![]() |
Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
مشاركتي على برنامج ماذا لو و فقرة لك مكان في قلبي لا يعرفه أحد من إعداد و تقديم الدكتورة سيليا علي و إشراف الدكتورة شهناز العبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام
ماذا لو لكَ في قلبي مكانٌ لا يَعرفُهُ أحدٌ؟ بقلم: فؤاد زاديكى ماذا لو لَكَ في قَلبي مَكانٌ لا يَعرِفُهُ أَحَدٌ؟ مَكانٌ خَفِيٌّ كَمَغارَةٍ في جَبَلِ الأَسرارِ، لا يَصِلُ إليها نُورٌ، و لا يَسْمَعُ فيها صَوتٌ، سِوى صَدى اسمِكَ الّذي يُردِّدُهُ الوَجعُ فِي السُّكونِ. ماذا لَو أنِّي خبَأتُكَ في زاوِيَةٍ مِن زَوايا الرُّوحِ، لا تَطؤُها خُطى العابِرينَ، و لا تَعرفُ طَريقَها الذُّكرياتُ المُستَهلَكَةُ؟ أَتَراكَ كُنتَ سَتَشعُرُ بي؟ أَتَراكَ سَتَفهَمُ لِماذا أَصمُتُ عِندَما يَذكُرونَ اسمَكَ؟ إِنِّي أُخفيكَ، لا ضَعفًا، بَل حُبًّا يَستَحي مِن الضَّوءِ، حُبًّا نَما في الظِّلِّ كَزَهرَةٍ بَريَّةٍ، تَخافُ أن يَقطِفَها أَحدٌ. لَكَ في قَلبي مَقامٌ مُقَدَّسٌ، لا يَدخُلُهُ سِوى الطُّهرِ، و لا يَراهُ أَحدٌ، حَتّى أَنتَ. ما أَغرَبَ أَن تَحمِلَ في داخِلِكَ مَن لا يَعلَمُ بوجودِهِ! أَحتَفِظُ بِكَ كَأَغنِيَةٍ قَديمَةٍ لَن أُعيدَ سَماعَها، لأَنَّ لَحنَها يُربِكني، و كلماتِها تُبكيني. أَشتاقُ إِليكَ كَمَن يَشتاقُ لِمكانٍ لَم يَزُرهُ قَطُّ، لكِنَّهُ يَشعُرُ أَنَّهُ يَعرِفُهُ بِكُلِّ جَوارِحِهِ. وَ لكِن، ماذا لَو عَرَفتَ؟ ماذا لَو انكَشَفَتِ الخَفَايَا؟ هَل كُنتَ سَتَبتَسِمُ رِضاءً، أَم تَلتَفِتُ مُستَغرِبًا، ثُمَّ تَرحَل؟ إِنِّي لا أَطلُبُ شَيئًا، لا اعتِرافًا، و لا وَعدًا، و لا حتّى نَظرةً. كُلُّ ما أُريدُهُ أَن تَبقَى هُناك، في ذلِكَ المَكانِ الصَّغيرِ، كَنُقطَةِ ضَوءٍ تُنيرُ عَتمَتي. فَفي زِحامِ العُمرِ، نَحتاجُ أَن نَحتفِظَ بِشَيءٍ لا يُشارِكُنا فيهِ أَحدٌ، حَتّى الحُلم. و أَنتَ يا مَن لا تَعرِفُ، لَكَ في قَلبي سِرٌّ، و سِرُّ القَلبِ لا يُقال. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 18-05-2025 الساعة 11:12 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|