Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
ردّي على منشور أحد الأصدقاء حول علاقة الأكراد بالنّظام السوري و التقارب السوري التّرك
ردّي على منشور أحد الأصدقاء حول علاقة الأكراد بالنّظام السوري و التقارب السوري التّركي الأخير:
عندما نقول كلمة الحقّ يثور علينا بعض الجهلة. إنّ كلّ هذه السنوات التي صارت قيادة محافظة الحسكة إلى يد الكرد لم يتمكّنوا من كسب عطف و تأييد الآخرين لهم أي العرب و السريان و الأرمن و الآشوريين و غيرهم و رأينا الكثير من الممارسات التي قام بها الكرد من اعتقالات في صفوف الآخرين زادت من خلالها النقمة عليهم, فهم لم يختلفوا كثيرًا بأساليبهم وممارساتهم عن النّظام السّوري, فيما يخصّ تشديد القبضة الأمنية و لهذا فأنا على يقين أنّ كلّ مَنْ هو غير كردي هنا في محافظة الحسكة وكلّ المناطق التي يسيطر عليها الكرد ويحتلونها, يودُّ أن ينتهي هذا الوضع و يخلصوا من قبضة الكرد بأسرع وقت ممكن بسبب العداوات المستمرة سواءً الفعليّة أو المعنويّة, التي قام بها الكرد تجاه سكان المنطقة بما فيها تغيير أسماء المدارس و القرى و البلدان بتكريدها كما فعل العرب من قبل و الأتراك كذلك. أمّا بخصوص التقارب التركي مع النظام السوري فالنظامان في سوريا وتركيا مجرمان بحق شعبيهما, و هناك قواسم مشتركة كثيرة تجعلهما يلتقيان و كذلك مصالح خاصّة لكلّ من النظامين و ليس البلدين فلا بشار يهتم بمصلحة الشعب السوري و لا أردوغان بمصلحة الشعب التركي كلاهما وجهان لعملة واحدة هي الدكتاتورية و نظام البطش و القمع و الإجرام الخ... وهناك انتخابات قادمة بالنسبة لأردوغان الذي فقد الكثير من شعبيّته لقاء تدخّله في شؤون دول أخرى و كذلك في التضيّيق على المعارضة التّركيّة. هناك من لا يثق بالامريكيين أو الفرنسيين على أنّهما سيبقيان إلى ما لا نهاية إلى جانب الشعب الكردي لحمايته والدّفاع عنه, هذه النظرية صحيحة إلى حدٍّ ما فالسياسة تتبدّل خاصّة لدى الدول العظمى بحسب مصالحها, فأنا شخصيّا لا أعتقد بأنّ للكرد أيّ مستقبل أو إمكانيّة لإنشاء دولة كرديّة في محافظة الحسكة على غرار شمال العراق لأنّ أكثر ما ثبّت أركان الدولة الكردية في شمال العراق هو الدّعم الاسرائيلي للكرد حتى أنّ مئات العائلات اليهودية التي كانت هاجرت من العراق عادت للسكن في شمال العراق و تشتري الأراضي و تقيم المشاريع. هناك أمور تسير في الخفاء و حين نشير إليها يحصل زلزال من قبل بعض الذين يضحكون على أنفسهم و على غيرهم. نحن ليست لنا عدواة مع الكرد لكنّنا نقيّم الوضع كما نراه من وجهة نظرنا وقد تصيب أو تُخطيء لكنْ لنا كلّ الحقّ في أن نعطي رأينا في موضوع هامّ وخطير كهذا يمسّ مصالح أبناء شعبنا الذي عاش في هذه المنطقة عقودًا طويلةً من الزّمن إلى جانب الآخرين من مختلف القوميّات و الدّيانات و المذاهب. إنّ حلم الأكراد في قيام كيان سياسي مستقلّ لهم في سوريا أو تركيا أو إيران هو من المستحيل أقول هذا عن دراية و خبرة و معرفة فلا يزايدنَّ أحدٌ علينا ليبيعنا وطنيّات أو انفعالات قوميّة لا طائلَ منها, فبالعقل و المنطق يمكن فهم هذا و ليس بالفوران و الغضب و التّهجم على صاحب فكرة منطقية و وجهة نظر واقعية. لاتهامه بما يطيب ويحلو لهؤلاء. لن يكون لا اليوم و لا غدًا ولا بعد غد أيّ مستقبل لإنشاء دولة كردية على الأراضي السورية و عندما تستقرُّ الأمور في سوريا ويشعر نظام الأسد ببعض الرّاحة فإنّ خطوة النظام السوري القادمة ستكون القضاء على محاولات الكرد بهذا الخصوص, وإعادة بسط سيطرته الميدانيّة على جميع الأراضي التي تقع اليوم تحت سيطرة الكرد حاليًّا, فلا إيران ولا سوريّا ولا تركيا تقبل بأن تخلق لها بؤرة خطر في خاصرتها, لأنّ قيام مثل هذه الدّولة سيكون خراب لهذه الدّول الثّلاث. لهذا نقول للإخوة الكرد لا تمارسوا أساليب مَن سبقكم من الأنظمة الشّموليّة بحق شعوب المنطقة كما فعل نظام صدّام والأسد و غيرهما, تعاملوا مع الآخرين بمحبة و عدالة و مساواة دون تمييز قومي أو عرقي أو طائفي, بهذا ستكسبون ودّ الآخرين و تعاطفهم و تعاونهم وبالتّالي محبّتهم و ثقتهم, ولا تغضبوا مِنّا عندما نقول كلمة الحقّ فقولها هو لصالحكم أولّا قبل غيركم. بقلم الشّاعر السّوري فؤاد زاديكى |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|