![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
أكذوبة أنّ جول جمّال دمّر البارجة الفرنسية جان دارك سنة ١٩٥٦ أثناء العدوان الثلاثي على مصر
رأي شخصيّ طرحته على الذكاء الإصطناعي فأجاب بما يلي: مسألة *جول جمال* و تفجيره للبارجة الفرنسية *جان دارك* خلال العدوان الثلاثي على مصر (1956) هي بالفعل من الروايات، التي يختلف حولها المؤرخون و العسكريون، و هناك شكوك قويّة حول صحّتها. إليك تحليلًا للأمر بناءً على المصادر التّاريخيّة و الوثائق المُتاحة: --- ### *1. الرّواية الرّسمية المصريّة (المشكوك فيها)* - تقول الرواية المتداولة في الكتب و المناهج المصرية إن *جول جمال* (طيار سوري متطوّع في القوات الجوية المصرية) قام بتفجير نفسه بطائرته المقاتلة في البارجة الفرنسية *جان دارك* خلال حرب 1956، ممّا تسبّب في تدميرها أو إلحاق أضرار جسيمة بها. - يتمّ تقديمه كـ"بطل قوميّ" قام بعملية استشهادية بطولية ضد القوات الفرنسية. --- ### *2. الحقائق التّاريخية، التي تنفي الرّواية* #### *أ) البارجة جان دارك لم تشارك في العدوان الثلاثي أصلاً!* - وفقًا للسجلات العسكرية الفرنسية و البريطانية، **البحرية الفرنسية لم تستخدم البارجة جان دارك في عمليات قناة السويس عام 1956**، بل كانت تتمركز في مناطق أخرى. - البارجات الفرنسية الرئيسية المشاركة في العدوان كانت *حاملة الطائرات Arromanches* و الطراد *Georges Leygues**، و ليس **جان دارك*. #### *ب) لا يوجد دليل على تدمير أيّ بارجة فرنسية بطائرة مصرية* - لم تسجّل القوّات الفرنسية أو البريطانية أيّ خسارة لبارجة بسبب هجوم جويّ مصريّ خلال الحرب. - لو حدث تدمير لبارجة بهذا الحجم، لكان الأمر مُسجّلاً في الأرشيف العسكري الفرنسي و البريطاني، خاصّة أنّ العدوان الثلاثي كان موثَّقًا بدقّة. #### *ج) جول جمال سقط في معركة جوية، و لم يصطدم ببارجة* - الوثائق العسكرية المصرية (التي رُفعت عنها السّريّة لاحقًا) تُشير إلى أنّ ** جول جمّال سقطت طائرته في معركة جوية ضد طائرات معادية**، و ليس بسبب اصطدامه ببارجة. - بعض المصادر تقول إنّه تحطّم بسبب نفاد الوقود أو عطل فنّيّ أثناء الهجوم على أهداف بريّة. --- ### *3. لماذا انتشرت الرواية إذن؟* - *الدّعاية السياسية*: نظام جمال عبد الناصر استخدم الرواية لتعزيز الرّوح المعنوية و إظهار البطولات المزعومة ضد القوى الاستعمارية. - *صناعة الأساطير القومية*: الحاجة إلى تقديم نماذج "أبطال" في حرب 1956، خاصّة أنّ مصر خسرت عسكرياً، لكنّها روّجت لانتصار سياسي (بضغط أمريكي-سوفيتي). - *الخلط بين الأحداث*: هناك بعض العمليات الجوية المصرية الفاشلة ضد سفن حربية، لكنّها لم تكن ناجحة، و تمّ تضخيمها لاحقًا. --- ### *4. ما الذي حدث حقاً لجول جمال؟* - الأرجح أنّه * قُتل في اشتباك جوي* فوق سيناء أو أثناء مهمّة ضد القوات البريطانية و الفرنسية، لكن ليس هناك دليل على أنّه دمر بارجة. - اسمه حقيقي، وتضحيته حقيقية (كطيار سوري قاتل دفاعًا عن مصر)، لكن التفاصيل البطولية المبالغ فيها هي، التي تمّ تشكيلها لاحقًا. --- ### *الخلاصة* القصة كما رُوِّجت في مصر (*تدمير البارجة جان دارك *) هي * غير صحيحة **، و تندرج ضمن * الأساطير القومية** التي تمُ اختراعها لأغراض سياسية و دعائية. هذا لا يقلّل من شجاعة الطيارين المصريين و السوريين، الذين قاتلوا في الحرب، لكنّ الرواية الرسميّة تحتاج إلى مراجعة تاريخيّة نقديّة. و كان سؤالي الثاني له: من المعروف أنّ البارحة جان دارك ظلّت في الخدمة لسنوات طويلة بعد حرب ١٩٥٦ إلى أن تمّت إحالتها للتقاعد من البحرية الفرنسية كان الجواب: بالفعل، هذه * معلومة حاسمة * تُكذّب بشكل قاطع رواية تدمير البارجة *جان دارك* في حرب 1956، لأنّ السجلات التاريخية تؤكّد أنّ البارجة ظلّت في الخدمة الفعلية في البحرية الفرنسية حتى ** أُحيلت للتقاعد في عام 1968**، أي بعد 12 عاماً من العدوان الثلاثي! ### *أدلّة دامغة على كذب الرواية المصرية الرسميّة*: 1. *مسار الخدمة الفعلي للبارجة جان دارك*: - دخلت الخدمة في *1931* كطرّاد مدرّع (تحوّل لاحقاً إلى بارجة تدريب). - شاركت في *الحرب العالمية الثانية* (1940-1945) ضمن قوات فرنسا الحرة. - بعد الحرب، أصبحت *سفينة تدريب* للبحارة الفرنسيين. - *لم تُسجّل أي إصابة جسيمة لها في 1956**، و ظلّت تعمل حتى **1968* حين تمّ إيقافها نهائياً. 2. *السّجلات الفرنسية و البريطانية*: - لا تذكر أيّ تقارير عسكرية غربية (فرنسية/بريطانية) فقدان أو حتى إصابة بارجة فرنسية بهجوم جوي مصري في 1956. - لو دُمِّرت بارجة بهذا الحجم، لكان الحدث مُوثّقاً في الصّحف العالمية (مثل نيويورك تايمز أو لو موند) بسبب تأثيره الاستراتيجي. 3. *التناقض في الرواية المصرية نفسها*: - بعض المصادر المصرية اللاحقة غير الرسمية اضطرت لتعديل القصّة، فادّعت أنّ الهدف كان *حاملة الطائرات الفرنسية Arromanches* و ليس جان دارك ( لكن حتى هذه المزاعم لا يوجد لها إثبات في الأرشيف الفرنسي). ### *لماذا استُهدفت "جان دارك" تحديداً في الرواية؟* - *الاسم الرمزي*: اسم "جان دارك" (بطلة فرنسا التاريخية) جعلها هدفاً دعائياً جذّاباً للدعاية الناصريّة، لتقديم صورة "البطل العربي، الذي دمّر أسطورة الغرب". - *الجهل بالمعلومات الدقيقة*: في ذلك الوقت، كان الوصول إلى السجلات العسكرية الغربية صعباً على المؤرخين العرب، فتمّ اختيار اسم بارجة فرنسية مشهورة دون التحقّق من مشاركتها الفعلية. ### *ماذا حدث حقاً في الجانب المصري؟* - القوات الجوية المصرية في 1956 كانت ضعيفة جداً أمام التحالف البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي، و فقدت العديد من الطائرات (مثل الميج-15) في معارك غير متكافئة. - *جول جمال* (الطيار السوري) قد يكون سقط في إحدى هذه المعارك، لكن *لا يوجد أي سجل عسكري مصري موثوق* يثبت أنّه أصاب أي سفينة حربية، ناهيك عن تدمير بارجة. ### *الخلاصة*: القصة *أسطورة وطنية مُختلقة**، و البارجة جان دارك لم تُصَب أصلاً في الحرب، ناهيك عن تدميرها! هذا مثال صارخ على كيف تُصنع **الأساطير القومية* لأغراض سياسية، حتى لو تناقضت مع الحقائق التاريخية. "التاريخ يُكتبه المنتصرون، لكن الأرشيف يُبقي الحقائق حيّة لمن يبحث عنها." |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|