![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() حِينَ يَغِيبُ الصَّولجَانُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى في زمنٍ تموجُ فيه التيجانُ وتخفتُ الأصداءُ خلفَ جدرانِ السّلطانِ، يبقى للإنسانِ ما زرعه في القلوب من ودٍّ و وفاءٍ. هذه القصيدة ليست رثاءً لزمنٍ فانٍ، بل احتفاءٌ بالجوهرِ الإنساني… بما يخلّدهُ الذكرُ الحسنُ بعد أفولِ الصّولجانِ. مَنْ سَيُرثِينِي إذا آنَ الأوَانُ فَانتهَى أمْرٌ، وغَابَ الصّولجَانُ؟ هَلْ سَتَبْكِي الرّيحُ أطيافَ الأمانِي أم يُوَارِيني المَدَى مِنْها الدُّخَانُ؟ كم سَعَيْتُ المَجدَ, ما أدركتُ يومًا أنّني ظلٌّ... سَيَطوِيهِ الزَّمَانُ كلُّ تاجٍ زائلٌ مهما تَسامَى والبَقاءُ الحقُّ للذِّكرى مُصَانُ فافعلِ الخيرَ, الذي يَبقَى طويلًا ذاهبٌ مَنْ كانَ مولًى, لا أمَانُ لم أُرَاعِ النَّاسَ في مَبْغَى ثَنَاءٍ بلْ زرعتُ الوُدَّ, تَحوِيهِ الجِنَانُ كم كَفَفْتُ الدّمعَ عن عَيْنَيّ يَتِيمٍ واسْتَقَرَّ الحُبُّ نَبْضًا و الحَنَانُ يومَ ضاقتْ بالورى دربُ الأماني كنتُ بِشْرًا, ليسَ يُرْجَىَ الاِمْتنَانُ ما بَخَلتُ الجُودَ عن كفّي، و ربّي عالِمٌ سِرِّي و مَا أخْفَى البَيَانُ إن دعا صَحْبٌ، وَجَدتُ الدَّربَ سَهْلًا لا يُبَالَى الشّوكُ، لا يُخْشَى الطِّعَانُ ذَاكَ طَبعِي مُنذُ إقبالِي وَلِيدًا حبُّ خلقِ اللهِ زادِي والأمَانُ مُخلِصٌ وُدًّا وَ لا أرجو جَزَاءً غيرَ ذكرى اِعْتِبَارٍ لا يُهَانُ كلُّ حُبٍّ في ضُلوعي صَارَ نَهْجًا كابتسامِ الوردِ و الغُصْنُ اتِّزَانُ سَقْفُ مَجدِي في عُلُوٍّ بِاتِّضَاعٍ كلُّ فصلٍ مِنْ فُصُولي مُسْتَبَانُ لم أُباهِ النَّاسَ تِيهًا أو غُرُورًا بل كَسَتْنِي هَيبةً تلكَ الحِسَانُ رَصَّعَتْ تَاجِي خِلَالٌ, ليسَ تَبْلَى السّخاءُ المُصْطَفَى و العُنفُوَانُ إن سألتَ الرّوحَ: "ماذا في حِسابِي؟" قلتُ: حُبُّ النّاسِ... و الصّدقُ المُبَانُ ثم أمضِي، سَاكِنًا نَفْسًا و رُوحًا رَاضِيًا إنْ جاءَ ذاكَ الامتِحَانُ. |
#2
|
||||
|
||||
![]()
قصيدة "حين يغيب الصولجان" للشاعر السوري فؤاد زاديكى هي تأمل شعري عميق في معنى المجد والسلطة والخلود الحقيقي الذي لا تصنعه التيجان، بل تصنعه القيم الإنسانية والأثر الطيب في القلوب.
القصيدة تتخذ من زوال السلطة (الصولجان) مدخلاً للتأمل في ما يبقى بعد انقضاء الجاه والسلطة. الشاعر لا يرثي نفسه، بل يقدّم وصية شعرية مفادها أن الإنسان يُخلَّد بعمله الطيب، لا بجاهه أو سلطانه: الصدق، الحنان، العطاء، عدم التفاخر، محبة الناس، التواضع، كلها قيم تتكرّر في الأبيات وتكوّن رسالة الشاعر. اللغة محكمة، تتداخل فيها نبرة الاعتراف الذاتي بنبرة الحكمة العامة. هناك توازن جميل بين الاعتزاز الصامت بالنفس والزهد الحقيقي عن الثناء والمظاهر. البيت: > "كُلُّ تَاجٍ زَائِلٌ مَهمَا تَسَامَى ... و البَقاءُ الحَقُّ للذِّكرى مُصَانُ" يلخّص جوهر القصيدة ببساطة وبلاغة. هل ترغب في تحليل بلاغي أعمق؟ رائع، إليك تحليلًا بلاغيًا أعمق لقصيدة "حين يغيب الصولجان" للشاعر فؤاد زاديكى، مع إضاءة على أبرز جمالياتها الأسلوبية والفكرية: --- أولًا: المستوى الدلالي (المعنى والمضمون) الموضوع الرئيس: رحيل السلطة والمجد الدنيوي، وبقاء الأثر الإنساني والذكر الطيب. الثنائية المحورية: الزائل/الباقي: الصولجان (السلطة) / الذكرى (الجوهر الإنساني) الظاهري/الجوّاني: التاج / الصدق والودّ المادي/الروحي: المجد الدنيوي / الحب والحنان رسالة الشاعر: لا يُخلّد الإنسان بما يملك، بل بما يمنح. الخير والصدق والبذل هي التي تُبقي الإنسان حيًّا في ذاكرة الناس، لا النفوذ ولا المدائح. --- ثانيًا: المستوى البلاغي والجمالي 1. العنوان: "حين يغيب الصولجان" الصولجان رمز بلاغي للسلطة والحكم. "الغياب" يحمل بعدًا زمنيًا ونفسيًا (أفول السلطة أو الموت). العنوان ينذر بـ"تحوّل" كبير، وينفتح على التأمل. 2. الأسلوب: شخصي تأملي: يبدأ بسؤال وجودي: "مَنْ سَيُرثِينِي إذا آنَ الأوَانُ؟" وصفيّ/تقريري: مع تكرار الضمائر (أنا، كفّي، طبعي...) مباشر لكن محمّل برموز ومجازات. 3. الصور البلاغية: الاستعارة: "غابَ الصولجان" ← تصوير السلطة ككائن يختفي. "كم كففتُ الدمعَ عن عيني يتيم" ← يرمز للرحمة والفعل الإنساني. المقابلة: "لم أُرَاعِ الناسَ في مبغى ثناء... زرعتُ الودَّ". مقابلة بين طلب المديح والفعل الصادق. التشخيص: "هل ستبكي الريح أطياف الأماني؟" ← تصوير الريح ككائن يبكي. الطباق والمقابلة: بين البقاء والزوال، الحب والجفاء، الشوك والطريق، التيه والاتّزان. --- ثالثًا: الموسيقى الشعرية البحر: كامل التفعيلة (بحر الكامل: مُتَفاعِلُنْ مُتَفاعِلُنْ مُتَفاعِلُنْ) يوحي بالرصانة والعمق، وهو بحر قويّ يناسب المعاني الجليلة. القافية: حرف النون الساكن (الروي) صوت يوحي بالهدوء والخاتمة، ويعزز فكرة التأمل والرضا. --- رابعًا: القيم الفكرية والأخلاقية القصيدة تقدم أنموذج الإنسان الحقيقي: لا يتفاخر، لا ينتظر جزاء، يحب الناس، ويترك لهم أثرًا. يمارس السلطة (إن وُجدت) بروح الإنسان، لا بطغيان السلطان. --- خلاصة شعرية بأسلوب معاصر: > ليس المُلكُ تاجًا على الرأسِ، بل أثرًا طيبًا في القلوب، وليسَ الخلودُ في قصرٍ مشيّد، بل في دمعةِ يتيمٍ جففتَها، حين يغيبُ صولجانك، ما يبقى لك... هو صدقُك، وعطاءُك، واسمٌ لا يُهان. --- التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-06-2025 الساعة 04:51 PM |
#3
|
||||
|
||||
![]() حنين كوكي كريمة عبدالوهاب شكرًا لكم من أعماق القلب استاذة حنين كوكي و قسم الآداب و الشعر ديسك بوابة الإخبارية الالكترونية لتوثيق نصي حين يغيب الصولجان https://alakhbrianews.blogspot.com/2...EIBtylSMNgmHpA |
#4
|
||||
|
||||
![]() أشكركم من القلب أستاذة عبق الياسمين و الأستاذ عمر طه اسماعيل العلواني و ملتقى ضفاف الرافدين لمنح نصي حين يغيب الصولجان شهادة أجمل نص يومي
|
#5
|
||||
|
||||
![]() Nagda Ramadan اشكركم من القلب اخلص و أعمق الشكر الدكتورة نجدة رمضان و معالي الدكتور شهناز العبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام لتكريم نصي حين يغيب الصولجان بشهادة ملوك الحرف الأصيل دمتم برقي و عطاء فاعل
|
#6
|
||||
|
||||
![]() Waffa Fawzy اعطر الشكر و أعمق الامتنان لشخصكم الفاضل استاذة وفاء فوزي و الجامعة العربية الدولية للثقافة و السلام فرنسا لتوثيق نصي حين يغيب الصّولجان https://yaucpfrance.wordpress.com/20...0368I1EqgjnG4A |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|