بقلم/ فؤاد زاديكى
أعْصَبْتُ عينيَّ كي لا أُكحّلَ بصري بمرأى خيبتي وهي تنبسط متدحرجةً ومتهاوية إلى درك مأساة عصفتْ بكلّ جميل كان بيننا وذهبتْ برؤى طيفٍ حالم هيأ جناحيه ليحلّق بطموحات رغبتنا إلى آفاق السعادة والهناء.
أعْصَبْتُ عينيَّ حتى لا أُحسَّ بمرارةِ هذه الخيبة وحُزن هذه الكارثة وهي تَعصفُ بأشياءَ خِلناها أملًا وزرعناها بنفسجًا وريحانًا لكنَّ كلّ ذلك هوى إلى الحضيض وغرق في وحول الغدر والخديعة ولم يتورّعْ عن مدّ أخطبوط أصابعه ليخنقَ كلَّ امتدادٍ لروحِ التوثُّب وإشراقةٍ لومضةِ أملٍ واعد.
لماذا حصل هذا؟ هل أسألكِ؟ أم أسألُ نفسي؟ أم أسألُنا معًا؟ أعرف أنّ كلينا لا ذنبَ لهُ في الذي حصل! فقسوةُ مطارق العُرف والعادة والتقليد السائد المتهاوية على رأس كلّ دِعَةِ آمالنا بكلِّ جميل فيها، تركت تلك النَّدبات على صفاءِ هذه الدِّعَة فلم يعدْ بمقدورنا تَجاوزُ ما تمّ تحطيمُه فتراكماتُ أطلالِ الأسى وبقايا الأنين ستظلُّ شاهِدَ عيانٍ على ولادةِ حبٍّ ولد وماتَ في آن معًا!