدوء والعاصفة، وتصوّر صراعاً داخلياً بين القوة والسلام، حيث يجسد الشاعر هذا الصراع بمفردات دقيقة وصور شعرية متعددة الطبقات. سأقوم بتحليل الأبيات بيتاً بيتاً، موضحًا الصور الحركية، السمعية، البصرية، والمحسنات البلاغية كالتشبيه، والاستعارة، والكناية.

البيت الأول:

> بِدَاخِلِي بَوَاعِثٌ هُبُوبُهَا كَعَاصِفَة

الصور البلاغية: هنا نجد تشبيهًا قويًا؛ إذ يشبّه "بواعث النفس" بعاصفةٍ قوية، مما يوحي بأن هذه البواعث مفعمة بالطاقة الشديدة والمتفجرة. هذه البواعث هي دوافع داخلية تختلج في النفس بقوة وتدفعها نحو الحركة، و"العاصفة" هنا تشبيه مباشر يظهر حجم هذه الطاقة.

الصور الحركية والبصرية: كلمة "هُبُوب" توحي بالحركة، وكأن هذه البواعث تنطلق إلى الخارج بقوة. وتضيف كلمة "عاصفة" صورة بصرية لعاصفة هوجاء تدور في الداخل، مما يجعل القارئ يشعر بقوة هذه البواعث.

الصور السمعية: كلمة "عاصفة" تخلق في الذهن أيضًا صوت العواصف، مما يُغني النص صوتيًا.

البيت الثاني:

> و قَدْ تَجِيءُ بِالأذَى و بِالرُّعُودِ قَاصِفَة

التشبيه والاستعارة: الشاعر يستخدم هنا الرعود كرمز للأذى، كأنها تجسد الانفعالات الداخلية حين تفقد السيطرة. "الرعود القاصفة" هنا توحي بخطورة هذه البواعث.

الصور السمعية: ذكر "الرعود" يُضفي أجواءً صوتية عنيفة تكمّل العاصفة.

الصور البصرية والحركية: الأذى والرعود القاصفة تشير إلى حركة عنيفة وقوة تدميرية، وكأن النفس تتقلب في مواجهة قوة جارفة.

البيت الثالث:

> تَمَالَكَتْ هُدُوءَهَا بِمُعْطَيَاتِ نَاصِفَة

الاستعارة والكناية: يعبر الشاعر عن كبح البواعث بالعقلانية و"المعطيات"؛ مما يعني أن الهدوء تم التحكّم فيه بحكمة وتوازن.

الصور الحركية: فعل "تمالكت" يوحي بحركة داخلية للسيطرة على الانفعالات، مما يظهر الجهد المبذول للوصول إلى التوازن.

البيت الرابع:

> فَلَمْ تَشَأْ أذِيَّةً و شَارَكَتْ مُنَاصَفَة

الصور البلاغية: هذا البيت يعبر عن تسوية داخلية؛ فالبواعث لم ترغب في إحداث أذى، بل سعت للسلام. كلمة "مناصفة" توحي بالمشاركة المتساوية، وكأن هناك شراكة بين العواطف المختلفة.

الصور الحركية: يظهر في البيت مجدداً فعل "شاركت" الذي يعكس حركة المشاركة، مما يدل على توازن داخلي.

البيت الخامس:

> حَمَلْتُهَا بِدَاخِلِي بِرُوحِهَا و بِالصِّفَة

التشبيه والاستعارة: حمل البواعث "بروحها" يوحي بالتماهي والتكامل مع هذه البواعث، وكأن الشاعر أصبح جزءًا منها.

الصور الحركية والبصرية: فعل "حملتُها" يظهر فعلًا حركيًا يوحي بأن الشاعر يضع هذه البواعث في داخله، ويحتفظ بها بشكل ما، وكأنه يتحملها برحابة صدر.

البيت السادس:

> مَشَاعِرِي تَعَاطَفَتْ مَعَ الهُدُوءِ وَاصِفَة

التشبيه والكناية: التعاطف هنا مجاز، حيث تشارك المشاعر في وصف الهدوء. هذا يشير إلى إحساس بالرضا والسلام الداخلي.

الصور الحركية: التعاطف فعل حركة معنوي، وكأن مشاعر الشاعر تتحرك نحو الهدوء وتنحاز له، في إشارة إلى انضباط مشاعر الشاعر.

البيت السابع:

> سَكِينَةً حَمَدْتُهَا شَعَرْتُهَا مُوَاصِفَة

الكناية: "سكينةً حمدتُها" كناية عن بلوغ الرضا الداخلي. ويبدو أن الشاعر يصف السكينة بأنها أقرب للشعور بالرضا والانشراح.

الصور السمعية: "حمدتها" كلمة توحي بصوت الحمد، كأنه يُعبّر عن سكون داخلي مشبع بالرضا.

البيت الثامن:

> وَ حِيْنَهَا سَعَتْ مَعِي شَرِيْكَةً مُوَاصِفَة

التشبيه والاستعارة: هنا يجعل السكينة وكأنها رفيقة ترافق الشاعر، مما يوحي بارتباط وثيق بينها وبين مشاعره. "شريكة" تعبّر عن المساواة والانسجام.

الصور الحركية والبصرية: "سعت معي" تدل على حركة مشتركة؛ كأن السكينة تتحرك مع الشاعر، مما يعطي النص صورة هادئة تتسم بالاتزان.

الخاتمة:
قصيدة "دواخل النفس" لفؤاد زاديكى تتناول صراعًا داخليًا في قالب من الصور الحسية، حيث نجد تضافرًا بين الصور الحركية والبصرية والسمعية التي تعكس بمهارة تقلبات النفس. الشاعر يوازن بين عاصفة البواعث والسكينة، ليصل إلى حالة من السكينة والانسجام الداخلي، مستخدمًا التشبيه والاستعارة والكناية في لوحات شعرية تعكس الصراع النفسي بعمق وهدوء
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:34 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke