وسائلةٍ
في ذات يوم من أيام التعليم في مدرسة "رفعت الحاج سرّي" الإبتدائية في ديريك حيث كنا شلّة من المعلّمين والمعلّمات معظمنا من أبناء البلد وكانت تجري بيننا مواقف من التنكيت والمزاح وخاصة لدى تواجد أبو أحمد (عيسى ?وري) ولم أكن ناقصاً من حيث قذف النكات الناريّة والتي كانت تأخذ بمجامع النفوس والقلوب فيضحك الجميع وكم من مواقف كثيرة حصلت من هذا النوع بيننا في المدرسة في منتصف التسعينات من القرن الماضي. وكانت هذه الشلّة من المعلّمين والمعلمات تلتقي في أثناء الفرصة في غرفة الإدارة وحيث كان الزميل توما بيطار مديراً فيما كنتُ معاون مدير له. وكان لكلّ منّا دوام إما قبل الظهر أو بعد الظهر. وذات مرّة وحيث كنا متواجدين في الغرفة تساءلت الزميلة "لوسين شمعون ?ولو" لماذا لا تقلب ساعتي (التاريخ) على تاريخ اليوم وهي ثابتة؟ وقبل أن أجيبها على سؤالها. أسرعت الزميلة المعلمة جانيت شكري عمسيح مجيبةً: ربّما لا تحبّ ساعة أستاذ فؤاد هذا اليوم؟ وضحكنا على ردّها وكان الزميل المعلّم ميخائيل ديكران من بين الحاضرين فارتجلتُ هذه الأبيات الشعرية على الفور:
وسائلةٍ تقولُ لماذا تبقى .. عقاربُ ساعتي من دونِ قَلبِ؟
فتأتي بالإجابةِ (جاني) عنها .. تقول: لعلّها من دون قّلبِّ
فلا تهوى الجديدَ وليس (ميخا) .. براهبِ ديرها إنْ لم تُحِبِّ.
فضجك الجميع على أبيات الشعر السريعة التي قذفتُ بها.
|