Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
صّدّقوني!
صَدِّقوني! بقلم: فؤاد زاديكه أنا متأكدٌ من أنّ مقالتي هذه, ستكون ضرباً من الجنون في عُرفِ و تقييم بعض أصحاب الفكر الجاهل و المتخلّف, و كذلك ممن يخافون على سلطتهم و مراكز القوى التي تخدمهم, و قد يتمّ اتّهامي بالخيانة الوطنيّة أو بالعنصرية أو يتمّ تكفيري أو.. أو .. أو و الحبل على الجرّار لكثير من التهم و عبارات القذف التي ستنال مقالتي هذه و شخصي كذلك. إنّ كلمة الحقّ يجب أن تُقال مهما كان الثمن, عملا بمقولة الساكت عن الحقّ, شيطانٌ أخرس. أريد من خلال هذا النصّ أن أشير إلى بعض الأمور الواضحة وضوح الشّمس, و التي يريد البعض التغاضي عنها, أو إهمالها أو إخفاءها, أو القفز عليها لأنّها تهدّد مكانتهم و تكشف حقيقتهم الغبيّة. دعونا نتأمل ما يدعو إليه المسلمون كلّما حصلت مشكلة لا تروق لهم أو موقف اتّخذته إحدى الحكومات الغربيّة أو مقالة تنشر في صحيفة أو جريدة أو أية وسيلة إعلام أخرى, إنّهم يتباهون بالدعوة إلى مقاطعة الغرب و الأمريكان و هم يعلمون بأنّ مقاطعة الغرب و أمريكا ستعود عليهم بالكثير من المآسي و النتائج الخطيرة و ستعيدهم إلى ما كانوا عليه من جاهليّة العقل و الفكر و الواقع الحياتي و المعيشي. إنْ قاطعَ العربُ الغربَ, أو الأصح لو قاطعَ الغربُ العربَ فإن الذي سيحصل هو:
ستنعدم وسائل المواصلات و التنقّل بواسطة الطائرات و القطارات و السيارات و سيركب العرب الجمال أو البغال أو الحمير ليسافروا إلى أوروبا و أمريكا أو إلى البلدان الأخرى و منها العربيّة. سينعدم عندهم الانترنت و المواصلات البريدية و سيقوم الحمام الزاجل بنقل رسائلهم, و سيستغرق وصول الخبر إليهم ربما أشهرا أو سنوات و قد لا يصل. سيحرمون من الكتابة بالقلم الناشف أو القلم الرصاص أو بقلم الحبر و سيعودون إلى الكتابة بالريشة و المحبرة. لن يكون هاتف جوال ينقل لهم الأخبار, و سوف تتوقف جميع مشاريعهم التنموية و تتوقف كلّ مؤسساتهم عن العمل. كما لن تكون لديهم كاميرات تصوير تبقي رسومهم لمن بعدهم. لن تكون لديهم معامل لصناعة الملابس فهم سوف يعودون إلى ارتداء جلود الحيوانات كما كان يفعل الإنسان القديم, أو يسترون أجسادهم بورق البردي أو بالقش. لن تكون هناك أجهزة طبيّة في مستشفياتهم للكشف عن الأمراض و لمعالجة المرضى فسيموت الملايين منهم بما لديهم من أمراض كثيرة شائعة. إضافة إلى انقطاع الأدوية التي يصدرها لهم الغرب فالموت المحتم هو نتيجة هذه المقاطعة. لن تكون لديهم فرص الدراسات العليا و التخصصية في الجامعات الأوروبية و لن يتم إمداد هذه الدول بالمواد و الوسائل التعليميّة المتطورة, مما سيبقي دراساتهم ضمن نطاق محدود ينعدم مع مرور الزمن. لن يكون لديهم الورق الذي يكتبون عليه, و يدخل في الكثير من جوانب الحياة في المدارس و المكاتب و الإدارات و غيرها. و لا بامبرس لأطفالهم لا حليب و لا أجبان و لا لحوم معلّبة. لن تكون لديهم قطع غيار للتالف من سياراتهم و طائراتهم و أجهزتهم مما سيجعل استمرار العمل من الأمور المستحيلة. لن تكون لديهم فرص تطوير وسائل التعلم لمعرفة أحدث ما يحصل من تطورات و اكتشافات و اختراعات في مختلف جوانب الحياة, مما سيجعل هوة عظيمة بينهم و بين المجتمعات الغربية و الأمريكية "الكافرة" لن تكون لديهم تخوت و لا فراش للنوم مما سيجعلهم يفترشون الأرض و يلتحفون السماء كما كان أجدادهم الأوائل. لن تكون لديهم أية وسيلة من وسائل العلم و التنوير و التطور و المعرفة و سيعودون إلى ما كانوا عليه في حياة البداوة الأولى في التنقل بحثا عن الكلأ و الماء. لن تكون لديهم طرقات يسلكونها و لا سدودا يستغلونها في ري الأراضي و لا أجهزة للحفر و التنقيب عن البترول أو الماء. و لا حتى أحذية ينتعلونها في أرجلهم. لن تكون لديهم حصادات تقوم بحصد القمح و الشعير أو جمع القطن و لا جرارات تقوم بحرث الأراضي الزراعيّة و لا رافعات تقوم بنقل أو رفع الحمولة الثقيلة. و لن تكون لديهم باصات لنقل الركاب و لا حتى الموظفين إلى الشركات أو التلاميذ إلى المدارس. سوف يسير الكل على أقدامهم إلى أماكن العمل و المدارس. كما لن تكون لهم دور سكن يقيمون فيها, إنهم سيعودون إلى السكن تحت الخيام في العراء. لن تكون لديهم موازين لقياس درجة الحرارة في حالة المرض و لا أجهزة الكشف تحت الأشعة البنفسجية و لا أجهزة معالجة و فحص الأسنان مما سيجعل أسنانهم كلها تتلف مع الأيام و يتعسّر لديهم الهضم و تحصل مضاعفات في المعدة لسوء الهضم. تتبعها أمراض أخرى كثيرة ستبقى بدون علاج و هي ستؤدي إلى الموت الحتمي. تصوّروا عالما أو حياة من دون كهرباء. أي أن الظلام و الظلمة ستسود في عالم العرب و المسلمين لأنها من نتاج الغرب و من اختراعهم و متى كانت المقاطعة فستكون تامة شاملة. لن يكون شراء للنفط العربي الذي يتفاخرون به, و سوف يكسد و تضعف القوة الشرائية من نتيجة ذلك و سيؤثر سلبا على جميع نواحي الحياة الاقتصادية في هذه البلدان. سيتم طرد جميع العرب و المسلمين من هذه البلدان ليعودوا إلى حياة الفقر و الفاقة و العنف و السجون و الملاحقة ليقوموا بتدمير مجتمعاتهم التي لن يتمكنوا من العيش بها بعد فترة البعد هذه و نمط الحياة الرغيدة التي كانوا يعيشونها في هذه البلدان المتطورة و المتقدمة. و متى غادر العرب و المسلمون هذه البلدان فإنه لن تكون بعدها حاجة إلى بقاء الجوامع و المساجد فهي إما ستغلق أو ستتحوّل إلى متاحف. و سيهنأ العالم الغربي و ينعم بالهدوء و الأمن و السلام و الاستقرار بعد إبعاد عناصر الإرهاب من مجتمعاتهم. لن يكون هناك كومبيوتر. و لا آلة حاسبة و لا فاكس و لا تلفزيون و لا راديو و لا فيديو و لا تسي دي بليير و لا مسجّل, و لن يكون لديهم سلاح يدافعون به عن أنفسهم لحرمانهم من شراء السلاح بسبب المقاطعة, سيقاومون الدبابة بالعصي و الطائرة بالمقلاع و الجيوش بالقوس و النشّاب و الحجارة. و كثيرٌ غيره لو ذكرناه لحرم العرب و المسلمون من كل وسائل الحياة و لما عادت لديهم وسيلة تدفئة إلا الوسائل البدائية كالحطب و غيره. تصوّروا يا عرب إنْ قاطعتم, أو عفواً إنْ قاطعكم الغرب ما الذي يمكن أن يصير إليه مصيركم؟ هل فكّرتم؟ أم أنّكم على همجيّة غوغائيتكم تنادون بالمقاطعة في حالات هستيرية دون أن تدركوا مغبة و نتائج ذلك, فتظنّون بأنكم ستستمرّون بالعيش في كل هذا النعيم الذي هو من صنع الغرب و من خيراته و من نتاجه؟ قاطعوا الغرب لنرى ما الذي سيكون من شأن مصيركم بعد ذلك!!! صدّقوني لن تقوم لكم قائمة و ستعودون إلى جاهليّتكم و تعيشون التخلّف و الهمجيّة و التوحّش بأشقى و أجلى مظاهره. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-01-2010 الساعة 11:31 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|