شعر لصبري مسعود و ردي عليه حول أوضاع المغتربين و همومهم الحياتية

[fouadzadieke]

لدى متابعتي لمتصفّح الصديق الشاعر الراقي (صبري مسعود) لفتَ انتباهي شعرٌ له حول أوضاع المغتربين و طريقة تفكيرهم و الهموم التي تغلب على رؤاهم كتطلّعات, و رغبت في أن أقوم بردّ شعريّ على شعره الجميل من أجل أن يستمتع عشّاق الكلمة الجميلة بلحظات من المتعة و التسلية و هم يعيشون لحظات من أوقاتهم في روضة الشّعر و الأدب مع الحرف الراقي و الفكر المنفتح, فتحية كبيرة للشاعر القدير الأستاذ صبري مسعود و الذي كانت قصيدته مصدر إلهام ردّي هذا عليه و شكرا لحسن متابعتكم.

شعر الأستاذ صبري مسعود

في الغربِ نحيا رفاهً دونما تَعَبِ
والمالُ نَجْنيهِ مثل الفحمِ والحطبِ
فالبعضُ منهمكُ في السَعْي والعملِ
مِنْ كِثْرةِ الجِهْدِ قدْ أُصيبَ بالعطبِ
والبعضُ لا عملُ له وقد سَءِمَ
كِثْرِ الجلوس فيقضي الوقتَ في اللَعِبِ
أمُا العلاقة بالأهل فقد فَتُرَتْ
وحلَّ محلّ الصديق طامة الكربِ
تشرذمٌ وانقسامٌ فرقةٌ، ويحنا
أصاب كل مهاجرٍ ومغترب ِ
شيء وحيد وقد ظلّ يُراودنا
جمع النقود ولا أدري ويا عجبي
فالمالُ وحده صار لنا هدفا
وكلّ شيء نسينا دونما سببِ
حتّى الثقافة ما عادتْ تُناسبنا
ولا العلوم ولا قرآءة الكتبِ
ما عاد مقياسنا للناس أخلاقهمْ
ولا شهاداتهمْ أو رِفْعة النسبِ
فلا العلوم ولا الفنون تعجبنا
ولا قيمةٌ للثقافة وللأدب
ميزاننا أصبح الدولار واليورو
صار القياس بما نجني مِنْ الذهب
سحقاً لدهرٍ أتى بالمال يحكمنا
أمّا الفضائل فقدْ صُفّتْ على جَنْبِ

ردّي الشّعري على قصيدته

فؤاد زاديكى

إنّي قرأتُكَ في شعرٍ و في أدَبِ ... و الشّعرُ يبعثُ يا (صبري) إلى سَبَبِ

فيهِ المهارةُ إنْ شئنا نُهَذِّبُهُ ... فَهْوَ المُحَدِّثُ و الدّاعي إلى الطَربِ

حرفٌ تألّقَ في وصفٍ لمشكلةِ ... عانينا منها و صارتْ مَبْعثَ الكَرَبِ

إنّي اشْتَغْلتُ عزيزي, لم أَعِشْ كَسَلًا ... حتّى تآكَلَ ظهري و انحنتْ رُكَبِي

هذي حياةٌ و إنّا في مواجهةٍ ... و السّعيُ يجهَدُ للمرغوبِ و الطّلَبِ

حتّى نُؤسِّسَ في علمٍ و معرفةٍ ... مِنّا البناءَ و هذا يأتي بالتّعبِ

فالمالُ يُنشَدُ للحاجاتِ مَقصدُهُ ... في غيرِ ذلكَ عبءٌ عندَ مُنْقَلَبِ

نَجمُ المعارفِ ليسَ المالُ يرفعُهُ... أو يُكْرَمُ العقلُ بالأحسابِ و النّسَبِ

قد صار (غوغلُ) معروفًا بثروتِهِ ... إذ باتَ يُغنيَ عنْ معلومةِ الكتُبِ

إنّي أعلٍّقُ آمالًا على فِكَرٍ ... عاشتْ تنادمُ أفكاري كَمُغْتَرِبِ

إنّ الثقافةَ للإنسانِ بوصلةٌ ... فيها الأمانُ متى الأنواءُ تَقْتَرِبِ

إنّا نجاهدُ في عزمٍ و معرفةٍ ... منْ أجلِ راحةِ تفكيرٍ و يا عَجَبِي

مِمّنْ يُفَكِّرُ أنّ المالَ يرفعُهُ ... هذه النّصيحةُ قد تُغني عنِ الذّهَبِ

إنّ الحياةَ جهادٌ ظلَّ يدفَعُنا ... نحوَ التفاعلِ لا للّهو و اللّعِبِ.

في الغربِ نشعرُ بالإنسانِ, قيمتِهِ ... و العكسُ يظهرُ في منظومةِ العَرَبِ.