الصليب في الاسلام
عرض وتقديم: وضاح يوسف الحلو
"درس أدبي مذهبي تاريخي مقتبس من الاصول الاسلامية" كتاب حبيب زيات "الصليب في الاسلام" الذي قدّم له وأعد فهارسه الدكتور وسام كبكب وصدر في طبعة ثانية في منشورات "المكتبة البولسية".
غاية الكتاب، بحسب المؤلف، تقديم شرح لطيف عن ماضي الصليب في تاريخ الإسلام، وكيف اصطلح النصارى على استعمال التصليب في مبتدى كل قول وعمل ولا سيما في مفتتح الكتب الدينية والصلوات. ومن الغريب أن بعض النصارى، منذ اوائل العهد العباسي، كانوا لا يرون أقل حرجاً بالاستعاضة، أحياناً، عن البسملة النصرانية بالبسملة الإسلامية. وكان نصارى العرب وأهل الحيرة اكثر مَن يقسمون في طلاقهم بالصليب والمعمودية أو بالصليب والقربان.
ومن مرادفات التصليب الارتسام، وفي معجم اللغة انه التكبير والتعويذ والدعاء، اي أن يقول الرجل "الله أكبر" أو "اعوذ بالله" وزعموا ان معنى ارتسم الرجل "كبّر ودعا". واستشهدوا بقول القطامي (وهو من شعراء النصارى) يصف سفينة شراعية تقاذفتها الأمواج: "في ذي جلول يقض الموت صاحبه / اذا الصراري من أهواله ارتسما".
اختلف النصارى منذ القرون الأولى حول كيفية التصليب، فاليعاقبة من سريان وأقباط وحبش ونوبة يصلبون بأصبع واحدة. وكان الموارنة قديما يصلبون بالسبابة، ولما بدأوا يقلدون اللاتين في كثير من مصطلحات الطقس الغربي انتحلوا عاداتهم في الارتسام بالأصابع الخمس، وعلى هذا المنوال يسير السريان الكاثوليك حين عدلوا عن مذهبهم اليعقوبي في القرن السابع عشر. وكان الروم البيزنطيون والملكيون يقومون بالتصليب بإصبعين كإشارة الى بقاء الجوهرين على حالهما أما التصليب بالثلاث فهو الشكل القديم الذي عم الكنيستين الشرقية والغربية وهو مطابق لسر الثالوث الأقدس.