Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
في هدأة من الليل
في هدأة من الليل في هدأة من الليل
في خشوع الظلمة لم يجد النوم إلى عيني سبيلا كان الأرقُ ثقيلا وكان الضّيق بديلا والحزنُ كفيلا والوقعُ وبيلا في هدأة من ليل السكون انفلقت آمالي طارت بعيدة عنّي! حلّقت في فضاءات من التمرّد في معابر البحث عن حبّات العقد المنفرط. انفرطت حبّاته تناثرت بعيداً عن عقدها المتناسق تبعثرت في جميع الجهات توزّعت في معظم الاتجاهات وسقط الحبل الذي يشدّها ارتخى لم يعد بالمقدور جمعها كما كانت لم يعد بالإمكان التمتّع بوحدتها المتناسقة بجمالها الذي يسبّح خالقه. كان العقد وحدة واحدة موحّدة متوحّداً تناثر على أرصفة الدرب تشرذم في قلوب الناس تآكل جماله الروحي صار معزولا غدا ضعيفاً أمسى بائساً بات متخاصماً. أين تناسقه القديم؟ أين محاسنه المضيئة؟ أين أغانيه الباعثة على الفرح؟ أين كلّ هذا؟ صار الخلاف بين حبّاتها عليلا لم يعد التجانس جميلا ولم يبق التفاهمُ مثيلا بل صار هزيلا. صارت الفرقةُ صارت الوحشةُ والاغتراب صار التشتّت والضياع. بحثتْ كلّ حبّة عن أختها عن أصول فروعها عن معاني وجودها عن جلال خلودها. وبعد بحث مضنٍ وبعد حزنٍ مؤلم أيقنت كلّ حبّة أنّها لن تقوى على التكامل لن تسعى إلى صريح التعامل لن تقبل بوحدة الفرامل فشمتتْ بها العوازل وقرض سمعتها التحامل. صار لكلّ معمل ربّ تعدّدت الأرباب تعقّدت الأسباب وأطنب الإعراب واستطاب الإغراب وكان لا بدّ من العقاب! عقاب صار في قديم الزمان عقاب أكل من جناح الإنسان عقابٌ أثقل كاهل الأزمان. أيتّها الحبّات المتقاطرة والمقنطرةُ على أبراج وهم مصطنع لم تكن لمبدعه الأصليّ أيّة رغبة في كينونته وفي صيرورته! إلى متى يبقى حبلك مقطوعا؟ ويظلّ بابك مشرعاً مقروعا؟ ويبقى الصوت كاتماً ممنوعا؟ صغارُ الحبّات تهتفُ من وجعها تعرب عن أسفها وعن ألمها تحاول التعالي على جراحها لكنّ هذه الجراح تتجدّد كلّ يوم وتصبح أكثر جراحات وأكثر بدعات وأعمق ضياعات. كنت سبحة واحدة كنت حبّة مترابطة صرت مفرّقة متفرّقة معقّدة. إلى متى؟ إلى متى؟ يسألُ الهواءُ! ويصرخُ الماءُ! وتبكي الريحُ والسماءُ! إلى متى؟ ولماذا؟ تغبرّ وجوهنا تسودّ حظوظنا تتعثّر جهودنا تكبرُ مصائبنا وتقلّ أمانينا. على غرار تلك الأمنية التي غادرت دفّات صدري بعدما عبثتْ بخصلات صبري بحثتْ طويلا عن عقدها! لم تجده لم تشأ أن تجده لم ترغب في أن تنضمّ إلى أخواتها من الأماني الأخرى! لذا بقيت كلّ حبّة تنعي واقعها تبكي (مراجعها)!!! تنادي صانعها وهي تقول وتهتف لماذا؟ وإلى متى؟ أما حان الوقتُ بعد؟ أما آن الزمان؟ أما لانت عريكة الفرسان؟ كلّ فارس يرغب أن يستمرّ في هذا التناحر أن يدوم له هذا التنافر لأنه الفارس الخاسر سلاطينُ كثيرة صولجانات متعدّدة فرسانٌ كثرٌ وساحة المعركة خالية خاوية ويصير الدنوّ من الهاوية لماذا كنت حبة عطر منسكبة على صفحة المحبة وعلى خدود الوفاء؟ وصرت اليوم دمعة حزن تسكب على جبين عارنا وتزيد من أوارنا وتقتل منّا صغارنا؟ كيف وصلت إلى هذه الورطة؟ وإلى متى ستظلّ دموع صغارك تخرج من قلوبهم لتنادي عليك وتدعوك لأن تعودي كما كنت في البدء واحدة... موحّدة ... متّحدة؟ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-07-2008 الساعة 09:04 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|