ترحيل الآثار من الحسكة محاولة لتزوير التاريخ

[fouadzadieke]

ترحيل الآثار من الحسكة محاولة لتزوير التاريخ

http://nidaasyria.org/ar/articles/kurds-assyrians/3420

ترحيل الآثار من الحسكة ( محاولة لتزوير التاريخ )

نشرة صوت الأكراد ـ لسان حال اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )
05/07/2010

تشير الدراسات التاريخية إلى أن محافظة الحسكة مهدٌ لحضارات تاريخية قديمة متعددة, فهذه المحافظة تعتبر من أغنى المحافظات في سوريا من حيث كثرة المواقع الأثرية المتواجدة على أراضيها ,

حيث بلغ عدد المواقع الأثرية المسجلة في محافظة الحسكة (724) موقعاً أثرياً , وهناك (348) موقعاً آخر قيد التسجيل وتجري الحراسة لنحو ( 32 ) موقعاً أثرياً , ومن أهم المواقع الأثرية المكتشفة فيها ( تل موزان " أوركيش " – تل ليلان – حموكر – جسر عين ديوار – تل حلف – تل عربيد – تل جاغر بازار – تل براك – تل خزنة – تل التنانير – قلعة سكرة.....).

وإذا ما عرّفنا الآثار بأنها نتاج الإنسان المادي والثقافي خلال مسيرة الحضارة البشرية منذ غابر العصور وحتى عصرنا الحاضر , ندرك حينها أهمية الآثار في حفظه للتاريخ وتوثيقه للحقائق الدامغة المتعلقة بالحضارات التي سكنت منطقة ما , فمن يتمعن في الأرقام السابقة عن هذا الكم الغزير من الثروات الوطنية التاريخية يعتقد أنّ هذه المحافظة تزدان بقوافل السياح المرتادين على المتاحف الأثرية, ولكن وللأسف, فبالرغم مما سبق فإنّ أغلبية المواقع الأثرية في محافظة الحسكة تعاني من الإهمال والتقصير المفرط من قبل القائمين عليها, فبات الكثير منها مكباً للنفايات, وعرضةً للعوامل الجوية

( الرياح والأمطار) دون أية تدابير قد تحد من تأثيراتها السلبية عليها, فالمحافظة التي تحتوي على هذا الكم الهائل من المواقع الأثرية كان الأولى بها أن تكون قبلةً للسياح وهواة الآثار مما كان ذلك سينعكس إيجاباً على الواقع السياحي في المحافظة إلّا أن واقعها المزري حال دون ذلك.

ولكن النقطة الهامة في هذا الموضوع هو عدم وجود متحف للآثار في المحافظة, فليس من المعقول أو المقبول عدم وجود متحف في محافظة تعتبر الأثرى بالمواقع الأثرية, بل باتت اللقى الأثرية في هذه المواقع تنقل إلى المتاحف في الداخل أو رهن الإخفاء القسري بقرارات فوقية, أو معروضة في المتاحف العالمية في أوربا وغيرها, وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على محاولات السلطات إخفاء تاريخ المنطقة عن العالم, وعرض التاريخ بالطريقة التي تخدم نظرياتهم الشمولية, وبالتالي طمس الهوية القومية للحضارات الإنسانية التي تعاقبت وتتالت على المنطقة... ولعل ذلك كان الدافع الحقيقي لمحاولات تشويه التاريخ من قبل بعض المؤرخين الذي تسيرهم العقلية العنصرية, فلو كانت آثارنا حاضرةً وشاهدةً أمامنا ما كان بإمكان سهيل ذكار أن يتمادى بهذه السهولة ويقول علانيةً ( بأن الأكراد لم يستقروا في الجزيرة قط), فمعظم الدراسات التاريخية لآثار المحافظة من قبل البعثات الدولية للتنقيب عن الآثار تشير وبشكل قطعي لعكس ذلك تماماً, حيث يؤكدون أن المنطقة كانت موطناً قديماً للكرد.

الطريف والمؤسف في نفس الوقت أن موقع ( تل حلف الأثري ) والمهمل بشكل كبير في المحافظة, والذي بات مكباً للقمامة, أصبحت آثاره القيمة تزين متحفاً في ألمانيا- برلين - أطلق عليه اسم " متحف تل حلف – gozana".

فالحكومة السورية, وعلى وجه الخصوص وزارة السياحة ومديرية الآثار يتطلب منها الإسراع في اتخاذ خطوات ملموسة لإنقاذ الآثار في المحافظة, حيث عليها تخصيص حراس لجميع المواقع الأثرية, وكذلك تخديمها وحمايتها بالشكل المطلوب من العوامل الجوية, وإنشاء متحف في المحافظة ليكون بذلك شاهداً على التاريخ الحضاري للمنطقة, بالإضافة إلى استرجاع جميع القطع الأثرية التي تم نقلها وترحيلها من المواقع الأثرية المنتشرة في المحافظة, وكذلك العمل على تحسين الواقع السياحي في المحافظة لما لذلك من تأثير إيجابي كبير على الجذب السياحي إليها , وبالتالي سيكون لذلك انعكاسات على الوضع الاقتصادي لأبناء المحافظة.

إنّ الآثار هي ترجمان التاريخ ومرآة لصفحاته, فالحفاظ عليها واجب وطني وقومي , يفرض على الجميع التضامن من أجل حمايتها " حكومة ومواطنين" لإظهار الصورة الحضارية العريقة لنا " ماضياً وحاضراً ".