Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
هل هذا جهلٌ أم تبعيةٌ عمياء؟ بقلم: فؤاد زاديكه
هل هذا جهلٌ أم تبعيةٌ عمياء؟ بقلم: فؤاد زاديكه بكل أسف هناك أنواعٌ من البشر تعيش على هامش الحياة, لا تستطعمُ فيها إلا كلّ فاسدٍ آسنٍ, و هي تغرقُ في حياة وهم ضائع لا يألو على هدف و لا يفهمُ من واقع ما هو عليه أمراً. و عندما تصدمه بحقيقة واقعه الضائع, و الذي صار يعتبره من مخلّفات الماضي, علماً أنّه يعيش هذا الواقع اليومي المرير, يفاجئكَ بدفاع باهت ضعيف لا حول له و لا قوة, و تطير عن محيط فكره و عقله كل الأمور التي تصبّ في خانة العقلانية. إنّه وضع محزنٌ بائس و أمرٌ مضحكٌ مقرف.
عندما حاول صديقي أن ينير طريق صديقه التائه في بحر اللاوعي و اللاشعور, بتنبيهه من مغبّة الاستمرار فيما هو عليه من حالة يأس و لا مبالاة ضارباً عرض الحائط مصالح أسرته و زوجته, لكونه وقع في فكّ كمّاشة لأنثى أفعى لا تحترم من قيم الحياة قيمة و لا تحمل من معاني الإنسانية ذرّة, هاج عليه و كعادته التي باتت مألوفة لكل من يعرفه, فساق المبرّرات التافهة للهروب من هذا المأزق الذي أوقع نفسه فيه بحيلة من تلك الأفعى التي غرست سمومها في جسد إرادته فشلّت لديه جميع طاقات الفكر الواعي فصار عابداً و تابعاً و ضعيف الإرادة. إنّ هذه الحماقة التي يمارسها و هذا الاستغلال لمشاعر زوجته الفاضلة و الانسانة الطيّبة التي تحمّلت منه الكثير, تحزّ في نفس كلّ من عرفه إنسانا طيّبا و محبّاً لكنّ معايير القيم لا تستمرّ على وتيرة فاضلة في كل الأوقات متى هبّت عليها رياح تشاء أن تقتلعها من جذورها القويّة. إنّها مأساة تتكرّر اليوم على نحو آخر هذه المرّة و كأن للوراثة دوراً حتى في مثل هذه الأمور. لقد دفع ذلك الآخر الكثير و الكثير من المتاعب و الألم و الفقر و الضياع نتيجة اللهث وراء تلك النزوات الآنية التي لم يكن لها طائل فهو خسر محبة مَن حوله كما أنّه خسر نفسه. لم تُفده ملذات الحياة و طيّباتها فدفع الثمن باهظاً كبيراً و مكلفاً! عندما لم يجد هذا الرجل من وسيلة للدفاع عن نفسه سوى التبرير و التبرير و التبرير غير المبرّر و غير المقبول وقف و كمن يخرج سرّاً كبيراً من أعماق نفسه و يزيل حجراً ثقيلاً عن روحه التي تعاني القهر و الضعف و الحيرة, قال لصديقه: إنّك تفعل هذا لأنّك تغار منيّ! يا لها من حماقة! و يا له من جهل! إذ كيف لهذا الصديق الناصح و المحبّ أن يغار منه و ممّن ساقته في طريق حبائلها فريسة سهلة في وقت زوجة هذا الصديق هي: أكثر جمالاً أكثرُ خُلقاً أكثر أدباً أكثرُ علماً و معرفة أكثر احتراماً بين معارفها أكثر إخلاصاً لبيتها و زوجها أكثر حكمةً و تعقّلاً. و بالمختصر المفيد فإنّه لا يوجد أي مجال لأية مقارنة فأين الثرى من الثريّا؟ و هل هناك إمكانية مقارنة بين امرأة فاضلة, محبّة, مخلصة, أمينة و بين أخرى لا توجد فيها أيّة صفة من هذه الصفات؟ لكن ربّما أراد هذا الرجل التعويض لما يشعره بقرارة نفسه ممّا لديه من عدم رضا عن حياته الزوجية. فهل يندرج هذا تحت خانة الجهل؟ أم التبعيّة العمياء التي شلّت لديه كلّ إرادة على مثال: القرد في عين أمّه غزال؟ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-07-2008 الساعة 02:01 PM |
#2
|
|||
|
|||
hi
انا لا اعرف عن اي موضوع واي من الاشخاص طرفا .. لكن في قول مهم يشير الى استحالة تقويم الجاهل الى الطريق الصحيح( لكل داء دواء الا الاحمق اعيا من يداويها)وتحياتي الى اخي فؤاد
|
#3
|
||||
|
||||
أخي يوسف الموضوع عام يتناول شأن الرجل الجاهل الذي لا يدرك مصلحته و لا يعرف كيف يتصرف، و أنت تعلم أن مجتمعاتنا مليئة بمثل هؤلاء. أشكر لك مرورك و توقيعك الجميل.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|