Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2008, 07:00 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,175
افتراضي التوهان له أعوان 1 تعقيب بقلم: فؤاد زاديكه

التوهان له أعوان
1
تعقيب على موضوع الزميل صبري يوسف
بعنوان" التوهان"
تاه يتوه توهاً و توهاناً, و التوهُ و التوهان هما في اللغة ضياع الهدف أو إضاعته, و عدم المقدرة على الوصول إليه, و بلوغ المبتغى و الذي تكون فيه نهاية الأرب و غاية الطلب, تكون فيه النهاية الحسنة المنشودة التي يمكن أن تعود بالنفع المرجو و هو العام أو الشخصيّ على الناس الذين يقومون بهذا الجهد و الذين يمارسون فنونه من خلال السعي المتواصل الدءوب و المواظبة المستمرة, و متى تاه الشخصُ عن الهدف فإنّ مسير حياته سيكون مقلقاً و مصيره مشحوناً بالمجهول و مسبّباته و نتائجه الحتميّة التي سيقود إليها مثلُ هذا التوهان.
إنّ البشرَ خُلقوا_ أُوجدوا_ على هيئات, يختلفون فيما بينهم, على أمور الحياة و متطلباتها, من خلال الرؤية التي تكون لديهم أو الطريقة التي يتعاملون بها مع هذه المتطلبات لبلوغ الهدف درءاً للمضيعة و التوهان, و تجنباً للضياع و الزوغان, و السبب في ذلك أنّ طرق تفكير الناس مختلفة و البيئة التي نموا و ترعرعوا فيها متباينة التأثير و متنوّعة كما أنها مختلفة في النهج الممارس من قبل هذه الفئة أو تلك. كما أنّ الجهد المبذول من خلال الرغبة مختلف و متباين هو الآخر, و الاختلاف بين البشر ظاهرة حسنة و صحيّة, إذ ليس بالامكان التصوّر في أن يكون جميع الناس على مبدأ واحد, أو رأي واحد, و إلاّ فإنّ مللاً و سأماً و إحباطاً سينتاب الناس, ففي التنوّع فضيلة و غنى و روحية تدفع إلى الرغبة في التواصل و السعي الجاد الخلاّق ,رغبةً في بلوغ الرقيّ, و تحقيق التغيير نحو الأفضل. ليس من المعقول أنْ يكون جميع الناس سواسيةً و متجانسين في كلّ شيء فهناك اختلافُ الميول و الرغبات, و هناك التباينُ في شدّة العواطف أو برودها, و هناك وضوحٌ في الرؤية, أو جهلٌ يكتمُ أنفاسَ الفكر, فيقيّد كلّ حركاته, ليغدو أسيرَ ارتباطٍ بتقاليدَ أو عاداتٍ أو أفكار باليةٍ, أو ماضٍ عقيمٍ لا منفعةَ فيه, و لا فائدةَ ترجى من البكاء على أطلاله, و هناك أيضا التنوّعُ الفريدُ في الاهتماماتِ و الأولويات, و كذلك المؤثرات الخارجية و غيرها من جملة من الأمور و المواقف و القضايا التي لا يمكن التنكرُ, لها أو غضُّ النظرِ عنها أو إهمالها.
من المعلوم أن ألوفاً مؤلفةً من الحكماء و الفلاسفة و العلماء و المشرّعين و القضاة و الأنبياء و الرسل و المفكرين و الأدباء و الشعراء و العباقرة الآخرين, قدّموا للبشرية أفكارَهم و خبراتهم, و عصارةَ نتاجهم الفكري, و زبدةَ تحصيلهم العلميّ و الأدبيّ و الثقافيّ و الإنسانيّ و الحكميّ و الدينيّ, داعين إلى التغييرِ و عاملين بكلّ ما تيسّر لهم من سبل لإنجاح مسعى أفكارهم, و لكسرِ جمود التخلّف و الجهل و التقوقع, و الانتقال بالإنسان إلى مراحل أفضل من الرقيّ و التقدم الفكري و الاجتماعي المتحرر, الذي يختمُ بالحصول على السعادة و النجاح و الرضا, و هذا كان الهدف من جميع تلك الأفكار التي جاءت بها هذه الكوكبة من الرجال الخيرين و الأنبياء الصالحين و الرسل المبشّرين, لكنّ كلّ تلك المحاولات لم تحقق الغايةَ المرجوّة منها و لم تصلْ إلى الهدف المنشود.
إنّ الإنسان, كان منذ البدء, الهدف الأسمى لكلّ هذه الأفكار المطروحة, و الفلسفات المقدمة لأنه أفضل المخلوقات و أرقى الكائنات, و هو محورُ كلّ هذه العملية. لكنْ و بكلّ أسف, فإما أن يظلّ هذا الإنسان بعيدا عن مركز الاهتمام أو أن البعض من هذه الأفكار و من خلال الممارسات الخاطئة جاء بمردود معكوس على مصلحة الإنسان و صحته, بل و هدّد وجوده و أثقل عليه حياته. إنّ كل تطور و تقدم فكري و حضاري يكون سلاحاً ذا حدّين, حدّ يأتي نافعا, و حدّ يأتي صافعاً, و لهذا نرى الإنسان في أحيان كثيرة حاول, و يحاول إغفال الكثير من هذه الأفكار بعدم الرغبة في التجاوب معها, لكونه يرى فيها قيوداً على حريّته و تكبيلا لرغباته و الحدّ من لانهائية مشتهياته التي جعلته دائماً أسيرا لها, و هذا ما أسهم بشكل خطير في عدم استطاعته التخلّص من مغرياتها و سيطرة سلطانها عليه فكان من نتائجها التعثّر و التخبط و الضياع و التوهان, يرى فيها منعاً له من تحقيق نزواته و منافعه و رغباته و شهواته و جميع هذه الأمور تتناقض في مصلحتها مع هذه الدعوات, التي حملت في ظاهرها و باطنها الخير و المحبة و دعت إلى التآلف و السلام, و إلى التعاطي مع الحياة بمنظار الوعي و التفكير و الفهم من خلال الدرس و التمحيص و التقييم و النقد و التصحيح لتجاوز جملة المعترضات, و التي يمكن تسميتها بالموانع و المعوّقات و هي نابعة من تراكمات أخطاء الماضي التي انعكست على العملية التربوية و البيتيّة و العشائرية و الاجتماعية و حتى الحياتية العامة, و هذه تساهم بشكل خطير في هذا التوهان و هذه الأنانية, و في هذا الجمود الفكري و العقائدي و الديني المزمن, الذي نعاني منه, و سنبقى نعاني منه إلى ما شاء الرب إلا متى حصلت هناك معجزة ما, تتكللُ بتضحيةٍ يقوم بها هذا من أجل ذاك, أو ذلك من أجل هذه, و هي تضحية سيكتب لها التاريخ موقفا مشرّفا تعتزّ به الأجيال و يخلد كعمل متفاني و عظيم! لكن أين هو هذا ال (ذلك)؟ أو ال (هذا)؟ أو ال (هذه)؟
... يتبع القسم الثاني
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke