![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
|
“مجموعة الأزمات الدولية”: النظام السوري يبدو وكأنه يحفر قبره بيديه
9Share ![]() أشار تقرير بعنوان “الاحتجاجات الشعبية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط (VII ): انتحار النظام السوري على إيقاع بطيء”، وهو الجزء الثاني من تقرير مؤلف من جزءين أعدّته مجموعة الأزمات الدولية، يدرس مقاربة النظام السوري للأزمة، الى أنه “على الرغم من أن النتيجة تبقى غير أكيدة، حيث إن العديد من السوريين لا زالوا يخشون من احتمال انتشار الفوضى والصراع الطائفي في حالة حدوث تغيير مفاجئ، فإن النظام أضرّ بقضيته من خلال ممارسته للقمع الوحشي، واقتراحه لإصلاحات جزئية وتبديد مصداقيته”. وفي هذا الاطار، رأى بيتر هارلينغ، مدير مشروع العراق وسوريا ولبنان في مجموعة الأزمات، أن “النظام في محاولته اللّحاق بمطالب المحتجين، كان دائماً متأخراً خطوة، إن لم يكن عدة خطوات، باقتراح إجراءات كان يمكن أن تلقى صدى لو أنها اقترحت قبل ذلك لكنها تقع على آذان صماء عندما تُطرَح، يكون المتظاهرون قد انتقلوا إلى أمر آخر”، قائلاً “إنهم لا يسعون لإصلاح النظام، بل إلى تغييره”. واعتبر هارلينغ أنه “بزرع النظام للمخاوف من عدم الاستقرار، فإنه يسعى إلى وقف التعبئة الشعبية وردع أعتى منتقديه”، مضيفاً “لكن في حين يبدو أن هذا أحدث الأثر المطلوب على بعض السوريين، فإن جردة الحساب كانت سلبية في مجملها من وجهة نظر السلطات، ولقد خلق أداء الأجهزة الأمنية الوحشي والخاطئ في معظم الأحيان من المشاكل أكثر مما حلّ، حيث إن من شبه المؤكد أن العنف كان السبب الرئيسي وراء تنامي الحركة الاحتجاجية حجماً وراديكالية”. وإذ رأى أن “الوضع قد وصل إلى طريق مسدود فيما يبدو، لكن من الخطأ المراهنة على القدرة في استمرار الوضع الراهن”، أشار هارلينغ الى أن “الظروف الاقتصادية تزداد سوءاً؛ وإذا وصلت إلى نقطة الانكسار، فإن النظام قد ينهار”، لافتاً الى أن “أفراد قوات الأمن، ومعظمهم من العلويين، يعملون أكثر من طاقتهم، ويتلقون رواتب متدنية وهم قلقون على نحو متزايد، وقد يستنتجون أن النظام لا يمكن إنقاذه فينشقون، مما سيسرّع في نهايته”. وعلى هذا الصعيد، أوضح هارلينغ أن “خيارات المجتمع الدولي محدودة، والتدخل العسكري سيكون كارثياً من دون شك، ويمكن أن يتسبب في إشعال حرب أهلية، مما سيحدث مزيداً من عدم الاستقرار وسيكون في صالح نظام طالما صوّر الانتفاضة على أنها مؤامرة خارجية”، معتبراً أن “العقوبات على مسؤولي النظام يمكن أن تكون مفيدة، إلاّ أن المضي فيها إلى أبعد من ذلك واستهداف القطاعات الاقتصادية، التي من شأنها أن تؤذي المواطنين السوريين العاديين، سيحدث أثراً عكسياً”، إلاّ أنه لفت الى أنه “يمكن للإدانة الدولية أن تبقي الأضواء مسلطة على انتهاكات حقوق الإنسان– وربما ردعها، لكن هذا كل ما ستحققه، في وقت يظل فيه عدد من السوريين على الحياد، فإنهم قد يرون في توصّل المجتمع الدولي إلى قرار قبل الأوان بأن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يذهب تدخلاً غير مقبول في شؤونهم”. وتابع هارلينغ: “إذا سقط النظام، سيتوجب على السوريين أن يبدؤوا من الصفر تقريباً، لا يمكن لجيش ضعيف متدني المعنويات أن يكون العمود الفقري لدولة ناشئة”، قائلاً “إن الشرطة فاسدون ولا يحظون بالشعبية، وكذلك النظام القضائي، والأعضاء المنتخبون إلى البرلمان لا يمثلون أحداً، في حين أن المعارضة في المنفى ستظل موضع شك من قبل أولئك الذين ظلوا في الداخل”، معتبراً أنه “رغم أن خطوط التماس العرقية والطائفية عميقة، فإن هذا لن يحكم على البلاد بالوقوع في أتون الحرب الأهلية بالضرورة”، مشدداً على أن “الشعب السوري قد أظهر مقاومة ملفتة للميول الطائفية الانقسامية، متحدياً بذلك نبوءات النظام بالفتنة الطائفية والأسلمة”. وفي سياق متّصل، قال روبرت مالي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات، “لا شك أن ثمة مخاطر كثيرة، لكن إذا كانت الانتفاضات العربية هي حكاية مجتمعات تأخذ مستقبلها بأيديها، فإن الشعب السوري لا يستحق قدراً أقل من الاحترام من أي شعب آخر لحقّه بذلك وقدرته على القيام به”. المصدر: موقع ١٤ اذار
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|