Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2022, 08:52 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,017
افتراضي استخفافٌ بعقولِ الشّعب بقلم/ فؤاد زاديكى

استخفافٌ بعقولِ الشّعب
بقلم/ فؤاد زاديكى
بالحقيقة إنّ مَنْ يتابعُ إعلامَ النّظام البعثيّ الحاكم في سوريا والجاثم على صدر الشّعب السّوري منذ عقود من الزّمن يُدرك يقينًا أنّ هذا النّظام القمعيّ البوليسيّ ليس أكثر من بهلوان مهرّج على السّاحة الدّوليّة في اللعب على حبالٍ متعدّدة وفق ما تُمليه مصلحة هذا النّظام وليس مصلحة الشّعب السوري ولا الدّولة السّورية ككيان ولهذا جعل من سورية دولةً مارقة بعرف المجتمع الدّولي. وسوف نضربُ بعض الأمثلة من واقعٍ عمرهُ يزيد عن الخمسين عامًا بل أكثر وهذا النّظام يتشدّق بأكذوبة فاضحة تُسمّى الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة وعن مصلحة الشّعب الفلسطيني, وهو مع غيره من أنظمة الحكم العربيّة مَنْ باعوا فلسطين وأجزاء من بلادهم من أجل أن يظلّوا على كرسيّ الحكم الذي يعشقونه بلا حدود أكثر من عشقهم لأيّة امرأة بارعة الحسن فائقة الجمال, بل إنّهم ما يزالون يتاجرون بقضية الشّعب الفلسطيني وهم يتلاعبون بمصيره والذي يدفع الثّمن على الأغلب هو الشّعب الفلسطيني كما يدفع الشّعب السّوري ثمن فرعنة هذا النّظام وجبروت ظلمه وقمعه لكلّ أنواع الحريّات وبلا حدود.
يحقُّ لنا كسوريّين أن نتساءل ثمّ نسأل هذا النّظام وأركانه أما كفاكم استهتارًا بعقول الشعب السّوري؟ إلى متى ستعزفون على نغمة قضيّة فلسطين وأنتم مَنْ يعرقل جميع الحلول المطروحة منذ سنة 1948 ولغاية اليوم, وعلى هذا الأساس خضتم حروبًا كثيرةً انهزمتم في جميعها و الأسوأ من كلّ هذه الهزائم الشّنيعة والبشعة أنّكم حاولتم أن تقنعوا الشّعب و أنفسكم بأنّكم انتصرتم في هذه الحرب أو تلك. فهل المنتصر في أيّ حرب هو مَن يخسر ثلث أراضيه والآلاف من جنوده؟ أمرٌ مضحك للغاية لكنْ دعونا نعود إلى القضيّة الأساس وهي قضيّة فلسطين التي يعتبرها القومجيون العرب مركز الأمّة العربيّة وأهمّ قضيّة مصيريّة له.
سؤالنا لكم يا مَنْ تُديرون الحكمَ في سورية دون إرادة شعبيّة هل قضيّة فلسطين لكم كسوريّين هي أهمّ من قضيّة الجولان المحتلّ؟ هل هي أكثر إلحاحًا من قضيّة لواء اسكندرونة السّليب وأنطاكيا مدينة الله العظمى؟ هل قضيّة فلسطين هي أكثر أهميّةً ومصيرًا من الأراضي التي تحتلها اليوم تركيا من سورية؟ هل يجب تحرير الأراضي التي تحتلها روسيا وإيران وتركيا وأمريكا في سورية أم قضية فلسطين التي لا يبدو لها حلّ في الأفق القريب والعاجل؟
أيّها النّظام المنافق والمتخلّي عن أراضيه بجبن ألا تخجل من أن تخضع لدولة إيران ولاية الفقيه التي تحتلّ إقليم عربستان (الأهواز)؟ ألا تشعر بحرج من احتلال حليفتك إيران للجزر الإماراتيّة الثلاث وهي عربيّة؟ لماذا بمجرد أن قامت تركيا بتهديدك بالدّخول إلى أراضيكم واحتلالها قبل سنوات قليلة إذا لم تتخلّوا عن المطالبة بلواء اسكندرونة وأنطاكية قمتم وعلى وجه السّرعة بحذف المطالبة باللواء من جميع المناهج الدراسيّة وكأنّه إقرار ضمنيّ على القبول بالأمر الواقع والخضوع للإرادة التّركيّة؟
كيف تتحدّثون اليوم عن شيء اسمه دولة سوريّة وأكثر من ثلثي أراضي الوطن تحت سيطرة المحتلّين؟ ألا تخجلوا من أنفسكم على الادعاء بالوطنيّة وبالحفاظ على أمن وسلامة وحدة الأراضي السّوريّة؟ ماذا فعلتم وأراضيكم تحت الاحتلال وهل حقّ لكم أن تحتفلوا بعيد الجلاء وأجزاء من الوطن ترزح اليوم تحت وطأة الاحتلال الأجنبي؟ هل يكون لمثل هذا الاحتفال أيّ معنى أو قيمة؟ ماذا تعني كلمة الجلاء؟ وهل تحقّق فعلًا الجلاء؟ أنتم تعيشون بوهم كبير وتوقعون الشّعب السوري في وحول هذا الوهم لقد تمّ تحويل سورية إلى سجنٍ كبير ولم تعدْ للنّظام الحاكم أيّة سيطرة وسلطة فعليّة على الأرض فهو يأتمر بأمر الرّوسي المحتلّ وإيران التي لها أجندتها في تخريب العالم العربيّ وزعزعة استقراره وهي التي جلبت ميليشيات شيعيّة طائفية من مختلف أصقاع الأرض لتحارب إلى جانبه ضد الشّعب السّوري المطالب بالحريّة وبالعدالة الاجتماعيّة وبحقوق المواطنة التي سلبتموها منه.
إلى متى سيبقى السّوريّون مخدوعين بأكاذيب هذا النّظام؟ إنّ فروع الأمن والمفارز الأمنيّة المنتشرة في جميع المدن والبلدات السوريّة يفوق عددها عدد المدارس, والسّجون يزيد عددها على عدد الجامعات الموجودة في سورية. فإلى أين يا نظام البعث الحاكم بالجبروت وبالقوّة الغاشمة وبالظلم؟ وإلى متى سيستمرّ وضع السّوريين المنهكين والمغلوب على أمرهم على ما هم عليه؟ حتّى عودة اللاجئين السّوريين تمنعونها عنهم بأساليب قذرة ومن يعود يكون مصيره مجهولًا من الإخفاء القسري والتصفيات الجسدية الخ...
إنّ مَنْ يضربُ شعبَه بالكيماوي وبالبراميل المتفجّرة لا يحقّ له أن يدّعي الوطنيّة أو يتكلّم باسم الوطن والشّعب السوري البريء من كلّ أعماله الإجراميّة والإرهابيّة. ونصيحتي لأصحاب النّظام أن يُنهوا معزوفة قضيّة فلسطين ويحاولوا استعادة أراضيهم المحتلّة من قبل دول أجنبيّة وبهذا يمكن القول إنّهم أمناء على قضيّة الوطن ومصير الشّعب.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke