Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى السرياني > السريان في العالم العربي > السريان في العراق

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2009, 06:01 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,210
افتراضي الموجة الكلدانية الرابعة وجماعة:يا يمة حاجاني الشيخ...ياقو بلو

الموجة الكلدانية الرابعة وجماعة:يا يمة حاجاني الشيخ...

ياقو بلو

طلعت علينا المواقع التي تهتم بشأن الناطقين بالسريانية (وخاصة موقع عينكاوة الموقر) مؤخرا،بسيل عرمرم وجارف من الاخبار والمقالات التي تناولت خبر اقرار برلمان اقليم الشمال العراقي الذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود البارزاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة السيد جلال الطلباني،التركيبة الثلاثية لاسم الناطقين بالسريانية بعد حذف الواوات وامكانية تمتع القوم بالحكم الذاتي ضمن اقليم الشمال،وثبت اسم القوم في نص المادة الخامسة بصيغة لفظ واحد مركب من صفتين واسم علم واحد(الكلدان والسريان صفات والاشوريين اسم علم).

الملفت للنظر في هذا الكم الهائل من المقالات،هو ان اغلب اصحابها يناظرون في مسألة القومية دون دراية وتمعن وتدبر يليق بهذه اللفظة التي يجب ان تناقش وفق مقاسات وشروط علمية دقيقة جدا،وانحسرت طروحاتهم بالدوران حول محور لا وجود له اصلا،وبعد ان انهكهم الدوران لم يعد امامهم سوى الدين لكي يتعكزوا عليه،لا بل ان البعض منهم تجرأ ووظف بعض نصوص التوراة وبقية كتب انبياء العهد القديم بشكل يخالف بالمطلق واسباب ودواعي ورود تلك النصوص،اما الانكى في هذه الاحدوثة فهو ان الجميع طرح نفسه وكأن التخويل الالهي الذي يجعله يتحدث بأسم من يسمونهم الكلدان في جيب قميصه او سرواله القصير،الى جانب هؤلاء وقف الكثير ممن قدم تشكراته وامتنانه للقيادة الكردية على طريقة:بالروح بالدم نفديك يا... وهناك ايضا من عبر عن سخطه على القيادة الكردية ولكن بالتزلف والتملق لها،اما اخطر كل تلك الاخبار والمقالات فهو:ان ينزلق بعض اصحاب المراكز الدينية العليا ويخوضوا في هذه المسألة البعيدة كل البعد عن مجال عملهم والمتناقضة بالمطلق مع رسالتهم التي قبلوا بأرادتهم الحرة ان يكرسوا حياتهم من اجل الترويج لها ونشرها بين بني البشر(رسالة بطريرك الطائفة الكلدانية عمانوئيل دلي الى القيادة الكردية)وهذا يعني ببساطة:تفريغ المسألة من حقيقتها القومية وصبها في قالب ديني طائفي عنصري مقيت لاسباب ما عادت خافية حتى على اشباه المتعلمين الذين علمتهم تجارب الحياة: ان اللعب على وتر الدين العاطفي ما عاد يجدي نفعا،ولعل تجارب الامس التي يرفض البعض الاتعاض،بها خير دليل على ما نقول (الدارج بين عامة الناس هو ان كل كلداني هو كاثوليكي ويتبع اوامر وتعليمات بابا روما ولا يمتلك الحق في مناقشة تلك التعليمات حتى لو تناقضت والظرف الوطني العراقي، في حين ان الاشوري يتبع الكنيسة التي رفضت الخضوع لارادة بابا روما منذ القرن الرابع/الخامس الميلادي وحتى الساعة)والاغرب من كل هذا وذاك هو ان الكثير من اصحاب هذه المقالات كانوا الى وقت قريب جدا مجرد جنود مطيعين وجاهزين لتنفيذ ارادة القيادات الكردية حتى تلك المتنافية لما يطالبون به اليوم،لا بل ان القيادة الكردية وخاصة قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ممثلة بالسيد سركيس اغا جان كانت قد انعمت على الكثير منهم بالكثر من الخيرات من اجل ادخار جهودهم لمثل هذا اليوم الموعود(الدكتور حكمت داود حكيم مستشار المجلس المسمى بالكلداني السرياني الاشوري، مجرد مثال بسيط وصغير).

لا اريد في هذا المقام مناقشة اي من اصحاب تلك المقالات او رسائل الاستعطاف الى حد قبول تقبيل الايادي،لاني اثق اولا: انه يحتمل جدا ان تكون هذه قعقهة مفعتلة لغاية في نفوس اصحاب المصلحة، ولأني امتلك الكثير من المعلومات الشخصية عن بعض اصحاب هذه المقالات والرسائل ما يجعلني اعرف بالضبط لماذا اتخذوا هذا الموقف وما هي الدوافع التي جعلتهم يغيرون لون جلدهم خلال فترة زمنية قياسية ثانيا،فأنا شخصيا لا ارى اية اهمية تستحق كل هذا التطبيل والتزمير والسب والشتم والتملق والتزلق والتباكي والاستعطاف وطلب النجدة سواء كتبت الالفاظ:كلداني،سرياني،اشوري بواو العطف او واو المعية او بدونها، لاني اثق البتة: بأن هذا الشعب هو امة واحدة وقومية واحدة سواء قبل او لم يقبل الذين باتوا يتحدثون بأسمي دون تخويل،ولكن الذي يرثى له حقا في كل هذه المعمعة هو ان يتورط بتبني موقف الاصرار على فرقة ابناء هذه الامة رجال دين ليس لهم في العراق سوى ذكريات غير واضحة المعالم(عمانوئيل دلي،سرهد جمو،ابراهيم ابراهيم)وبالاضافة الى هؤلاء هناك القليل جدا من الوجوه التي يصطدم الانسان بطروحاتهم لشدة غرابتها وتنافرها وما يدعون انهم يزاولوه في الحياة(الدكتور البروفيسور عبد الله مرقس رابي يختم مقالته المنشورة على موقع عينكاوة الموقر بعنوان وظيفته كالاتي:رئيس قسم علم الاجتماع /الجامعة العربية لامريكا الشمالية)وحقيقة كنت اتمنى على الدكتور رابي ان يبين لي اي جزء من مقاله تنطبق عليه اي من نظريات علم الاجتماع التي يفترض ان سيادته متمكن منها كتمكن الطفل من قطعة الصلصال التي يجعل منها اشكالا وهيئات جميلة جدا.

اما الاكثر اثارة للشفقة والرثاء في كتابات دعاة الموجة الكلدانية الرابعة الحديثة هذه،فهو تحامل الكثير من اصحاب هذه المقالات على شخص السيد سركيس اغا جان العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وصاحب مشروع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي يطالب بالحكم الذاتي في منطقة سهل نينوى للناطقين بالسريانية ضمن اقليم الشمال العراقي وليس ضمن السلطة المركزية،ودواعي الشفقة والرثاء هذه هي:ان جل هؤلاء كان قد جعل من السيد اغا جان في الامس القريب قديس العصر ولولا حياءهم لقالوا:انه المسيح الذي تنتظره الناس لكثرة ما سبق وكالوا له من مديح ودبجوا في سياساته وسلوكياته القومية من عبارات منمقة ومزركشة،اما سبب تحاملهم على الرجل،فأنه ينحسر بأتهامه بتأثيره على لجنة صياغة دستور الشمال وجعله نص المادة 5 غير متوافق واهواء هؤلاء السادة(لم اعرف حتى هذه الساعة ان صوتا نسائيا واحدا قد اعترض على النص)لا بل ان البعض يصرعلى انه حتى لو كانت الاغلبية من المواطنين تقبل بالصيغة الحالية التي وردت عليها المادة 5،فأنه يرفضها لانها تخالف الوقائع التاريخية،ولكنه ينسى ان يدرج لنا تلك الوقائع على طريقة كل دعاة الكلدانية الذين يبدو ان مرض النسيان اصابهم بعد سقوط النظام السابق في نيسان 2003،او ربما تحققت فيهم نبوءة الاخ العزيز والكاتب المقتدر الاستاذ الدكتور وديع بتي حين توقع تشتت الشمل يوم يتوقف انبوب المجلس الشعبي عن الجريان لاي سبب من الاسباب.

على الجانب الاخر من هذه المسألة وقف ايضا الكثير ممن اسكرتهم نشوة لوحة الاسم الثلاثي غير المحمولة على واوات المعية او واوات العطف،لا بل ان الكثير منهم ربما تبادلوا برقيات التهاني على هذا النصر الكبير والمنجز التاريخي الفريد من نوعه على مر العصور،لا بل ان البعض منهم يعاتب الرافضين لحذف الواوات هذه ويطلب منهم تقديم الحمد والشكر للقوى المهيمنة على اقليم الشمال كونها اقرت للناطقين بالسريانية حق المطالبة بالحكم الذاتي(وكأنه يذكرهم بأن هذه الحقوق ليسوا اهلا لها ولا هم يستحقونها،ولكن ولأن الديمقراطية في اقليم الشمال توزع على المواطنين ضمن الحصة التموينية،اذن صارت تمارس في الحياة اليومية كما يمارس الانسان اي عادة)حسنا ايها السيدات والسادة،ولكن كيف ستحققون الحكم الذاتي ووفق اية ضوابط؟ان دستور الاقليم ايها السيدات والسادة يرفض في ديباجته ان يكون لكم اي وجود او كيان جغرافي او تاريخي حين يجعل من تلكيف والحمدانية مجرد ضيع كردية ضمن بقية ضيعات الاقليم.

لا اريد ان اتطرق الى الحدود الجغرافية لكل من قضاء تلكيف وقضاء الحمدانية من اعمال محافظة نينوى،ولكني اود ان اطرح سؤالا بسيطا جدا على المختصين بالتاريخ والجغرافية ليعينوا لي مناطق التواجد الكردي الذي جعل قيادة الاحزاب الكردية تتجرأ وتدرج هذين القاضئبن ضمن حدود الاقليم المزعوم؟هذا ناهيك عن كركوك عروس المدن العراقية التي يصر البعض ان يجعل منها مقبرة كبيرة لابناء الشعب المغلوب على امره امام صمت السلطة المركزية المنغمسة من سمت رأسها حتى اخمس قدميها بالفساد،وامام صمت البرلمان اللاعراقي.

تعد اقضية تلكيف والحمدانية اليوم العمود الفقري لما يسمى منطقة سهل نينوى التي يطالب البعض بأقامة حكم ذاتي للناطقين بالسريانية عليها ضمن اقليم شمال العراق،وترتبط هذه الاقضية اليوم اداريا بمحافظة نينوى،ولكن نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني فيها هو اكبر بكثير من نفوذ ممثل السلطة المركزية وخاصة في قضاء تلكيف،ولو تتبعنا الوجود الكردي في هذين القضائين سوف نجده لا يتجاوز 5-10%في احسن الاحوال،لا بل ان هذا النفوذ وصل حد استهتار البعض من منتسبي هذا الحزب علنا دون ان يكون هناك اي قوة قادرة على ردعه،ولعل ما اتاه عضو مجلس محافظة نينوى اليزيدي عن القائمة الكردية من سلوك منافي لكل اصول اللياقة في تللسقف قبل عدة شهور لهو خير دليل على ما نقول،والسؤال هو:اذا كانت المجموعات المحسوبة على السيد سركيس اغا جان القيادي الكردي تحل وتربط على هواها، واذا كانت عناصر الاحزاب الكردية هي الاخرى تقوم بأعتقال المواطنين في المناطق المرتبطة اداريا بمحافظة نينوى كما يحلو لها وليس هناك من قادر على ايقافها عند الحدود التي تقرها القوانين(الكاتب جوني الريكاني،والقيادي في الحركة الديمقراطية الاشورية الاستاذ حازم زوري)فالى اي مآل ستؤول اليه الامور لو تحقق فعلا وجعلت تلكيف والحمدانية تحت وصاية قيادات القوى المهيمنة على اقليم الشمال يا ترى؟

تقول الرواية الشعبية القديمة:انه في احدى قرى العراق،ذهبت فتاة لترعي بقرتها الوحيدة،وفيما الفتاة ساهية تلعب،تجاوزت البقرة تخوم مزرعة الشيخ وقضمت القليل من عشب تلك المزرعة اللذيذ، فما كان من الشيخ الاقطاعي الا سب ولعن الطفلة التي لم تع قوله فهرعت الى امها فرحة مستبشرة وهي تقول:يا يمة حاجاني الشيخ.فقالت الام المسكينة:وماذا قال لك الشيخ؟فردت الطفلة البريئة والفرح يأكل وجهها:يا جايفة ردي البكرة.

اجل،هذه هي حكايتنا لهذا اليوم مع كل الذين هللوا وزمروا وطبلوا لانجيل الواوات المحذوفة الذي يبشرهم بالعودة الى ارض الميعاد في سهل نينوى،ومع اولئك الذين يستعصى عليهم النوم دون ان يحتضنوا الواوات بعناق غرامي:يا جايفة ردي البكرة.

الوطن من وراء القصد.



ياقو بلو
yakoballo@yahoo.co.uk
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:25 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke