![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() حبيبتي التائهة مع غيمة الأفق لا تبكي يا حبيبتي ...أغمضتِ عينيكِ على همسٍ دافىء وأرخيتِ لجديلتكِ عنانَها لتسرحَ على كتفِكِ تُنشدُ الهدوءَ والرّاحةَ وتسترسلُ على أنغامِ الجداولِ المتدفّقةِ من ينابيعِ التذكّرِ ومنابعِ الوجد الملتهبةِ والمتعطّشةِ إلى مزيد منَ الحنانِ والشّوقِ والرّغبة في التلاقي واستعادة الزمن لدورته التي مضى عليها ردحٌ طويلٌ من التوجّعِ! لا تبكي يا حبيبتي! إنّي لمقدّرٌ مدى حزنك! وجسامةَ جزعك! وعنفوانَ رغبتك! أدركُ واقعَ الأخاديد التي تركتها قسوةُ القدرِ على وجنتك الحبيبةِ والمكلّلةِ بغار الزّيتون فانتعشتْ غموضاً باهتاً لم أستطعْ فهمه ولا فكّ رموزِ أحجيته. لقد أثقلتِ أيامي بحَيرةٍ موجعةٍ موجعةٍ جعلتني ألوّحُ لها عن بعدٍ عساها تراني! عساها تدركُ وجودي عساها تُحسّ به, وتستوعبُ لهفةَ شوقي وتعيدني إلى حنانِ صدرها. لقد فارقتني حبيبتي تركتني ملقىً على قارعة الألم أستشفّ مرارته وأكتوي بلظاه الموجع! أخشى أن يتّهمني أحدٌ بخيانتها فأنا لم أعرف امرأة إلاّها ولم أقبّل شفةً غير شفتيها ولم أضمّ غير صدرها إلى مكامن عشقي! لم أعثرْ في غربتي على ثقبِ فرحٍ يكلّلُ لوحة اشتياقي بهالةٍ من الأمل أو ينفخُ فيها نسمةً من الرّجاء! كانت مجموعةُ لوحاتي متناثرةً على قارعة الطريق تبدو فيها غرابةُ طفولتي وهشاشةُ بساطة الحياة المترفة باللامبالاةِ والمغرورقةِ بشجونِ الحاجة! استلقيتُ حول أنهارها وتحتَ ظلالِ أشجارها أختلسُ ابتسامةً أتوشّى بوشي حيائي أُخفي عورتي ألملمُ حزني فأجدُ نفسي عاريةً كما كان بادىءُ بدئها. إنّي أتقطّعُ شوقاً! أتناثرُ لهفةً! أنسلخُ وجداً! أذوبُ همساً! إليكِ .. وفيكِ .. ولكِ أيّتها الحبيبةُ الجاثمةُ بين سكنات وحدتي تحتَ هجوعِ وحشتي. فكان إحساسي بضعفي والذي انسجمتْ معه ذاتي على الرّغم من كلّ محاولات تمرّدها الفاشلةِ الشّائكةِ بثوابت يقيني في أنّها تبقى الوجهَ المليحَ في عالمٍ يملؤهُ البؤسُ وتغزوهُ الأنانيّة! كنتُ شارداً مثلكِ تائهاً مع غيمة الأفق حيثُ تأخذني معها إلى ما وراءَ ذلك العمق السّرمديّ المطرّز بتلابيبِ المتعة والمزخرفِ بأرجوانِ الضّحكة المجبولةِ من شهيقِ الرّيح ومن أريجِ الزهور المتفتّحةِ على جانبي غديرِ الهجوع المتكسّرِ في انحناءاتِ مدّه الأرجوانيّ وهو يحاولُ أن يضحكَ معي مختلقاً تقنّعاً ما أحببتُه فيه. إنّ حبيبتي لا يروقُ لها التصنّعُ المزيّف إنّها تهوى البساطةَ المعشوشبةَ على مروجِ البراءة والمنبسطةِ على سفوحِ الهواجس المجدولةِ مع فروعِ السّنديان. إنّها حبيبتي وإنّه شوقي ولتزاوجهما ولادةُ لقاء أطلقُ عليهِ اسمَ أول أبناء عشقي إنّه ديريك. فلتهنأ يا فؤادي بولادته الحبيبة! |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|