![]() |
Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
مشاركتي على برنامج الوفاء في العلاقات من إعداد و تقديم الأستاذة سميرة علاونة في ملتقى نبض الروح للشعر و الأدب العربي
🌿 الوفاء في العلاقات الإنسانية 🌿 يُعَدُّ الوفاءُ مِنْ أَجْمَلِ الخَلَاقَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَ الأَخْلَاقِيَّةِ، الَّتِي تَبْنِي العَلَاقَاتِ الإِنسَانِيَّةَ وَ تُثَبِّتُهَا. فَهُوَ سِرُّ الدِّيمُومَةِ فِي الصَّدَاقَةِ وَ الحُبِّ وَ المَعَامَلَاتِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ. يَتَجَلَّى الوَفَاءُ فِي الصِّدْقِ وَ الإِخْلَاصِ وَ حِفْظِ العَهْدِ وَ تَفَاعُلِ الأَفْرَادِ مَعَ بَعْضِهِم بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَ قَلْبٍ مُتَوَاصِلٍ. إِنَّ الشَّخْصَ، الَّذِي يَمْتَلِكُ وَفَاءً حَقِيقِيًّا يَكُونُ مَوْثُوقًا بِهِ فِي كُلِّ مَجَالٍ مِنْ حَيَاتِهِ، فَيَكْسِبُ الثِّقَةَ وَ الاحْتِرَامَ مِنَ النَّاسِ حَوْلَهُ. يُسَاعِدُ الوَفَاءُ فِي تَعْزِيزِ رَوَابِطِ الصِّدَاقَةِ وَ الزَّوَاجِ وَ الشَّرِكَاتِ وَ كُلِّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ التَّوَاصُلِ الإِنسَانِيِّ. وَ لِلْوَفَاءِ أَثَرٌ إِيجَابِيٌّ عَلَى النَّفْسِ، فَهُوَ يُشْعِرُ الشَّخْصَ بِالأَمَانِ وَ الاِسْتِقْرَارِ وَ الرِّضَا النَّفْسِيِّ. إِذَا وَافَى الأَفْرَادُ بَعْضَهُمْ البَعْضَ، يَنْشَأُ جَوٌّ مِنَ التَّقَارُبِ وَ الاحْتِرَامِ وَ التَّقَدِيرِ، وَ يُحَفِّزُ كُلَّ شَخْصٍ عَلَى تَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّةِ وَ الالتِزَامِ بِعَهْدِهِ. أَمَّا سَلْبِيَّاتُ عَدَمِ الوَفَاءِ فَتَكْمُنُ فِي فَسَادِ العَلَاقَاتِ وَ انْتِشَارِ الخِيانَةِ وَ النَّقْضِ. فَالشَّخْصُ، الَّذِي يَفْشَلُ فِي الوَفَاءِ يُفَقِّدُ المَحِبِّينَ وَ الصَّدِيقَةَ وَ يَفْقِدُ الثِّقَةَ وَ الاحْتِرَامَ. وَ يَسْتَغِلُّ البَعْضُ غِيَابَ الوَفَاءِ لِلتَّلاَعُبِ وَ الاسْتِئْثَارِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى صِرَاعٍ وَ تَفَكُّكٍ فِي المُجْتَمَعِ. إِنَّ الإِخْلَاصَ وَ الوفاءَ فِي الكَلِمَةِ وَ الفِعْلِ يُنَمِّي القِيَمَ الإِنسَانِيَّةَ وَ يُحَسِّنُ مِنْ جَوِّ التَّوَاصُلِ بَيْنَ النَّاسِ. فَالشَّخْصُ الوَفِيّ يَكْسِبُ المَحَبَّةَ وَ الاحْتِرَامَ، وَ يُشْعِرُ مِنْ حَوْلَهُ بِالثِّقَةِ وَ الاطْمِئْنَانِ. وَ يَكُونُ الوَفَاءُ أَيْضًا وَسِيلَةً لِتَحْقِيقِ النَّجَاحِ فِي المُجْتَمَعِ وَ الْعَمَلِ، فَالشَّخْصُ، الَّذِي يَحْفَظُ عَهْدَهُ وَ يُوَافِي بَعْدَ وُعُودِهِ يُكْسِبُ سُمْعَةً طَيِّبَةً وَ يَحْفَزُ غَيْرَهُ عَلَى الاقْتِدَاءِ بِهِ. إِنَّ كُلَّ عِلْمٍ وَ خِبْرَةٍ وَ تَجْرِبَةٍ تَتَطَلَّبُ وَفَاءً وَ أَمَانَةً فِي النَّقْلِ وَ التَّطْبِيقِ، فَإِنْ غَابَ الوَفَاءُ، تَضْيَعُ المَسَاعِي وَ تَتَعَرَّضُ النَّفُوسُ لِلخِذْلَانِ وَ الْخِيَانَةِ. وَ لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى وَفَائِهِ، وَ يُدْرِكَ أَنَّ الوفاءَ يَبْنِي الثِّقَةَ وَ يُحَافِظُ عَلَى الرَّوَابِطِ، وَ يُثَبِّتُ القِيَمَ الإِنسَانِيَّةَ فِي المُجْتَمَعِ. إِنَّ العَالَمَ، الَّذِي يَخْلُو مِنَ الوَفَاءِ يَكُونُ مَشْحُونًا بِالخِذْلَانِ وَ النِّقَاضِ وَ فُقْدَانِ الثِّقَةِ، وَ هَذَا يُؤَدِّي إِلَى انْقِطَاعِ الرَّوَابِطِ وَ تَفَكُّكِ المُجْتَمَعِ. لِذَلِكَ، يَجِبُ أَنْ نَسْتَوْعِبَ أَنَّ الوفاءَ فِي الكَلِمَةِ وَ الفِعْلِ هُوَ سِرُّ النَّجَاحِ وَ سَلَامَةِ القَلْبِ وَ ثِقَةِ النَّاسِ بِنَا. إِذَا وَافَى الشَّخْصُ وَ صَدَقَ فِي عَهْدِهِ، يَكُونُ قُدْوَةً وَ نَمُوذَجًا يُحَفِّزُ غَيْرَهُ عَلَى التَّقْوَى وَ الإِخْلَاصِ، وَ يَبْنِي جَوًّا مِنَ التَّرَاحُمِ وَ التَّعَاوُنِ وَ الاحْتِرَامِ. وَ فِي النِّهَايَةِ، يَبْقَى الوفاءُ رَكِيزَةً أَسَاسِيَّةً لِكُلِّ عَلاقَةٍ صَحِيحَةٍ وَ مُتَوَاصِلَةٍ، وَ يُسَاعِدُ عَلَى تَثْبِيتِ القِيَمِ وَ نَشْرِ الثِّقَةِ وَ الأَمَانِ فِي المُجْتَمَعِ. بقلم: الشاعر فؤاد زاديكى |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|