Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2014, 10:20 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,106
افتراضي الإسلام والعنف... قراءة في المرحلة المكية للدعوة المحمدية كتب بواسطة القسم الثقافي ا

الإسلام والعنف... قراءة في المرحلة المكية للدعوة المحمدية

كتب بواسطة القسم الثقافي الثلاثاء, 18 نوفمبر 2008 17:45

لا يصح أن ينصب الأفراد أو الفئات أنفسهم في المواقف السياسية حكاماً غير شرعيين يمزقون الأمة باستخدام العنف
ما من مجتمع يلتزم الوسائل السلمية السياسية سبيلاً للتغيير إلا حققت مسيرته الحضارية النجاح
بين أيدينا كتاب لا تقتصر أهميته على موضوعه، بل تشمل المؤلف الدكتور عبد الحميد أبو سليمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة الرياض وأحد أعلام الفكر الإسلامي المعاصر..
أسس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكان أول رئيس للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، وله العديد من المؤلفات في ا لعلاقات الدولية والفكر الإسلامي.
ولكتاب «العنف وإدارة الصراع السياسي في الفكر الإسلامي» أهمية مضافة ، تتعلق بتوقيت تأليفه ، إذ انتهى المؤلف من تقديم هذه الطبعة في أغسطس 2001 ، أي قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر ببضعة أيام ، فجاءت أفكار المؤلف متحررة من النهج الذرائعي الدفاعي الذي اتسمت به الكتابات التي حاولت تبرئة الإسلام والمسلمين من تهم الإرهاب ، والعنف ، والتطرف.
من زاوية أخرى ، فإن تناول المؤلف للعنف السياسي في الإطار الداخلي للمجتمعات الإسلامية ، خلا من الأساليب التقليدية التي عالجت هذا الموضوع في كتابات مماثلة ، ومع الالتزام بالنص القرآني والنبوي كمرجعية للبحث ، إلا أن جديد هذه الدراسة يتمثل في تسليط الضوء على واقع وتجربة الدعوة الإسلامية فيما عرف بالعهد المكي ، وهي الفترة التي لم تأخذ حقها من الدراسة ، خصوصاً والفقه الإسلامي ، يقول بنسخ عدد من الآيات القرآنية المكية ، بعد ما نزلت آيات مدنية تبدو مناقضة لما نزل على رسول الله ( ص ) في مكة المكرمة
تكامل لا تناقض
ولأنه يدرك خطورة تعميم النسخ على معظم الآيات القرآنية المكية المتعلقة بالقتال ، يقرر الدكتور عبد الحميد أبو سليمان أن التشريعات القرآنية تتكامل ولا تتناقض أو تتناسخ لأنها تشريعات ومبادئ تتعلق بأسس الاجتماع الإنساني في كل زمان ومكان ، وليس تشريعاً وضعياً يتعلق بقوم بعينهم في لحظة بعينها ومكان بعينه ، ولذا ليس من المعقول أن يبيح الإسلام القتال في المدينة ، وقد حرمه في مكة ، دون أن يكون هناك سبب موضوعي وحكمة بالغة يجب الاهتداء إليها .... فما هي حكمة تحريم القتال على المسلمين في مكة ؟
تشكل الإجابة على هذا السؤال المحور الأساسي لهذا البحث، وعليه يطرق المؤلف مختلف زوايا الموضوع، بهدف إقناعنا بوجهة النظر التي توصل إليها... وخلاصة ما وصل إليه هنا أن الطبيعة الداخلية للصراع داخل المجتمع المكي ، هي السبب الذي أملى على الرسول ( ص ) أسلوب الصبر والمقاومة السلمية داخل مجتمع مكة ، التي تربط المسلمين فيه وشائج الرحم ، والانتماء لمجتمع واحد ، ولذا كان الموقف القرآني والنبوي هو الإصرار على الدعوة إلى الحق ، وعدم اللجوء إلى الرد بالعنف مهما تعرض المسلمون للأذى والعدوان من قبل الصفوة الحاكمة القرشية التي بلغ أمرها أذى المسلمين حد الحصار والتعذيب والقتل . مع ملاحظة أن هذا الموقف لم يتغير حتى مع إسلام رجال محاربين وشجعان مثل حمزة بن عبد المطلب ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
وبالمقارنة مع تجربة المدينة التي فرض فيها القتال على المسلمين ، يرى الكاتب أن الموقف في ميدان السياسة الداخلية يختلف عنه في ميدان السياسة الخارجية ، ويترتب على ذلك اختلاف وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وصد العدوان ، ففي الإطار الداخلي للمجتمعات ، من حق الدعاة الأمر بالخير والمعروف والدعوة إلى الإصلاح السياسي شرط إلتزام الوسائل السلمية والدعوة بالحسنى ، وعدم اللجوء إلى أية وسيلة من وسائل القوة والعنف في الرد على المعتدين.
أما إذا وقع العدوان على دعاة الإصلاح أو على حقوق أي فئة من فئات المجتمع من السلطان ورجاله ، فإن الصبر ، والتزام الوسائل السياسية والمدنية في مقاومة الحاكم المستبد هي الوسيلة لتحريك رحم الأمة وأهل الشورى وقادة الرأي فيها الذي يتبعه جمهور الأمة والذي لا يحتاج إلى العنف لردع السلطان الباغي عن غيه والمقاومة السلمية والسياسية كفيلة بتقويض قواعد السلطان وإسقاط نظام حكمه ، فلا طاقة لأي فئة على مواجهة الأمة إذا شرعت راية المقاومة والعصيان.
بين المبدأ والخيار
وإذ يؤكد المؤلف مبدأية الموقف القرآني والنبوي الرافض للعنف في المرحلة المكية ، وبالتالي في كل الظروف المكانية والزمانية المشابهة ، يرى أن موقف العلماء – تحديداً علماء أهل السنة – من مسألة الخروج على الحاكم ، واعتبار ذلك فتنة وأسلوباً مرفوضاً إنما كان أمر خيار اضطروا إليه لا قضية مبدأ التزموا به ,ذلك أن فشل الثورات ومحاولات الخروج على الدولتين الأموية والعباسية أوجبت على العلماء التحول من الثورة والرفض إلى العزلة والمعارضة ، واستنقاذ ما يمكن استنقاذه من أساس الشريعة ومقومات الحياة الإسلامية ودون إراقة مزيد من الدماء.
ونتيجة لهذا الانفصام بين العلماء والسلاطين، اهتمت الفئة الأولى بالجوانب الشخصية للفرد المسلم، وتركت رغماً عنها شؤون الحكم والسلطة للفئة الثانية.
بيد أن الخطورة كانت – وما تزال – في موقف المراوحة في أمر استخدام العنف بين المبدأ والخيار في كافة أنواع الصراعات السياسية والمواجهات الدعوية ، حيث ما زالت الأمة ومجتمعاتها السياسية تعاني منه – في كثير من المواقف – حتى اليوم إضافة إلى ذلك ينبه الدكتور عبد الحميد أبو سليمان إلى مسألتين : ـ
الأولى : إن الدعوة إلى الإصلاح وإن كانت من شؤون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلا أنها تعني أن كافة مواقف التعارض ذات طبيعة واحدة ، وبالتالي فلا يصح أن ينصب الأفراد أو الهيئات أنفسهم في المواقف السياسية حكاماً غير شرعيين يمزقون الأمة باستخدام العنف ، ويجعلون من أنفسهم عصباً سياسية متناحرة باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الثانية : أن على الحاكم أو على الأمة أن تضع حداً بحسب الحال لعدوان الفئة المعتدية : إما بضرب الحاكم علي يد المعتدي أو بكف يد الأمة وقطاعاتها العريضة عن مساندة الحاكم الظالم بالأسلوب المناسب على ما يقتضي الأمر لتضع حداً لعدوانه وظلمه . ولا يمكن أن يفهم إسلامياً ولا من التوجيهات النبوية – يستطرد المؤلف – أنها تأذن أو تسمح أو تسهل مهمة الظلم أو الاستبداد أو اضطهاد الضعفاء أو دعاة الإصلاح في المجتمع ، أو أن تطلق عقال يد العدوان عليهم من قبل أي فئة ولو كان ذلك هو السلطان وما يمكن أن يكون قد ورد من نصوص يقصد منها سد الذرائع أمام المتربصين ودعاة الفتن ، فيجب فهم هذه النصوص على وجهها الصحيح في ضوء ظروفها الزمانية والمكانية.
الهجرة وسيلة للمقاومة
بالإضافة إلى الصبر والمصابرة ، وفي إطار الحديث عن الصراع والتدافع السياسي والديني والإجتماعي، يرى المؤلف أن الهجرة إحدى الوسائل والخيارات للتعامل بين أطراف الصراع وإدارة دفته فيما بينهم والهجرة السياسية أو الدينية هي في جوهرها ترك الوطن إلى بد آخر حين ينتفي أو يضعف الرحم ، أو حين يفوق الاضطهاد والعدوان والصراع طاقة الدعاة والمضطهدين.
ويفرق المؤلف بين نوعين من الهجرة :
الأولى : هجرة فرار ، وهي مطلوبة إسلامياً لمن كان مستضعفا لا رحم يحميه ولا ينتصر له ، وليس له حيله ولا قدر على المقاومة.
الثانية : هجرة ترقب ، وذلك بهدف الخروج من دائرة سطو الظلمة دفعاً للعسف ودرءاً للخسائر وترقباً لمواتاة الأحوال والعودة إلى البلاد في ظروف أفضل لرفع الظلم وانتصار الحق.
والهجرة الإسلامية إجمالاً ليست استسلاماً أو تفريطاً في الحقوق والحريات ، وإنما هي وسيلة من وسائل دفع الظلم وحماية العقيدة وحفظ الحقوق ونصرة المستضعفين حسبما تمليه الظروف ويدعو إليه مقتضى الحال.
وإذ يحذر أبو سليمان من خطورة أخطاء التعامل السائد مع تفجرات العنف السياسي في العالم الإسلامي، فإنه يدعو إلى تظافر جهود المفكرين والعلماء والمثقفين والسياسيين للعمل على بناء منهج تربوي متكامل نقي الثقافة يستدرك الأبعاد التي أهملت في تربية النشء المسلم ، بما في ذلك التربية السياسية ، التي تبني على الالتزام بمبادئ الإسلام في الإخاء والتكامل والعدل والشورى والرفق والحسنى في علاقات المجتمع ، فذلك – بنظر المؤلف – أساس السلم والأمن والازدهار والاستقرار الذي يجب أن يرتكز عليه بناء الأمة ، ويكون منطلق حركتها نحو الاستقرار والإبداع والإعمار. بالإضافة إلى المنهج التربوي يتحدث الكتاب عن الشورى كأساس للاستقرار السلمي في المجتمع المسلم ، كما لا ينسى الحديث عن صراع الحضارات وتدافع الأمم والشعوب ، ويتحدث أيضاً عن الخلط بين التحرير والإرهاب ، مؤكداً في هذا الصدد أن تشويه سمعة جنود التحرير والجهاد لأبناء الشعوب المسلمة ، ضد قوى الإستعمار بإلصاق صفة الإرهاب إليها وإضافة صفة الإسلام إلى تلك الصفة ، إنما تكشف عن النوازع العنصرية لدى هذه القوى الاستعمارية ونوازعها التسلطية الأحادية التي تهدف إلى التسلط الاستعماري والسلب الثقافي والحضاري للأمم الأخرى
خلاصة
وعود على بدء ، فإن حكمة تحريم اللجوء إلى العنف في حل النزاعات السياسية داخل المجتمع المسلم تكمن في أي( أن الإسلام لا يسمح أن تتحول الخلافات والتدافعات والصراعات السياسية إلى فتن سياسية ، فتكبر وتستفحل ، ويصعب حلها والتصدي لها من قبل زعامات الأمة وقادة الرأي فيها).
إن الإصلاح والتغيير الذي يمكث في الأرض لا بد لدعاته من استخدام الوسائل السلمية والصبر عليها. وما من مجتمع يلتزم ضميره الوسائل السلمية السياسية سبيلا ً للإصلاح والتغيير إلا حققت مسيرته الحضارة النجاح.
وهكذا فإن كتاب العنف وإدارة الصراع السياسي في الفكر الإسلامي قد رسم لمشاريع التغيير في المجتمعات الإسلامية خطاً مستقيماً، ليس مفروشاً بالورد، لكن مخاطر السير فيه أقل فداحة من عواقب اللجوء إلى العنف وإراقة الدماء..!
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:15 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke