Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
يا وطني. شعر: فؤاد زاديكه
يا وطني يا وطني!
هل أنت الوطن؟ هل أنت لنا وطن؟ الوطنُ مفهومٌ نظريٌّ أم حياةٌ عمليّةٌ و حقوقٌ إنسانيّةٌ و ممارسةٌ أخلاقيّةٌ؟ هل الوطنُ لغةٌ تنفردُ بالمفردات المُشبعةِ بالأحلام الورديّةِ، أم هو لغةٌ حيّةٌ ناطقةٌ بالرحمةِ، و معبّرةٌ عن حنانِ الحضن؟ هل الوطنُ سلعةٌ يبيعُها فردٌ، ليشتريها آخرُ؟ هل الوطنُ صكُّ امتلاكٍ، و سندُ تملّكٍ، و رُخصةُ ابتزاز؟ هل الوطنُ صندوقُ حلوى، أو بائعٌ متجوّلٌ أنهكته الانتماءات، و مرّضتهُ الانقسامات، و أفجعته وسائلُ الاستعباد الوضيعة؟ هل الوطن حذاء يلبسه فريدٌ و زيدٌ و عمرُ ليدوسوا به على جمجمةِ سعيد أو جميلٍ، أو منير؟ هل الوطنُ صنبورُ ماءٍ يتحكّمُ به عاملُ بلديّةِ أو تاجرُ أحذيةٍ، أو مرافقٌ لزعيمٍ أو قائدٍ أو وزير؟ هل الوطنُ ترابٌ و تُربةٌ و هواءٌ و ماء؟ أم هو عزّةٌ و كرامةٌ و انتماء؟ هل الوطنُ سمسارٌ؟ هلِ الوطنُ طبلٌ؟ هلِ الوطنُ شعارٌ؟ هل وطنُنا له عيونٌ تختلفُ عن غيره من الأوطان؟ هل لوطننا إصبعٌ يضعُها ذات مرة على جراح أحد أبنائه؟ هل الوطنُ أقلامٌ مأجورةٌ، و فوائدُ متكاثرةٌ في بنوكِ أمريكا و أوروبا؟ هل الوطنُ قصيدةٌ مختلّةُ الأوزان، ليست على بحر العدل و لا بحر الأمان و لا على بحرِ الحقّ؟ هل الوطنُ لا شرفٌ و لا كرامةٌ، و لا إحساس؟ هل الوطنُ غاصبٌ و مجرمٌ و قاطعُ طريق و مزوّرُ عملاتٍ، و تاجرُ مخدّرات؟ هل الوطنُ موجودٌ فعلا على رقعة المفهومِ البشريّ؟ أم أنّ الوطنَ هو اللاوطن؟ أم أنَّ الوطنَ هو الكذبُ و النفاقُ و التآمرُ و الخيانة؟ و هل المواطنُ هو الشخص, الذي يعيشُ في وطنٍ آخر؟ الوطن هو الوطنُ و المواطن هو المواطنُ لكنّ صُنّاعَ الوطن، و ناسجي المواطنة يضعون الوطنَ و المواطنَ في قوالبِ مصالحهم و يدفعون بكرامة الناس إلى فوّهةِ مدافعهم لا رحمةً و لا شفقةً, لما يسيلُ مِنْ مدامعهم. الوطنُ صار كذبةً كبيرة و المواطنُ أصبح لقمةً صغيرةً. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|