Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مُشاركتي قبل قليل على موضوع حول المرأة المخدوعة أو المطلقة في مجلة ملوك الحرف الإلكتر
مُشاركتي قبل قليل على موضوع حول المرأة المخدوعة أو المطلقة في مجلة ملوك الحرف الإلكترونية الذي تقدمه الدكتورة الكاتبة ناهد الأسطه.
برأيي ليس الموضوع موضوع كبسولات علاجيّة للمرأة المخدوعة أو المطلّقة كما يُقال دون غيرها فهو للمرأة على وجه العموم. فالرّجال أيضًا يتمّ خدعهم لكن متى أخذنا الموضوع من النّاحية الإجتماعية و الإنسانيّة فإنّه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنّظرة الذّكوريّة السائدة في المجتمعات العربيّة و الإسلاميّة وهي العلّة الأساسيّة في كلّ ما يجري من عنف و قهر و استغلال و عبودية و تعدٍّ على المرأة, وحالات طلاق لأنّ القوانين الوضعية مأخوذة من الشّريعة الإسلاميّة, هذه الشّريعة التي تظلم المرأة وتحتقرها فهي امرأة بنصف عقل و نصف دين و هي عورة و هي مركوبة مثل الناقة ولا تُقبل شهادتها و لا يجوز أن تحكم أو تقاضي و حتّى تعدّد الزوجات هو أكبر احتقار للمرأة و قتل لمشاعرها كأنثى, للرجل ان يطلّق امرأته متى شاء أو أراد وإن أرادت هي ذلك فإنّها لا تقدر عليه. (( و إذا طلّقتمُ النساءَ فبلَغنَّ أجلَهنّ فأمسكوهنّ بمعروفٍ أو سرّحوهًنّ بمعروفٍ)) و غير ذلك من الخزعبلات و المفاهيم السائدة التي تقف حاجزًا كبيرًا في طريق أيّة محاولة تسعى لتعديل كفّة الميزان والتي هي لصالح الرّجل في هذه المجتمعات, فما يُسمّى بجرائم الشرف هي دليل آخر على هذا الفكر المتخلّف والمتسلّط إذ تُقتل المرأة الضّحيّة و تتمّ تبرئة المجرم الفاعل و هو الرجل, أليس للرجل شرف؟ أجل له شرف فأخلاقه و ضميره و صدقه و معاملته مع النّاس هي شرفه و يخطئ مَنْ يظنّ بأنّ الشّرف مرهون بعضو المرأة التّناسلي دون غيره. إنّه فكر مريض لا يمكن له أن يصلح. إنّ الدّكتورة نوال السعداوي المصريّة كانت أكثر كاتبة في تاريخ النساء قلبت المعايير و تحمّلت مشاقّ كثيرة تعرّضت لها بفعل طروحاتها الجريئة المناصرة للمرأة و المطالبة بإحقاق حقوقها لكنّ كلّ ذلك لم و لن يغيّر أيّ شيء في هذه المجتمعات حتّى تمّ تكفيرها و ملاحقتها و التّضييق عليها بدواعي دينيّة لكونها خالفت مبادئ الشريعة السائدة و قالت لها لا. و ألف كاتبة مثل أحلام مستغانمي لن يكون بمقدورها تغيير هذه المجتمعات, إنّ الحلّ الأمثل هو سنّ قوانين جديدة إنسانيّة و حيّة تأخذ مبادئها من شرعة حقوق الإنسان وتحقّق المساواة بين الرجل و المرأة قولًا و فعلًا و كذلك العدالة الإجتماعيّة, حينها يمكن أن نأمل بحصول تغيّر في أفكار و أنماط هذه المجتمعات. إنّ المجتمعات الغربيّة و الأمريكيّة هي الأخرى مرّت بمثل حالة بلداننا العربية عندما كانت سلطة الكنيسة هي المسيطرة لكن بعدما قامت بفصل الدّين عن الدولة صارت الأمور بالاتجاه الصحيح و انتهت معاناة المرأة في هذه المجتمعات حتّى أنّ الرجال يتمنّون لو هم يحصلون على ما تحصل عليه المرأة من حقوق و احترام و تقدير. فقط علينا أن نتحكّم بعقولنا و بها نحكم لا بعواطفنا هذه التي جرّت علينا الكثير من الويلات التي لم تنتهِ. وإلى أن يبقى الدّين هو المسيطر على الحياة الإجتماعيّة في هذه المجتمعات فلا يمكن أن تقوم لها قائمة, فلا المرأة ستحصل على حقوقها و لن تشعر بالأمن و الاستقرار لأنّها ستبقى مهمّشة الدّور, تنحصر مهمّتها في البيت و إنجاب الأطفال كماكنة تفريخ و مهمّتها إسعاد الرّجل و تحقيق متعته و سعادته فهو الأهمّ لأنّه رجل. لا يجب علينا أن نضحك على نفوسنا فنحن نعيش مأساة حقيقة بما يخصّ المرأة في مجتمعاتنا إنّها المفعول بها على الدّوام و في جميع الأحوال و الحالات و الظروف و المواقف و المناسبات. لن تنفعنا مستغانمي و لا نوال والذي ينفعنا فقط هو أن نلغي كلّ هذا القديم لنأتي بجديد يكون صالحًا للعيش مع الحياة. إنّ مجتمعاتنا تعيش في الماضي و نحن بحاجة للمستقبل. أجل نحن نحتاج إلى الجرأة و إلى ثورة عنيفة تهزّ أركان القديم لتبني بناءً قابلًا للحياة غير مريضٍ بلوثة أفكار سوداء مصدرها الكتب الصّفراء. بقلم: الشاعر السوري فؤاد زاديكى 11/1/23 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|