Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2019, 09:03 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,021
افتراضي لعبة الحظ المميتة بقلم/ فؤاد زاديكى القسم الثالث

لعبة الحظ المميتة

بقلم/ فؤاد زاديكى


القسم الثالث

- كما وعدتك يا (منير) فإنّي سَأَهِبُكَ المالَ وكلَّ ما تريدُ وسيصيرُ وضعُك فوقَ الرِّيح ويسيلُ المالُ مِنْ بين يديك كَسَيلانِ شلاّلِ الماء بين الصّخور فلنْ يقفَ في طريقِ إعاقةِ حصولِكَ عليهِ أيُّ عائقٍ أو مانعٍ وسوف تحقّق كلّ ما تصبو إليه من أهدافٍ و تحصل على كلّ ما ترغب وتشتهيه نفسُك بسهولةٍ ويُسْرٍ. وشرطي الوحيدُ في هذا أنْ تحاولَ كَتْمَ هذا السرّ و ألَّا تبوحَ به لأحدٍ مهما كانتِ الدواعي والأسبابُ والإغراءاتوبمجرّد إعلانِك عن الأمر وكشفِك لهذا السرّ فإنّك ستعودُ إلى هذه الحالة التي أنت عليها الآن, فَتأمّلْ كيف سيكون ذلك بعد غنىً فاحش وسلطانٍ ونفوذ وجاه تحصل عليهم! هل تسمعني؟
- نعم... نعم أسمعُك يا عمّ. لكنْ ما الذي يتوجّبُ عليّ عملُه؟
- سيحاول أكثرُ من شخصٍ وَجِهَةٍ أنْ تعرفَ مصدرَ ثروتِك هذه وأسبابَ غناك المفاجئ والذي سوف يُذْهِلُ النّاسَ ويتركُهم في حيرةٍ من أمرك, ويطرحون مئاتِ التساؤلاتِ فعليك أن تتمتّع برباطةِ جأشٍ شديدة و ألاّ تنساقَ وراءَ غرورٍ أو تنخدعَ بوعودٍ أو تتأثّرَ بعواطفَ ما لتكشفَ أوراقَك وتُعْلِنَ عن السرّ... إيّاكَ أنْ تُقْدِمَ على هذا حتى ولو كلّفك ذلك حياتَك, فكما قلتُ لك وفي اللحظة التي تُعْلِنُ فيها عن السرّ وتخونُ هذا الوعدَ الذي أعطيتني إيّاه فإنّكَ ستصبحُ من أفقرِ الناس! فهل توافقُ على هذا الشرط؟ وهل لديك القدرةُ على تحمّل المشقّات و المصاعب - وهي ستكون كثيرة وقويةّ – لكي تُبْقي على غناك الذي سَتُحْسَدُ عليه؟
- نعم.. ومتى سيحصلُ ذلك؟ أعني متى سيصير كلُّ هذا المال بيدي أتمتّعُ به؟
- في الحالِ وفورَ مغادرتِكَ إيّاي ووصولِك إلى البيت سيبدأُ مشوارُك مع الغِنى وستودّعُ جحيمَ الفقر الذي تعيشُه اليوم, وسوف تُدْرِكُ بأنّي كنتُ صادقاً معك, وعليكَ فقط من أجل أن يستمرّ وضعُك على ما سيصير إليه أنْ تلتزمَ بشرطِ المحافظةِ على السرّ وبالمحافظة على الوعد الذي قطعتَه أمامي.
ودّعَ الحظُّ المتمثّلُ في الشّيخِ العجوزِ (منيراً) وهو يقولُ له: آمَلُ أنْ تفهمَ ما قلتُه لك جيّدًا وتعملَ به يا (منير) إنّها فرصتُك الوحيدةُ يا بُني لتنتقلَ من هذا الوضع إلى وضعٍ آخرَ على النَّقيضِ منه تماماً!

كان (منير) يركضُ تارةً ويسيرُ ببطء شديدٍ تارةً أخرى وهو غارِقٌ في بحرٍ من الأفكار التي تأخذُه وتجيبُه وكانتْ لهفتُه شديدةً في أنْ يصلَ إلى البيتِ بسرعةٍ صاروخيّةٍ ليتأكّدَ مِنْ صِدْقِ قَولِ الشّيخِ له, في حين كان في أيامه العادية يتباطأ كثيراً أثناء توجُّهه إلى البيت إذ أنّه كان يُحِسُّ به كالقبر الذي يدفنُه وهو حيّ. كان هذا بالنّسبة للشاب الفقير (منير) حلماً مستحيلَ التحقيق بل ضرباً من الوهم الذي لا طائل منه.
وصل (منير) داره وما أنْ عبرَ إلى داخل البيت حتى رأى صرّة ًكبيرةً موضوعةً بعنايةِ فائقةٍ في موضعٍ ظاهرٍ من الغرفة يَراها العابر إليها بكلّ سهولة, فأحسّ بخفقانٍ كبيرٍ في قلبِه وبارتفاعٍ في ضغطِ دمِهِ وبِدَفْقٍ من جريانِ الدّمِ في عروقه لم يشعرْ به مِنْ قَبْلُ وبدأ العرقُ يتصبّبُ من جبهته ولم يعدْ يشعر بشيء فجرى نحو الصُّرّةِ بلهفةٍ شديدة وما أنْ أمسكَ بها وتحسّسَها من الخارج وهو يشعرُ مع الحركةِ بصوت الذهب تعانقُ قِطَعُهُ بعضُها بعضًا حتّى شعرَ بشعورٍ غريبٍ ففتحها ورأى هذه القطعَ الكبيرةَ من الذهب وهي تتلألأ فأُصيبَ بِدَوارٍ ثقيلٍ غلبَ عليه فسقطَ على الأرض مغشيّاً من هولِ صَدمةِ السعادة التي لم يتمكنْ من تحمّلها وهي كانتْ أكبرَ من أنْ يتحمّلها شابٌّ صغيرُ الأحلام بل مُعْدَمُها, ولم يكنْ هذا عليه بالموقفِ السَّهْلِ أبداً.
يتبع...
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:07 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke