Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2025, 06:58 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,026
افتراضي إرادَةُ الإِنْسَانِ مِفْتَاحُ النَّجَاحِ بِقَلَمِ: فُؤَاد زَادِيكِي

إرادَةُ الإِنْسَانِ مِفْتَاحُ النَّجَاحِ


بِقَلَمِ: فُؤَاد زَادِيكِي

فِي حَيَاةِ الإِنسَانِ مَحَطَّاتٌ كَثِيرَةٌ، تَتَنَوَّعُ مَا بَيْنَ أَفْرَاحٍ وَ أَتْرَاحٍ، مَا بَيْنَ نَجَاحَاتٍ وَ إِخْفَاقَاتٍ، وَ فِي خِضَمِّ هَذِهِ التَّجَارِبِ، يَكُونُ لِلقُوَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ وَ صَلَابَةِ العَزِيمَةِ دَوْرٌ حَاسِمٌ فِي تَخَطِّي المَصَاعِبِ وَ تَجَاوُزِ العَقَبَاتِ.

يَتَعَثَّرُ البَعْضُ فِي طَرِيقِ الحَيَاةِ، وَ تَتَشَابَكُ عَلَيْهِمُ السُّبُلُ، فَيَسْقُطُونَ فِي بَحْرٍ مِنَ التَّرَدُّدِ وَ الخَوْفِ و الحيرَةِ و الارتِبَاكٍ وَ الإِحْبَاطِ. وَ يَظُنُّونَ أَنَّ لَا مَخْرَجَ مِمَّا هُمْ فِيهِ، فَتَتَجَمَّدُ خُطَاهُم، وَ تَفْتُرُ هِمَمُهُم، وَ تَضْعُفُ إِرَادَتُهُم، وَ يَغْدُونَ كَمَنْ يَسِيرُ فِي نَفَقٍ لَا ضَوْءَ فِيهِ.

وَ لَكِنَّ الحَقِيقَةَ غَيْرُ ذَلِكَ. فَمَا دَامَتِ الحَيَاةُ تَنْبِضُ، وَ الْأَنْفَاسُ تَتَرَادَفُ، فَإِنَّ فُرَصَ التَّغَيُّرِ وَ التَّقَدُّمِ وَ التَّحْسِينِ مَازَالَتْ مَوْجُودَةً، وَ مَازَالَتِ الإِمْكَانِيَّةُ مُتَاحَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَوِّلَ مِحْنَتَهُ إِلَى مَنْحَةٍ، وَ يَجْعَلَ مِمَّا ظَنَّهُ نِهَايَةً بَدَايَةً لِمَرْحَلَةٍ أُخْرَى أَكْثَرَ نُضْجًا وَ قُوَّةً.

فَالإِرَادَةُ القَوِيَّةُ هِيَ مِفْتَاحُ كُلِّ تَغْيِيرٍ، وَ الْإِصْرَارُ عَلَى الوُصُولِ هُوَ سُلَّمُ النَّجَاحِ، وَزالحِكْمَةُ فِي التَّصَرُّفِ هِيَ البُوصَلَةُ، الَّتِي تَهْدِي فِي دَجَى الحَيَاةِ. وَ فِي ظِلِّ أَزْمَاتِ العَصْرِ وَ تَسَارُعِ الوَقَائِعِ، يَكُونُ الإِنْسَانُ بِحَاجَةٍ أَكْبَرَ إِلَى التَّأَنِّي، وَ التَّفَكُّرِ، وَ حُسْنِ التَّدْبِيرِ.

مَا أَجْمَلَ أَنْ يَتَسَلَّحَ الإِنسَانُ بِالصَّبْرِ وَ الثَّبَاتِ، فَكَمْ مِنْ نَجَاحٍ كَانَ بَعْدَ فَشَلٍ، وَ كَمْ مِنْ فَرَجٍ جَاءَ بَعْدَ كَرْبٍ، وَ كَمْ مِنْ بُرْقُعِ ضَلَالٍ كَشَفَهُ نُورُ البَصِيرَةِ.

وَ الإِيمَانُ بِالنَّفْسِ وَ بِقُدْرَاتِهَا لَهُ دَوْرٌ فَاعِلٌ فِي تَجَاوُزِ الأَزَمَاتِ، فَمَنْ يَعْرِفُ قِيمَتَهُ الحَقِيقِيَّةَ، وَ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ خُلِقَ لِهَدَفٍ، وَلَهُ دَوْرٌ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، فَإِنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي المَسِيرِ وَ لَوْ زَلَّتْ خُطَاهُ.

إِنَّ العَزِيمَةَ تُوَلِّدُ العَمَلَ، وَ العَمَلَ يُوَلِّدُ الأَمَلَ، وَ الأَمَلَ يُفْضِي إِلَى النَّجَاحِ. وَ هَذِهِ سِلْسِلَةُ الحَيَاةِ، الَّتِي لَا تَنْفَصِلُ عُرَاهَا، فَلْيَكُنْ كُلٌّ مِنَّا عَلَى قَدْرِ التَّحَدِّي، وَ عَلَى سَعَةِ الأَمَلِ، وَ عَلَى عَظَمَةِ الإِرَادَةِ.

وَ لَا نَنْسَى أَنَّ الطَّرِيقَ لَيْسَ سَهْلًا، وَ لَكِنَّهُ مُمْكِنٌ، وَ أَنَّ العَقَبَاتِ كَثِيرَةٌ، وَ لَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِدَائِمَةٍ. فَبِالصَّبْرِ وَ الحِكْمَةِ، وَ بِالإِيمَانِ بِالنَّفْسِ، نَصْنَعُ الفَرْقَ، وَ نَخْطُو نَحْوَ حَيَاةٍ أَفْضَلَ.

فَلْنَكُنْ نُورًا لِذَوَاتِنَا، وَ لْنَكُنْ دَافِعًا لِتَغَيُّرٍ يَبْدَأُ مِنْ دَاخِلِنَا، وَ لْنُثْبِتْ أَنَّنَا أَقْوَى مِمَّا نَظُنُّ، وَ أَقْدَرُ عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى كُلِّ مَا يُعِيقُنَا.

فُؤَاد حنّا زَادِيكِي
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:42 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke