![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
4
...... تمكن المحصلون الثلاثة , من العودة إلى جزير ة بن عمر , برؤوس معصوبة وأجساد مثخنة بالجراح ,وعلائم الوجع الشديد بادية على سيمائهم الصفراء فتوجهوا فوراً إلى دار الأمير , وشكوا له أمرهم , وما زالوا يملئون صدره بأكاذيبهم التي بالغوا فيها , لطمس الحقيقة والفوز بعطف الأمير . . حتى جنَ حنونه , وراح يتساءل بحيرة , هل شقَ أهل آزخ ثياب الطاعة , وتجرؤوا على ضرب رجاله الذين لاذنب لهم , سوى اهتمامهم بجمع الضريبة فقط ؟ إن أهالي آزخ مسالمين للغاية , تربطه بهم وشائج الاحترام والتعاون المتبادل , فكيف يقومون بمثل هذه الأعمال الاجرامية وكأنهم يسددون الطعنة إلى صدره شحصياً. . إذاً لابد من الاقتصاص منهم , لإعادتهم مرغمين إلى حظيرة طاعته . . 5 قبل ظهر اليوم الثاني من وقوع هذه الحادثة , فوجئ سكان آزخ بكوكبة مسلحة من رجال الأمير , يطوفون ساحة البلدة ودروبها الضيقة العديدة , وهم يعلنون للجميع وبأصوات عالية : يا أهالي آزخ . . . إما أن تقدموا لنا جميع الآزخيين الذين تعدَوا على محصَلي الأمير بالأمس , مع أسلحتهم وعتادهم كاملاً وإما أن نقوم الآن بحرق البلدة عن بكرة أبيها . . . هذه هي أوامر أميرنا . ومن يعصيها سوف يدفع الثمن غالياً . وفيما كانوا يرددون هذا الإنذار بعنجهية وغطرسة . . والآزخيون قد وقعوا في حيرة من أمرهم , تقدم الشمَاس اسطيفو من قائد المجموعة وصاح بأعلى صوته : لا أحد يعصي أوامر الأمير أيها القائد . . ولا لزوم لا ستعمال القوة العسكرية , لترويع الآمنين المسالمين فإذا كانت غايتكم هي إلقاء القبض , على الذين ضربوا واهانو المحصلين الثلاثة . . فقد وصلتم الآن إلى غايتكم , لأنني أنا وحدي الذي قمت بالاعتداء عليهم وبهذا الكوبال الذي يشهد على ذلك . . والمعتدى عليهم الثلاثة يعرفون ذلك , ولا يستطيعون الإنكار . استغرب قائد المجموعة , ما قاله هذا الرجل الذي تدل ملامحه على أنه رجل سلام , وليس رجل قتال وتعديات , فأجابه بلهجة لا تخلو من التهديد والوعيد . أتعرف ماذا تقول الآن أيها الرجل ؟ نعم أعرف , وأنا مسؤول عن اعترافاتي . وهل تعرف أن أمير الجزيرة سوف يحاكمك حيث تمثل بين يديه وإنه سوف يفرض عليك عقاباً صارماً قد لا يتحمل اوجاعه جسدك النحيل هذا ؟ أنا رهن أشارة الأمير , وها أنذا سائر إليه معكم , لأتلقى مطاعا أي عقاب يعاقبني , فأرجوكم أسرعوا بي إليه , وإليكم سلاحهم وعتادهم . 6 جمع قائد المجموعة رجاله , وسار إلى أمير الجزيرة . ووراءه يسير الشماس ا سطيفو, رافع الرأس ثابت الخطوات . . وهكذا إلى أن وصل الجميع إلى مقر الأمير , فترجل قائد المجموعة عن صهوة حصانه ودخل إلى الأمير معلناً أنه جاء بالمعتدي . . فأمر الأمير بإدخال الشماس اسطيفو إليه وما أن رآه حتى راح يصرخ في وجهه وشرارات الغضب تتطاير من عينيه . أنت أيها الصعلوك , من اعتدى على رجالي الثلاثة ؟ نعم أيها الأمير العادل . ثارت ثائرة الأمير ورجفت شفتاه حنقاً وغضباً , ثم تابع القول متهكماً بالمتهم الماثل أمامه بكل أدب وأحترام . تتعدى على رجالي , وتقول لي أيها الأمير العادل . - ومازلت عند كلامي يا سيدي . - ومن قال لك أنني أمير عادل , وسوف أسامح الذين يعتدون على رجالي ؟ - أنا أعرف ذلك , ولست بحاجة إلى أحد , كي يقول ويقدم لي شهادة عن العدالة التي تتصف بها . . ولو لم تكن أميراً عادلاً لما أبديت اهتماما بالغاً , برجالك المعتدى عليهم . - أمرك عجيب أيها الرجل . . تأتي إلي بمحض إرادتك لتقول لي أنك الذي اعتديت . ثم تقول لي بأنني أمير عادل , لأنني أهتم شخصياً برجالي المعتدى عليهم .. .... ولكن كيف غاب عن بالك , أن الذي يتعدى ويهين رجالي , لا يمكن له ان يرى أشعة الشمس في اليوم التالي . - لا . . لم يغب ذلك عن بالي أبدا , ولكن أنا لم أعتدِ على رجالك إلا بناءً لأمرك . . وقد كان بوسعي أن أقتلهم قتلاً شنيعاً لولا إنني احترم وجودك , وأبقيتهم على قيد الحياة , ليشهدوا بذلك على الحادثة , فلاتتهور في عقاب أحد . -أنت مجنون أيها الرجل ؟ أأ نا الذي أمرتك بأن تعتدي على رجالي وتهينهم هذه الإهانة البشعة ؟ - نعم يا سيدي أنت الذي أمرتني . . . وقد أعترفت الآن أمام الجميع بأن الذين يعتدون على رجالك ويهينونهم , لايمكن لهم رؤية أشعة الشمس في اليوم التالي . . . ألم تقل هذا أيها الأمير العادل . . أم أنا مجنون كما نعتني قبل قليل ؟ - لا يارجل , إنني قلت هذا , وما زللت عند قولي , ولكن ما علاقة هذا القول . بموضوع التعدي ولإهانة ؟ - كيف لا يمت هذا الموضوع إلى ذاك ونحن أبناء بلدة آزخ من نكون . . كي نستثنى من هذه الحماية ؟ - من تكونون يا أهل آزخ . . وضَح لي ذلك يا رجل . - ألست أنت أمير الجزيرة , وما يتبعها من قرى ودساكر . - بلى أنا أميرها وحاكمها المطلق . - حسناً جداً أيها الأمير . . وهل تعتقد أن بلدة آزخ هي خارج حدود إمارتك وحكمك ؟ - إنها ضمن حدود ملكي وحكمي - إذاً أنت أميرنا وحاكمنا , مثلنا مثل جميع الناس الذين يقدمون إليك فروض الطاعة والاحترام , ويلتزمون عن طيب خاطر , دفع الضرائب إليك . . فنحن من رعايك وعليك واجب حمايتنا من التعديات , والاهتمام بنا كمواطنين مخلصين لك قبل غيرك . - والله صدقت يا رجل . . ولكن أخبرني الحق . لماذا تعديت على رجالي وأهتنهم . وهم في بلدتك , عازمون على جباية الضرائب ؟ ............... يتبع في الحلقة الرابعة شكر لكم التعديل الأخير تم بواسطة دكتور سهيل ; 03-01-2006 الساعة 08:00 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|