مؤتمر قمة الأمن النووي

[الاخ زكا]

مؤتمر قمة الأمن النووي

عقد هذا المؤتمر في واشنطن في الشهر الماضي في يوم 12/4/2010 حضره قادة سبعة وأربعون دولة، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، كخطوة أساسية لمواجهة مخاطر الإرهاب النووي، الذي يهدد أمن العالم - وإليك خلاصة البحث والنتائج :
1- اتخاذ خطوات محددة لمكافحة الإرهاب النووي، وحماية المواد التي تستخدم في صناعة القنابل النووية (البلوتونيوم واليورانيوم عالى التخصيب) .
2- توصل الأعضاء إلى أن المواد المتاحة لصنع هذه القنابل تقدر بحوالى 2000 طن، وهى تكفي لصناعة 120 ألف قنبلة نووية .
3- باكستان تملك ترسانة نووية وهى الأسرع نموا في العالم، تمتلك مفاعلين لإنتاج أسلحة نووية بحجة الخوف من الهند .
4- هناك آلافا من الأسلحة النووية قصيرة المدى مخزونة بطريقة غير آمنة في روسيا .
5- ترسانة الأسلحة النووية موجودة لدى الدول التسع الأعضاء وهى الصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية والباكستان وروسيا وانجلترا وأمريكا، حيث تمتلك هذه الدول قرابة 30 ألف رأس نووى قادرة على تدمير العالم عشرات المرات .
6- الهند تقوم حاليا بتطوير صاروخ باليستي جديد عابر القارات يصل مداه 85 كم، وتستخدم الهند التكنولوجيا الحديثة في تصنيع الصاروخ الجديد، وقد أعلن وزير الدفاع الهندي أن بلاده تعتزم التحول إلى أحد أكبر منتجي الأسلحة والمعدات العسكرية المتقدمة في العالم .

وأنقل إليك عزيزي القارئ أقوال بعض العلماء عن مخاطر استخدام القنابل الهيدروجينية :

1- "إن انفجار أول قنبلة هيدروجنينية قد يؤدى إلى تدمير العالم فى دقيقة واحدة، إذ أن الاشعاع المنبعث منها قد يحول بنى البشر إلى شموس صغيرة، وفى هذه الحالة ستموت دون أن تشعر بألم"
(الأنت مون)
2- "ما يسببه الأشعاع من ضرر يبلغ درجة كبيرة من الخطورة حيث أنه ينجم عن الأنفجار قوة وحرارة هائلتين، والذرات الباقية تتحول إلى مادة مشعة تنطلق منها كمية من النيوترونات والبروتونات وجزئيات الفا والأشعة المميتة وهذه الأشعاعات سريعة الانتشار، ومن شأنها أن تحول جميع المواد التى تصل إليها سواء الماء أو الهواء أو التربة إلى مادة اشعاعية بالغة الخطورة إذ تغدو مصدراَ جديداً للأشعاعات المهلكة ."
( بول إليوت)
3- "أشعاع القنبلة الهيدروجنية على درجة بالغة من الخطورة، بحيث لا ينجو من أثره أى إنسان أو حيوان أو نبات على وجه الأرض، وأى أثر لهذا الأشعاع لا يزول إلا بعد سنوات عديدة"
( د.لينوس بولنج)
4- "القنبلة الهيدروجينية مصنعة من نفس المواد التى تتكون منها الشمس، والقنبلة الذرية وحدها هى التى تفجرها، ويصدر عن هذا الأنفجار حرارة تبلغ 60مليون درجة مئوية سنتيجراد، أي ثلاثة أمثال الحرارة داخل الشمس، وهى تعادل قوة القنبلة الذرية 1000 مرة – وضحايا اليوم الأول من إلقاء قنبلة هيدروجينية قد يبلغ 15 مليون نسمة، وتدمر كل ما يوجد فى مساحة تبلغ 200 ألف كيلو متر مربع، ومن المنتظر أن تدمر الطائرة التى تلقيها، وأن تبيد جميع رجالها لأنها لن تجد من الوقت ما يكفى للخروج من دائرة التدميرات – وانفجار عدة قنابل من هذا النوع يحدث تغييرا في فصول السنة، ويعمل إرباكا لحركة دوران الأرض .
(محاضر أمريكى نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية)

وتقول الإحصائيات أن أكثر من 250 حرباً وصداماً مسلحاً وقعت خلال القرن الماضى راح ضحيتها أكثر من 170 مليون قتيل، وهو ما يمثل ضعف عدد ضحايا الحربين العالميتيين الأولى والثانية .

"الأنسان يدمر نفسه بنفسه"

وبكل أسف نقول أن الأنسان هو المخلوق الوحيد الذى سيدمر نفسه بنفسه، ونحن لا ننكر أبداً وقد بدأنا القرن الحادى والعشرين أن الأنسان حقق تقدماً علمياً فى جميع المجالات، لكن بكل أسف سوف يستخدم ذات التقدم فى هدم الأرض وجعلها خراباً، فالطائرات التى جعلت العالم قرية صغيرة هى التى تحمل القنابل والصوريخ وأسلحة الدمار الشامل .
قال ألبرت أينشتاين أن ثلث العالم سيموتون من الإشعاع الذرى وهذا هو نفس الرقم الذى ذكره الكتاب فى سفر الرؤيا فى معرض أحداث الضيقة العظيمة (رؤيا 9: 18، 16: 19) .
نقول بكل أسف إن الأنسان توصل إلى أسرار الذرة ورفض الموعظة على الجبل (كتاب الموعظة للأخ/ يوسف رياض)، لقد علَّمنا المسيح المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية - وإن كان العالم يتجه إلى الرفاهية والإزدهار ولكن بدون ضمير، فالدفع هو حب السطرة والامتلاك وتحقيق المكاسب والمطامع عن طريق الحروب المدمرة- إنه عالم ملئ بالعلماء والمدمرين .
لم يكن فى مقدور الانسان أن يدمر الأرض كلها على مر التاريخ كله إلا فى هذه الأيام، قديماً كان الأنسان يبدأ الحروب وينهيها، ولكن ليس الأن – فالحروب الآن يبدأها الإنسان ولا يستطيع أن ينهيها.
ولا يزال العالم يتسابق على زيادة التسليح، وأختراع الاسلحة المدمرة وتشجيع الأختراعات الجهنمية، ولا يمكن للعالم أن يهدأ لـه بال، أو أن يعيش فى سلام طالما رئيس السلام مرفوض الرب يسوع المسيح – قال الرب : "رأيت طرقه وسأشفيه وأقوده (الشعب المرتد عن الله)، وأرد تعزيات له ولنائحيه، خالقا ثمر الشفتين . سلام سلام للبعيد والقريب، قال الرب، وسأشفيه . أما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ، وتقذف مياهه حمأة وطينا . ليس سلام، قال إلهي، للأشرار (إشعياء 57: 18-21) .
لقد أتسمت هذه الأيام بالمشاكل، وتوالى الأزمات المحلية والعالمية، وعدم قدرة المسئولين على إيجاد حلول لها- فإذا خرجوا من حفرة يسقطوا فى بالوعــة، لكــن الله الممسك بزمام الأمور لابد فى النهاية أن يتمم مقاصده إنه صاحب القول "لى المشورة والرأى أنا الفهم، لى القدرة. بى تملك الملوك وتقضى العظماء عدلاً. بى تترأس الرؤساء والشرفاء. كل قضاة الأرض" – "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه، حيثما شاء يميله (أم14:8- 16، 21: 1) – يقول الكتاب المقدس أن الشيطان هو رئيس هذا العالم، وهو إله هذا الدهر، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية – من ثم كان شعار العالم البقاء للأقوي، فالدول العظمى تسود وتسيطر على الدول الضعيفة والتابعة، والغني يظلم الفقير، لكن الممسك بزمام الأمور هو الله مدير الكون وخالقه . قال الملك سليمان حكيم الأجيال " إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد، فلا تلرتع من الأمر، لأن فوق العالي عاليا يلاحظ ، والأعلى فوقهما (جامعة 5: 8) .

يقول ميثاق الأمم المتحدة فى مقدمته مشيراً إلى الرغبة فى صيانة البشر لأنفسهم:
نحن الشعب .... "وقد صممنا على إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب"
لكن هل أمكن للأمم المتحدة أن تنقذ العالم من ويلات الحرب! الجواب كلا- والتاريخ خير شاهد لذلك، فالحروب تتزايد كل يوم، وحدة الصراع المسلح والرغبة في امتلاك أسلحة الدمار الشامل تتسع كل يوم بين شعوب العالم وتكاد تغطى الكرة الأرضية بأكملها فى الوقت الذى تتضاءل فيه فرص السلام العالمى.
من أقوال الرب يسوع الرائعة والمطمئنة "لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى ... سلاماً أترك لكم، سلامى أُعطيكم. ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (يو1:14،27) .
لا يوجد شخص يُسكن القلب المضطرب، ويطرد كل مخاوف الإنسان، ويعطى سلاماً حقيقياً غير الرب يسوع المسيح، لقد أكمل العمل على الصليب ليقدم لك سلاماً حقيقيا وغفرانا مدفوع الثمن، إنه يستطيع أن ينقذك من المصير الأبدي المرعب، وأيضا يعفيك من الخطر القادم، الحروب والويلات التي ستنصب على العالم الأثيم – هو يستطيع أن يضمن مستقبلك وأبديتك ويمتعك بالسلام الحقيقى، ويغمرك بمحبته الكاملة التى تطرح كل مخاوفك إلى الخارج . فهل تأتي إليه ؟

أفرايم فخري