Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > من تاريخ البلدة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2016, 09:05 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي كرسي أبرشية الجزيرة

كرسي أبرشية الجزيرة

[ 1924 مشاهدات ]
أطلق اسم "الجزيرة" على معظم أراضي ما بين النهرين العليا وهي اليوم الأراضي التركية والسورية المتاخمة للحدود الشمالية م العراق. هذه المنطقة تعرف قديماً بـ "بازبدي". وقد سمي القسم الواقع في تركيا من هذه المنطقة باسم "جزيرة ابن عمر" وقاعدتها مدينة الجزيرة مركز كرسي الجزيرة التي نحن بصدده.

أما الشطر السوري من هذه البقعة فدعي بـ "الجزيرة" أو "الجزيرة العليا". وهي الأراضي التي يسقيها نهر الخابور من مدينة البصيرة جنوباً حتى ديرك شمالاً. سكن هذه المنطقة في قديم الزمان قبيلة بني تغلب ثم أقفرت من أهلها في القرن الرابع عشر. ثم مصرت حوالي سنة 1921 فاستحدثت فيها مدينتا القامشلي والحسكة وانتشر فيها العمران.

إن كرسي أبرشية الجزيرة (جزيرة ابن عمر) موضوع كلامنا هو من الكراسي العريقة في الكنيسة السريانية. وأشهر الأساقفة الذين تولوا هذا الكرسي هو جرجس الثاني (1690 – 1709) بطريرك السريان الأنطاكي. وفي أواخر القرن الثامن عشر، بعد أن انضمّ قسم من سكانها السريان إلى الكنيسة الكاثوليكية، عهدت العناية بهؤلاء إلى مطران أبرشية الموصل. ولبث الحال على هذا المنوال حتى جعلها البطريرك أنطوان الأول سمحيري، في 11 تشرين الثاني 1863، أبرشية مستقلة عن كرسي أبرشية الموصل، عندما أقام لها مطراناً هو الخوري يوسف ابن المقدسي عبد المسيح متاح الذي رقاه البطريرك المذكور إلى الدرجة الأسقفية باسم "فلابيانوس بطرس متاح" وولاه رعاية كرسي الجزيرة بمدنها وقراها أي: الجزيرة وآزخ واسفس وكربوران. ولكن كرسي الجزيرة هذا ألغي على أثر السوقيات والمذابح الرهيبة التي جرت عام 1915 واستشهد فيها المطران ميخائيل ملكي كما ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من سكان الجزيرة وماردين ودياربكر وقراها وهرب الناجون منهم إلى الجزيرة السورية ومنهم من قصد سنجار والموصل في العراق. أما أساقفة كرسي جزيرة ابن عمر حسبما ذكرهم الفيكونت دي طرازي فهم:

1- يوحنا ابراهيم قاشا نحو 1560 – 1570
2- فلابيانوس بطرس متاح 1863 – 1874
3- يعقوب متى أحمر دقنه 1888 – 1908
4- يوليوس بهنام العقراوي 1908 – 1912
5- فلابيانوس ميخائيل ملكي 1913 – 1915

فلابيانوس ميخائيل ملكي
1913 – 1915
"بكلمتك ألقي الشبكة" (لوقا5:5)

هو يعقوب ابن المقدسي حنا بن ابراهيم بن ملكي واسم أمه سيدة. وقد نزح ملكي هذا من خربوط وأقام في قرية قلعة المرأة شرقي ماردين. حيث أبصر يعقوب النور عام 1859.
انخرط يعقوب في سلك رهبان دير الزعفران عام 1868 وفيه درس السريانية والعربية وشيئاً من التركية، فرقاه البطريرك بطرس سنة 1878 إلى رتبة الشماس الإنجيلي باسم ميخائيل وجعله وكيلاً على المكتبة ومعلماً للرهبان.

مالت نفسه إلى الانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية فانطلق إلى ماردين وعرض مقاصده على القس متى أحمر دقنه فأشار إليه هذا، بغية التملص من والدي الشماس ميخائيل وذويه، أن يخلد إلى التفكير والصلاة ريثما تختمر عزيمته فيبلّغه إلى رغبته المقدسة. ولما علم ذووه بالأمر عارضوه وعذبوه حتى يعود إلى دير الزعفران ويتأهب لقبول الكهنوت المقدس. لكن الشماس ميخائيل لبث راسخاً في مقصده. فاصطحبه القس متى أحمر دقنه في أيلول 1879 إلى حلب بمناسبة سيامته مطراناً على نصيبين شرفاً ونائباً بطريركياً في ماردين. ومن حلب جاء ميخائيل إلى دير الشرفة في 9 تشرين الأول من تلك السنة. وفي بداية عام 1881 نذَر طلاب الشرفة وأضاف إليه نذر الرهبنة الأفرامية في 17 أيلول 1882. وما أن أنهى أربعة أعوام الدراسة والتمرس في الحياة الروحية حتى غادر الدير إلى حلب حيث رقاه البطريرك جرجس شلحت في 13 أيار 1883 إلى الدرجة الكهنوتية مع القس يوسف اسطنبولي وأرسله إلى ماردين. وحلّ في دير مار أفرام يساعد رئيسه القس أفرام أحمر دقنه في 8 كانون الأول 1884. استدعاه المطران ماروثا بطرس طوبال عام 1890 وأرسله إلى قرية السعدية المجاورة لميافارقين. فطفق المرسل النشيط يبعث روح التقوى في النفوس ويرشد ويعلم بغيرة الرسل موسعاً حقل عمله ليشمل القرى المجاورة للسعدية: ميافارقين – قره باش – قطربل – عطره – ديريش – تل عزيز – قرديلك – عيسى بوار – علّوزة – عبدة – عيسوة – مرقندة – عرب كند.

وفي خريف عام 1895 ثارت تركيا على رعاياها النصارى فقتلت وأحرقت وهدمت. وكان القس ميخائيل يومئذ مع والدته سيدة في قرية عيسى بوار وفيها قتلت والدته مع بعض النساء والفتيات ونهبت الكنيسة وبيت الكاهن. ونجا القس ميخائيل إذ كان غادر إلى قرية قلّث على طلب الرئيس برو المسيحي.

وبعد أيام عاد القس ميخائيل من قرية قلّث إلى دياربكر مواظباً على خدمة النفوس فضلاً عن اهتمامه أيام الآحاد والأعياد بقرية الكعبية. وتقديراً لأعماله الخيرية وغيرته الرسولية رقاه المطران بطرس طوبال إلى درجة الخور أسقفية سنة 1897 وقلده النيابة العامة على أبرشيته وأقامه زائراً للقرى التي كان قد عاد إليها من نجا من أبنائها المسيحيين. فزاد تفانياً في الخدمة. وفي سنة 1900 وجهه البطريرك أفرام رحماني إلى قلعة المرأة ليبني فيها كنيسة على اسم القديس جرجس فكان كذلك. ثم وجهه البطريرك المذكور إلى مدينة الجزيرة وكيلاً عنه لتوطيد المسيحيين هناك. فامتثل الخوري ميخائيل ووصل إلى مدينة الجزيرة في 26 آذار 1902 واهتم في خدمة سعرت ومديات وباته وكربوران وقلّت ومدّو واسفس حيث بنى كنيسة على اسم مار يوسف بعد أن كان قد جدد كنيسة آزخ.

ولما زار البطريرك رحماني مدينة الجزيرة في 6 تموز 1910 أعلن غبطتهُ عن نيته في تعيين الخوري ميخائيل ملكي نائباً بطريركياً على مدينة ماردين ووكيلاً له في الأبرشية ليبذل قصارى الجهود في تأليف القلوب المتنافرة. فاطمأنت بفضله الخواطر واستتب الهدوء والسلام. ثم كتب السيد البطريرك يطلب إلى الخوري ملكي بناء دار جديدة للبطريركية ففعل. وأصبح بناء تلك النيابة يمتاز بفن هندسته ويحوي غرفاً عديدة وفسيحة هكذا دأب هذا الكاهن الغيور على خدمة أبناء رعايا الجزيرة وماردين حتى رقاه البطريرك رحماني، مع الأب عبد الأحد تبوني، إلى الدرجة الأسقفية في بيروت يوم 19 كانون الثاني 1913. فرسم الأول باسم فلابيانوس ميخائيل ملكي مطراناً على الجزيرة والثاني باسم تئوفيلس جبرائيل تبوني مطراناً على بطنان وسروج شرفاً ونائباً بطريركياً على ماردين.

وصل المطران الجديد إلى الجزيرة في 15 آذار من تلك السنة فرحبت به الحكومة وأعيان البلد ودخل كنيسة والدة الله باحتفال شائق يرافقه الأب بولس قسطن الراهب الأفرامي الذي اتخذه أميناً لسره وأبقاه معه حتى قضى الأسقف شهيداً في 29 آب 1915. أحب المطران ميخائيل أبناء أبرشية الجزيرة وتوابعها من مسيحيين ومسلمين. فأحبوه وأجمعوا على تقديره واحترامه. وشمر عن ساعد الجد يجدد الكنائس ويشيد المعابد. فبنى في قلعة المرأة والسعدية وعيسى بوار والكعبية والجزيرة وأسفس وآزخ شبعة معابد. وعزز المدارس ونشطر الأخويات وحرك المشاريع الخيرية.

إلا أن أخبار الشؤم أخذت تتوافد منذ شباط 1915 من أصقاع أرمينيا والرها ودياربكر وماردين بقتل المسيحيين واستياقهم من بلد إلى بلد. كان المطران ميخائيل يزور يومئذ رعيته في آزخ. فعاد فوراً إلى الجزيرة. وهنا بلغه أن رشيداً والي دياربكر قاصد أن يرسل من يتعقب نصارى الجزيرة.

وفي أواسط حزيران انتشرت سيوف الأكراد في أنحاء الجزيرة فقتلوا ونهبوا وارتكبوا المنكرات وساقوا أفواجاً عديدة من المسيحيين، بينهم مطارنة وكهنة وأبادوهم في البراري والقفار. أما المطران ميخائيل فقد رفض اقتراح صديقه عثمان رئيس بلدية الجزيرة بالعمل على إنقاذه سراً قائلاً: "من المستحيل أن أترك رعيتي وأنجو بنفسي، فإن ذلك مخالف لإيماني ووظيفتي". وفي 28 آب كبست فرقة من الشرطة كنيسة والدة الله للسريان الكاثوليك، وقبضت على المطران ميخائيل ملكي كما كانت قد قبضت من قبله على مطران الكلدان يعقوب ابراهيم وكهنة السريان والكلدان. وبعد الضرب والشتم أوثقوا المطرانين مع الكهنة ولأعيان وجمهوراً من السريان والكلدان وأخذوهم إلى شاطئ دجلة حيث عرّوهم من ثيابهم، لئلا تتضرج بالدماء فلا تعود تصلح للبس. ثم أطلقوا ثلاث رصاصات على المطران يعقوب. أما المطران ميخائيل فصفعوها مراراً ورموه أرضاً حتى أغمي عليه. ثم رموه بالرصاص وفاضت روحه الزكية. بعد هذا شرع الطغاة بجماعة الكهنة والمؤمنين فقضوا عليهم جميعاً وكان ذلك في 29 آب 1915.قال الشيخ سعيد التخومي أحد وجهاء الإسلام: "رأيت الجنود وسمعتهم يحثون المطران ميخائيل وكل واحد من النصارى على الإسلام. وسمعت أولئك المسيحيين ينادون بأعلى أصواتهم: نحيا ونموت على دين المسيح. شاهدتهم رافعين عيونهم إلى السماء والرصاص ينصب عليهم كالمطر. رموا مطران الكلدان بثلاث رصاصات والمطران ميخائيل برصاصات عديدة. ثم هجموا عليهما وعروهما من ثيابهما ونزعوا عن المطران ميخائيل صليباً كان تحت ثيابه ثم قطعوا رأسه. والله رأيت بعيني نوراً منحدراً من فوق المقتولين كأنه عمود من نار" (القصارى). وكتب المطران زكريا ملكي، نجل أخي المطران الشهيد، في رسالة قلب يسوع لعام 1944 ما نصه: "بعد قتل تلك الضحايا العزلاء كلّف السفاحون نفراً من اليهود فجروا جثث الشهداء، من الأرجل، وألقوها في دجلة. وقد حضر بعضهم إلى القدس وأخبروني بقتل عمي المطران ميخائيل وهم يجهلون أني ابن أخيه... هكذا انتهت حياة النصرانية في الجزيرة، بعدما عاشت فيها قروناً عديدة... وقد كتب لي في 14 تشرين الثاني 1937 السيد رزق الله أنطون جزراوي، الذي عاشر عمي ووقف على أ‘ماله ونقب كثيراً عن كيفية استشهاده، قال: عرفنا المطران ميخائيل معرفة تامة، وشاهدناه ينام على الحصيرة في ليالي الشتاء ويأكل الطعام دون دسم ويتقشف في أكله ولبسه. امتاز بعطفه على الفقراء، إذ كان يأخذ منا بعض الدراهم ليوزعها على الأرامل والمحتاجين. أمكنه أن ينجو من القتل، لأنه كان في آزخ، لكنه لما سمع أن المسحيين مهددون بالقتل عاد إلى الجزيرة فأُلقي في السجن وكان يعظ هناك المسيحيين ويشجعهم ويسمع اعترافاتهم. منذ استشهاده قرر المسيحيون في آزخ أن يحتفلوا، كل سنة في 29 آب بتذكار راعيهم البطل وأبناء رعيته الشهداء".

ومن بعد تلك الكوارث وما تبعها من الويلات نزح معظم المسيحيين من منطقة جزيرة ابن عمر والغي كرسي الأبرشية فيها نهائياً. كما ألغي بعد ذلك بست سنوات، كرسي ماردين للأسباب نفسها. وقد تعرض مطرانها جبرائيل تبوني لإهانات وحبوس وحكم بالإعدام وأبناؤها المسيحيون للسلب والقتل والتعدي على الأعراض وشتى أنواع التنكيل.

المراجع

تلامذة مجلد 2 صفحة 10 – رهبان صفحة 52 – قلب يسوع سنة 1944 – الأحد سنة 1936 – الشرفة صفحة 308 وما يليها – تاريخ وسير (اسطنبولي. ملكي. قسطن) – حايك صفحة 66-67 – المشرق سنة 1920 صفحة 85 – القصارى صفحة 383-385.



منقول عن أبرشية حلب للسريان الكاثوليك
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke