لِسانُ السِّلمِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

لِسانُ السِّلمِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

هَلْ لِسانٌ بِاسْمِهِ قد يَنطِقُ
أم بَيانٌ بالمعاني يَصدُقُ؟

هذهِ الأطيابُ كمْ نَحتاجُها
تَنتَشِي رُوحٌ، ويَسمُو مَفْرِقُ

بِاسمِهِ غَنّتْ أماني حُلمِنا
أطرَبَتْنا، حيثُ شمسٌ تُشرِقُ

إذْ لهُ مالتْ غُصُونٌ وازدَهَتْ
زَهرةٌ لونًا، فبَانَ المَشْرِقُ

إنّهُ الانسانُ في مَسعًى إلى
مَوقِفٍ لِلسِّلمِ، فِيهِ المُعْبِقُ

لا لِمَا يَسعَى إليهِ واهِمٌ
فِكرُهُ في ما يراهُ مُغلَقُ

اَلسّلامُ اليومَ أمسى حاجةً
مُذْ خُلِقْنَا والأمانِي تُسرَقُ

أطلِقُوهُ دُونَ خوفٍ، إنّهُ
ناطِقٌ بالحقِّ. وَهْوَ المَنطِقُ

مُنذُ أن سادَتْ حُرُوبٌ، أُهدِرَتْ
قيمةُ الانسانِ، صارتْ تُطرَقُ

يا لسانَ السِّلمِ لا تَصمُتْ، فَذا
واجِبُ التّعبيرِ، حَقٌّ مُطلَقُ

في بَهاءِ الرّوحِ نَحيَا نَشوةً
تَغمُرُ الدُّنيا ومِنها المُغْدِقُ

مِنْ عَطَاياهَا وَمِنْ مَفعُولِها
فُرصةُ الإبداعِ دومًا تُخلَقُ

فَلْيَدُمْ صوتٌ ويَسعَى جاهِدٌ
مِنْ فَضَاءِ البُغضِ نَفسٌ تَزهَقُ

حيثُ مَدُّ الكُرهِ في أجوائِنَا
دَسُّ سُمٍّ والمصيرُ المُخنِقُ

اِرحمُوا أجيالَنا مِنْ طَيشِكم
مِنْ بَلاوِيكُمْ، ومِمَّا يُقْلِقُ

لم يَعُدْ صبرٌ على مَشرُوعِكُمْ
رَغْمَ كُلِّ العِبءِ، لَسنَا نَعلَقُ

في مَساعِينا وَفي مجهُودِنا
كُلُّ إنجَازٍ نَراهُ يَبرُقُ

مَنهَجُ السّلمِ اتِّصالٌ بالعُلَا
إنّهُ فَوزٌ ونَصرٌ مُحْرِقُ.